الجزائر: بن حاج يستنكر إخضاعه للمراقبة الدائمة و«مضايقة» من يتصلون به

دعا لإلغاء حكم بالسجن ضد طالب تظاهر ضد زيارة ساركوزي

TT

احتج علي بن حاج الرجل الثاني في «الجبهة الاسلامية للانقاذ» الجزائرية المحظورة، على إخضاعه «للمراقبة السرية والعلنية»، منذ خروجه من السجن العسكري في صيف 2003. وطالب بإلغاء حكم بالسجن صدر بحق طالب شارك في مظاهرة مناهضة لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر أواخر العام الماضي.

وقال بن حاج في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن السلطات «تضايق بعض الأصدقاء والإخوة الذين أتصل بهم أو يتصلون بي»، مشيراً إلى استدعاء صديق له، من طرف الشرطة لأنه اتصل به هاتفياً. وأضاف: «ما أكثر الذين وجهت إليهم استدعاءات منذ خروجي من السجن، وما زالت المراقبة السرية والعلنية تلاحقني إلى اليوم»، في إشارة إلى فريق من الشرطة يقتفي أثره ويتدخل عندما يقدر أن بن حاج مقبل على خرق محظورات تقيد نشاطه.

ومن آخر فصول صراعه مع السلطات، منعه الخميس الماضي من المشاركة في وقفة تضامنية مع سكان قطاع غزة، نظمها فرع «مؤسسة القدس الدولية» بالجزائر. وذكر بيان بن حاج عن الحادثة: «لقد أخرجتني قوات الأمن (من التظاهرة) وعندما اعترضت على هذا المنع، قال لي رجال الأمن إن الدعوة عامة ولكن أنت شخصياً ممنوع من الحضور لاسيما مع وجود رئيس الحكومة (عبد العزيز) بلخادم، فدار بيني وبينهم نقاش قانوني مفاده على أي أساس قانوني يقوم هذا الاستثناء». وأوضح بن حاج أن شخصيات كثيرة، لم يسمها، حاولت إقناع رجال الأمن بتركه يشارك في الوقفة التضامنية، مشيراً إلى أن بعضها يملك حصانة برلمانية «لكن قوات الأمن أصرت على منعي من الدخول، مع العلم أني حضرت كمواطن عادي استجابة للدعوة العامة الموجهة للجميع».

واستنكر بن حاج ما وصفه «تصرفاً جائراً يخالف الشرع من حيث وجوب مناصرة القضايا الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين ويخالف مواد الدستور الذي يعاقب كل طرف يمنعني من ممارسة حقوقي المشروعة». ويقع نائب رئيس «الإنقاذ» تحت طائلة 10 ممنوعات، من بينها المشاركة في الأنشطة العامة والإمامة بالمصلين والخطابة في المساجد.

وشجب بن حاج، الحكم بالسجن على طالب جامعي يدعى منصف فلاحي، لمدة ستة أشهر نافذة بسبب رفعه لافتة منددة بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلى قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وجاء في البيان: «إن الهدف من وراء هذه المحاكمة واضح، وهو تأديب الشعب حتى لا يرفع رأسه بالاحتجاج وأن يكون هذا الشاب عبرة لغيره. في الوقت الذي نجد فيه المظاهرات تخرج هنا وهناك تندد ببعض الرؤساء وتنعتهم بأقذع النعوت، أمثال بوش وبلير وبراون وساركوزي، وبعضهم رمى بالبيض الفاسد، نسارع نحن لتكميم الأفواه».