قيادي في فتح: المفاوضات تراوح مكانها بفعل رفض إسرائيل تطبيق التزاماتها

حماس تحذر من توصل أبومازن إلى اتفاق سري مع إسرائيل

TT

في الوقت الذي نفى فيه قيادي في حركة فتح انه لم يحدث أي تطور على الموقف الإسرائيلي يسمح بالتوصل لاتفاق بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية، حذر قيادي في حركة حماس من إمكانية توصل الرئيس محمود عباس (ابومازن) الى اتفاق سري مع إسرائيل. وقال الدكتور عبد الله عبد الله من فتح، ورئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي إن إسرائيل لم تبد أية رغبة في التوصل لتسوية عبر مواصلتها مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والجدار الى جانب القمع ضد الشعب الفلسطيني. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال عبد الله إن اسرائيل لا تنفذ التزاماتها كما وردت في المرحلة الأولى من خطة «خريطة الطريق»، علما بإن السلطة اوفت بالتزاماتها لحد كبير، وبشهادة الراعي الأميركي، مشيرا الى أن واشنطن ارسلت الجنرال وليام فريزر للحكم على مدى ايفاء الطرفين بالخطة. وأشار عبد الله الى أن اسرائيل تحاول افشال السلطة ومنعها من تنفيذ استحقاقات خريطة الطريق، كما حدث في مدينة نابلس من خلال عمليات الاجتياح. واضاف عبد الله أن اسرائيل تبرر عدم حصول تقدم في المفاوضات بمواصلة اطلاق الصواريخ على البلدات اليهودية من غزة، موضحا أن هذا لا يمكن أن يكون مسوغاً لعدم تنفيذ اسرائيل إلتزاماتها وفق خريطة الطريق، على اعتبار أنه لا جود للسلطة في القطاع. وأشار الى أن السلطة تراهن على المؤتمر الدولي المقبل الذي يحتمل ان يعقد في موسكو أو عاصمة اوروبية اخرى في اقناع اسرائيل بتنفيذ استحقاقاتها، معتبراً أن مستقبل العملية التفاوضية يتوقف على الجدية التي يبديها العالم والدولة المؤثرة فيه تجاه السلوك الاسرائيلي. وشدد عبد الله أنه رغم السلوك الإسرائيلي وبغض النظر عن عدم جدية اسرائيل في التعاطي مع المفاوضات، فإن ابومازن ملتزم فقط بخيار التفاوض، ولم يقرر الانتقال الى خيار اخر، مشيرا الى أن السلطة معنية بالاستفادة من الوضع الدولي الداعم لفكرة التوصل لتسوية للصراع. وقال يحيى موسى نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي إن كل المؤشرات تؤكد أن الموقف الإسرائيلي لا يتراجع فقط، بل أن تل ابيب تستغل المفاوضات مع ابومازن لتكثيف القمع ضد الشعب الفلسطيني. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال موسى إن المشكلة تكمن في حقيقة أن ابومازن غير مستعد للحديث عن خيار غير المفاوضات، الأمر الذي يدفعه للانتقال من المسار العلني للمفاوضات الى المسار السري الذي يتيح له التوصل لاتفاقيات بعيدة عن رقابة الجمهور. وتوقع موسى ان يتوصل ابومازن لاتفاق سري يتنازل فيه الثوابت الوطنية، ويتجاوز الخطوط الحمراء، مشيراً الى أن الضغوط الأميركية لا تجعل امامه بدا سوى القبول بتقديم المزيد من التنازلات، «ولو أدى الأمر الى تصفية القضية الفلسطينية». واضاف «انا لا اثق بابومازن ولا بمن يحيط به» الذين يستغلون الضغوطات الاسرائيلية في محاولة لتقليص سقف التطلعات الفلسطينية. واعتبر ان ابومازن وفي سعيه لمواصلة مناكفة حماس مستعد للذهاب بعيداً في تصفية القضية الوطنية، معتبراً أن احد اهداف المفاوضات هو وضع حماس في بؤرة الاستهداف، مؤكدا ان ابومازن واسرائيل واطرافا عربية ودولية تعمل اقصى ما بوسعها لابطال نتائج الانتخابات التشريعية عبر محاولة اسقاط «حكومة اسماعيل هنية الشرعية».

وحذر موسى من ان أي اتفاق يتوصل اليه ابومازن مع الاسرائيليين سيكون مصيره الفشل كما كان مصير اتفاقيات اوسلو. وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع (ابوعلاء) انه في حال توفرت النيات الجدية من الممكن التوصل لاتفاق قبل نهاية هذا العام. وفي تصريحات ادلى بها عقب لقائه بمساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد وولش، اضاف قريع ان السلام والامن في المنطقة يمران عبر تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وشدد على وجوب التوصل لحل «عادل لقضية اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، لان عدم تحقيق ذلك سيجعل من عملية السلام حديثا موسميا بدون نتائج».