كوسوفو تعد الأيام بالثواني لإدراك حلمها.. والاستقلال بعد أسبوع

الاتحاد الأوروبي سيعترف بالاستقلال بشكل أحادي في 10 مارس

TT

زفت وسائل الاعلام الكوسوفية أمس نبأ اعلان الاستقلال في 17 من الشهر الجاري أي الاحد المقبل، وقالت ان الاعلان سيتم داخل البرلمان في بريشتينا. وقالت صحيفة كوها دي تور المقربة من حكومة كوسوفو في عددها الصادر أمس إن «البرلمان سيعلن الاستقلال وبشكل قاطع ونهائي يوم الأحد القادم 17 فبراير (شباط) 2008، وسيتم تأكيده في بداية شهر مارس (اذار) القادم».

وأضافت: «لقد بدأ العد العكسي لاعلان الاستقلال، ونعد الأيام بالثواني لادراك ذلك الحلم. هذه هي نهاية الطريق والمعاناة لن تتكرر». وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار يوم 17 فبراير لاعلان الاستقلال جاء بالتنسيق بين السياسيين في بريشتينا وبروكسل وواشنطن. ويأتي موعد الاعلان عن الاستقلال قبل يوم واحد من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ليقرروا الاعتراف باستقلال كوسوفو. ووفقا لما نشرته وسائل الاعلام السلوفينية المختلفة أمس فإن «جميع الدول الاوروبية ستعترف باستقلال كوسوفو ما عدا قبرص ورومانيا فيما ستمتنع كل من اليونان وسلوفكيا عن التصويت». ونقلت شبكة بي 92 الصربية عن مصادر مطلعة أن «بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستكون من أول الدول التي ستعترف باستقلال الاقليم»، وأن «بروكسل تأمل في أن لا تعترض الدول الرافضة والمتحفظة على استقلال كوسوفو على ارسال البعثة الاوروبية إلى بريشتينا لخلافة الامم المتحدة».

وأكدت وسائل الاعلام السلوفينية أمس أن استقلال كوسوفو في 17 فبراير الجاري سيتم تأكيده في 10 مارس (آذار) القادم، عندما يعلن رسميا عن الدستور الجديد والعلم ورمز الدولة حيث سيتخلى النسر الألباني عن وشاحه الأسود، كما سيختفي اللون الأحمر من العلم. وقال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي إن نحو «مائة دولة ستعترف باستقلال كوسوفو حال اعلانه»، وأكد وجود دعم دولي قوي للاستقلال، وأن «كوسوفو أتمت جميع الاستعدادات الخاصة بذلك»، لكنه لم يؤكد موعد 17 فبراير الجاري أو أي موعد آخر رغم إشارته لوجود اتفاق نهائي بين بريشتينا وبروكسل وواشنطن حول حتمية الاستقلال.

وكانت مصادر مقربة من تاتشي قد ذكرت في وقت سابق أن «اعلان الاستقلال سيكون يوم 6 فبراير» لكن ذلك لم يحصل، إلا أن موعد 17 فبراير تردد هذه المرة على ألسنة الكثير من السياسيين والدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين وحتى الصرب. فقد أشار وزير شؤون كوسوفو في الحكومة الصربية سلوبودان سمارجيتش إلى أن «الحكومة الصربية لديها معلومات تفيد بأن اعلان الاستقلال سيكون يوم 17 فبراير». وقال إن بلغراد امتنعت عن توقيع اتفاقية الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي حتى لا يعتبر ذلك مقايضة باستقلال كوسوفو أو توقيع على استقلاله.

من جهته قال الرئيس الصربي بوريس طاديتش إن «أي قرر بخصوص كوسوفو يجب أن يتخذ داخل مجلس الأمن وليس خارجه» وهو الموقف الذي تؤيده روسيا بقوة ولا يكفان يرددانه. لكن كلا البلدين لم يذكر ما الذي سيقوم به فيما لم تسر الامور كما يريدان، رغم تهديد الرئيس طاديتش بجعل كوسوفو تدفع ثمنا باهظا في حال اعلانها الاستقلال.

وتتوقع المصادر الاوروبية وفق ما ذكرته شبكة «بيتا» الصربية أن يكون يوم 10 مارس القادم يوما مشهودا في كوسوفو وأوروبا حيث سيتم الاعتراف بشكل رسمي باستقلال الدولة الجديدة في كوسوفو. وقال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير: «برلين سوف تعترف باستقلال كوسوفو فالتاريخ لا يمكن ايقافه». وذكر راديو وتلفزيون بريشتينا أمس أن «الاتحاد الاوروبي أذن للبرلمان في كوسوفو باعلان الاستقلال يوم 17 فبراير بينما سيتم تنظيم الاعترف به دوليا في بداية مارس القادم»، وأن «على البرلمان من 17 فبرير حتى بداية شهر مارس القادم إعداد 30 قانونا للدولة الجديدة وفق خطة المبعوث الدولي مارتي هتساري».