الصومال: البوارج الأميركية تنتشر حول كيسمايو وتفتش السفن

تضارب حول انشقاق عناصر من المحاكم الإسلامية

TT

انتشر عدد من السفن الحربية الاميركية في المياه الصومالية قبالة سواحل منطقة جوبا (أقصى جنوب الصومال)، وبدأت قوات المارينز بتفتيش السفن المتوجهة من والى ميناء كيسمايو، الميناء الرئيس في المنطقة. وأفاد سكان مدينة كيسمايو (500 كلم الى الجنوب من مقديشو) بأن هذه السفن تقترب نهارا من البر بحيث تقوم بإيقاف الصيادين الذين يزودون المدينة بالأسماك، وتفتش قواربهم، كما تتعرض السفن التجارية القادمة الى المنطقة للتفتيش أيضا من قبل أفراد البحرية الأميركية. وتقوم مروحيات عسكرية من على متن بعض السفن الأميركية بطلعات جوية فوق المياه الصومالية في المنطقة، لكن لم تقم هذه الطائرات بعمليات إنزال في البر الصومالي. وتوجد قوات المارينز الأميركية ـ التي تتخذ من قاعدة «ليمونييه» في جيبوتي مقرا لها منذ عام 2002 - في سواحل القرن الأفريقي في إطار مكافحة الإرهاب وتشمل مهمتها مراقبة المنطقة الممتدة من خليج عدن حتى السواحل الكينية جنوبا في مسافة تقدر بنحو 5 آلاف كلم. في هذه الأثناء أعلنت الحكومة الصومالية عن انضمام عشرات من ميليشيات المحاكم الإسلامية الي صفوف القوات الحكومية، وقال محمد طيري محافظ العاصمة مقديشو، إن 50 من الميليشيات التابعة للمحاكم انشقت عنها وانضمت الى القوات الحكومية. وقال أحد المتحدثين الحكوميين في مناسبة أقيمت لاستقبال المنشقين عن المحاكم بأن هذه الميليشيات تنتمي الى قبيلة الـ«عَيْر» وقد رغبت ان تنضم إلى صفوف القوات الحكومية.

ولم يصدر تعليق من المحاكم الإسلامية حول صحة إلإعلان الحكومي عن انضمام ميليشيات تابعة للمحاكم الى صفوفها، وكانت المحاكم الإسلامية قد استعادت جزءا من تنظيمها العسكري على شكل مجموعات تشن حرب عصابات ضد القوات الاثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية الانتقالية، كما انتقل عدد من قادتها العسكريين الى داخل الصومال لقيادة الحرب ضد القوات الاثيوبية والحكومية، كما شهدت صفوف مقاتلي المحاكم انشقاقات من قبل بعض الجماعات المسلحة وأبرزها «تنظيم الشباب» الذي يعارض أيضا تحالف المعارضة الصومالية الذي يقوده الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم المحاكم الإسلامية أيضا. في غضون ذلك وصل ثلاثة من قيادات تنظيم المحاكم الإسلامية إلى القاهرة أمس، بينما نفى مسؤول بارز في حركة الشباب المجاهدين المناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري في الصومال لـ«الشرق الأوسط» ما أعلنته مصادر مسؤولة أمس في الحكومة الصومالية عن قيام نحو 49 من ميلشيات الحركة بتسليم أنفسهم إلى القوات.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم تعريفه في اتصال هاتفي من مكان ما داخل الصومال إنه لم يحدث أن سلم أي مقاتل أو عضو في صفوف حركة شباب المجاهدين نفسه للسلطات الصومالية، معتبرا أن هذه المعلومات المغلوطة هدفها التشويش على الحركة ومحاولة إضعاف روح مقاتليها المعنوية.

وكان قد وصل إلى القاهرة أمس وفد يضم ثلاثة من قيادات تنظيم المحاكم الإسلامية هم الدكتور محمد أحمد مسؤول الصحة وعبد الفتاح محمد على مسؤول الاقتصاد ومحمد شيخ سكرتير الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له.

وكان مقررا أن يصل أمس الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم المعارضة الصومالية إلى القاهرة لكن وصوله تأخر إلى اليوم بسبب ما وصفه مقربون منه بظروف فنية، إذ سيشارك في مؤتمر ينظمه مركز البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة عن الوضع الراهن في الصومال، وسيلقي كلمة أمام المؤتمر تتعلق بوجهة نظر المعارضة حيال السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف واستمرار الوجود العسكري لقوات حفظ السلام الأفريقية بالإضافة إلى الجيش الإثيوبي في الصومال.

ويشارك في هذه الندوة ممثلون عن تحالف المعارضة بالإضافة إلى أكاديميين مصريين وعرب، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة الصومالية ستكون ممثلة في هذا المؤتمر الذي يقول منظموه إنه يستهدف تقييم مسار الأزمة الصومالية والبحث عن حلول سليمة لها.

ومن المقرر أن يجتمع الشيخ شريف مع مسؤولين من مصر والجامعة العربية لوضعهم في صورة موقف التحالف من رفض استمرار تواجد القوات الأجنبية في الصومال ومساعي الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات بين التحالف والسلطة الصومالية.

واحتفظت القاهرة بعلاقات وثيقة مع تحالف المعارضة الصومالية لكنها لم تتخل في المقابل عن دعم الرئيس الصومالي عبد الله يوسف.

من جانب آخر تصاعدت حدة الخلافات بين حركة الشباب المجاهدين التي أعلنت مؤخرا عن تعيين الشيخ عبد الرحمن أبو الزبير أميرا لها، مع تحالف المعارضة الصومالية، وسط جدل محتدم بين قيادات الطرفين حول تبني سلسلة العمليات العسكرية التي تتعرض لها القوات الصومالية والإثيوبية منذ نهاية العام قبل الماضي.

ووزعت حركة الشباب المجاهدين أمس لقطات مصورة لمدة ثماني دقائق تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها تبرهن فيها على أن عناصرها هي المسؤولة وحدها عن عملية السيطرة على مطار مدينة بلدوكلي على بعد حوالي 100 كيلومتر غرب العاصمة مقديشو.