مدينة سويدية تئن تحت عبء اللاجئين العراقيين

رئيس بلدية سودرتاليه: العدد يتخطى قدرتنا على الاستقبال

TT

سودرتاليه (السويد) ـ أ. ف. ب: بدأ تدفق اللاجئين العراقيين الى سودرتاليه جنوب ستوكهولم يطرح مشكلة جدية بالنسبة للبنى الخاصة باستقبالهم في المدينة، التي تستمر مع ذلك ببذل كل ما بوسعها لتسهيل اندماجهم في المجتمع السويدي.

فمنذ الاجتياح الاميركي للعراق في 2003، لجأ اكثر من خمسة الاف عراقي الى هذه المدينة الصناعية، التي يبلغ تعداد نفوسها 82 الف نسمة، بينهم نحو اربعة الاف وصلوا خلال السنتين الاخيرتين، حسب ارقام البلدية. وقال رئيس بلدية سودرتاليه الاشتراكي الديمقراطي اندرس لاغو (معارضة)، «ادرك ان الناس يهربون من العراق، هذا لا يثير الدهشة بتاتا، والسويد تعتمد سياسة سخية لاستقبال اللاجئين». لكن «ذلك يتخطى قدرتنا على الاستقبال». فالسويد هي البلد الاوروبي الذي استقبل العام الماضي اكبر عدد من العراقيين الذين طلبوا اللجوء، مع بلوغ عدد الملفات التي تسلمتها 18559. وقد قبلت 72% من الطلبات التي درستها في عام 2007. ويصل نحو ثلاثين لاجئا عراقيا كل اسبوع الى سودرتاليه بحسب لاغو. لكن لم تعد تتوافر مساكن في المدينة، وغالبا ما يقيم اللاجئون لدى لاجئين اخرين. وقد يقيم حتى 15 شخصا في غرفتين على فرش على الارض في بعض الاحياء التي اطلق عليها اسم «ليتل بغداد». ويسمح القانون السويدي لطالبي اللجوء الاقامة في المدينة التي يختارونها. ومنذ السبعينات اصبحت سودرتاليه وجهة مفضلة للمهاجرين المسيحيين من لبنان وسورية وتركيا والعراق. و40% من سكانها هم من اصل اجنبي، حسب رئيس البلدية. وتلخص اريكا برنت المسؤولة عن برنامج استيعاب اللاجئين في سودرتاليه الحالة بقولها «إنها مدينة معروفة. ذلك يولد شعورا بالأمان بان يكون آخرون مقيمين هنا وان يتحدث اخرون اللغة نفسها. انه تقليد وهناك مفعول ما يسمى بكرة الثلج».

ويشمل هذا البرنامج جميع طالبي اللجوء ممن حصلوا على إجازة بالاقامة. وتوفر لهم البلدية دروسا لتعلم اللغة وتوجيهات للتكيف في المجتمع وتدريبات، فيما يتلقون اعانات شهرية. أما الهدف الاول فهو ايجاد عمل لهم. ولمواجهة التدفق وتسريع عملية الاندماج قلصت مدة البرنامج من 24 الى 18 شهرا في الاول من يناير (كانون الثاني)، كما ان عدد الفريق الذي يديره ارتفع من 8 الى 70 عضوا في خلال سنتين، حسب برنت.

ولفت لاغو الى ان الوضع الحالي في سودرتاليه «يؤثر على اللاجئين قبل اي شيء اخر»، موضحا على سبيل المثال صعوبة «تعلم اللغة السويدية عند الذهاب الى المدرسة مع اطفال يتحدثون العربية فقط او اطفال من اصل اجنبي». وهو يدعو منذ اشهر الى تغيير القانون الذي يجيز للاجئين اختيار مكان اقامتهم بانفسهم، بغية التوازن في توزيعهم «على الاقل في السنة الاولى». وفي ديسمبر (كانون الاول) اعلن وزير الهجرة توبياس بيلستروم ان امكانية ارغام طالبي اللجوء الذين يصلون وحيدين للاقامة «حيث توجد المساكن» قيد الدرس حاليا. وحسب لاغو فان العراقيين في سودرتاليه يرغبون في البقاء. وقال «ان انطباعي هو انهم يأتون للبقاء وبناء حياة جديدة هنا. انهم يريدون العمل وان يكونوا مستقلين»، موضحا ان نحو 40% تلقوا تعليما في الجامعة او في مدارس عليا. وقالت برنت «ارى في هذه المجموعة فائدة للمجتمع فعلا»، لان هؤلاء اللاجئين «متحمسون للغاية للاندماج في المجتمع وتعلم اللغة».