إسبانيا: مؤامرة إرهابية وتهديدات من الشريط الحدودي الباكستاني إلى قلب أوروبا

عاصم مخبر باكستاني عميل مزدوج كشف عن الخلية الـ 14 الأصولية

TT

بينما يحتشد الارهابيون المشتبه فيهم في الحي الذي يسكنه الباكستانيون الى حد كبير هنا خلال الأشهر القليلة الماضي، فقد التحق بهم شاب سمى نفسه عاصم. وقد جاء من منطقة الحدود الباكستانية حيث يقال إن زعامة «القاعدة» تعيد تجميع قواها.

وتصور المتهمون موجة من الهجمات الكبيرة. ويمكن أن تبدأ التفجيرات الانتحارية المنسقة في نظام أنفاق هذه المدينة الهائل ثم تنتشر عبر البرتغال والمانيا وفرنسا وبريطانيا ما لم تجر تلبية مطالب معينة.

وكان عاصم قد ارسل الى اسبانيا ليكون مفجرا انتحاريا، ولكنه ايضا مخبر لدى المخابرات الفرنسية يعمل في منطقة وزيرستان بباكستان. وبعد أن قدم معلومات عن هجوم وشيك اتجهت الشرطة العسكرية في اسبانيا الى حي رافال في الساعات الأولى من يوم 19 يناير(كانون الثاني) واعتقلت 14 رجلا. ويقول المسؤولون الذين كشفوا عن القضية الآن انها تظهر التهديد المتزايد للنشاطات الارهابية المهاجرة من باكستان الى القارة الأوروبية.

وقالت السلطات ان الخلية الباكستانية التي تشكلت سريعا في برشلونة كانت بدعم وربما بتوجيه من مناطق القبائل في باكستان. ووفقا لمذكرة الاعتقال في القضية، فقد وصل ثلاثة من المفجرين الانتحاريين الى اسبانيا خلال الأشهر الاربعة الأخيرة، والمتهم بصنع القنبلة كان قد قضى خمسة أشهر في باكستان.

وفي الأسابيع التالية منذ الاعتقال تخلى المسؤولون الإسبان عن زعمهم بأن هجوما كان وشيكا. فقد استولوا على دلائل مثل ساعات توقيت وكميات صغيرة من المتفجرات. ولكنهم اعترفوا بأنه من دون مزيد من الأدلة على صنع القنابل فانهم كانوا يعتمدون الى حد كبير على شهادة المخبر لدعم قضيتهم، التي رفعت الغطاء عن مصدر استخباراتي نادر قادر على الوصول الى منطقة القبائل الباكستانية.

ويقول مسؤولون إن قضية برشلونة تشير الى آلية أكثر خطورة، ترتبط بالباكستانيين الذين ليست لديهم صلات سابقة واضحة بأوروبا ويبدو أنهم أرسلوا بمهمة إرهابية.

واعترف مسؤولون أميركيون بأنهم كانوا قد راقبوا مكالمات هاتفية الى باكستان من جانب بعض المتهمين. واستشهد مايك ماكونيل، مدير الاستخبارات القومية، بالقضية باعتبارها مبررا لحاجة الوكالات الاستخباراتية في الولايات المتحدة الى استعادة سلطاتها في مجال المراقبة الإلكترونية.

وقارن وزير الداخلية الإسباني بيريز روبالكابا الخطة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، قائلا «انها تبدو كما لو أن هناك صلة دولية. ويبدو ان هناك رئيسا في الخارج».

وقد زادت الجالية الباكستانية في اسبانيا من عدة آلاف من المقيمين قبل عقد من الزمن الى حوالي 70 ألف نسمة في الوقت الحالي، ذلك ان الاجراءات السهلة في مجال الدخول تجتذب المهاجرين الى اسبانيا، كما أن الايجارات زهيدة في حي رافال ببرشلونة. وقد قام المهاجرون بفتح مشاريع تجارية صغيرة، ولكن مسؤولي هيئات تنفيذ القانون يقولون ان بعضهم مشارك في ارتكاب الجرائم الصغيرة مثل غسل الأموال وتزوير بطاقات الاعتماد المصرفية.

يقول بعض المسؤولين إن قضية برشلونة تشير الى ديناميكية جادة: إرسال باكستانيين لم تكن لديهم أي آصرة بأوروبا من قبل ويبدو أن الهدف كان تنفيذهم لمهمة إرهابية.

وقال مايك ماكونيل مدير الاستخبارات القومية أمام لجنة استخبارات مجلس النواب يوم الخميس الماضي: «لدينا 20 إرهابيا ظهروا في إسبانيا سبق أن تدربوا في باكستان كي يقوموا بعمليات انتحارية تنتشر في كل أوروبا». وعلى الرغم من أن بعض المشتبه بهم كانوا يعيشون في إسبانيا فإن ملاحظات ماكونيل تشدد على ما جاء في بيانات السلطات الإسبانية التي أعلنت أنه إضافة للأربعة عشر شخصا الذين تم اعتقالهم فهناك آخرون تمكنوا من الإفلات من الاعتقال.

واعترف مسؤولون أميركيون بأنهم رصدوا مكالمات هاتفية من باكستان جرت من قبل بعض المشتبه بهم. وذكر ماكونيل أن تلك القضية وراء السبب الذي جعل أجهزة الاستخبارات الأميركية بحاجة إلى اعمال التنصت الالكتروني.

*خدمة «نيويورك تايمز»