وزراء إسرائيليون: الهجمات من غزة تحطم آمال السلام.. ولا أمل في دولة فلسطينية

بعضهم طالب بمحو أحياء في القطاع وأولمرت يتعهد بتكثيف الاغتيالات وباراك يتحدث عن عمليات سرية

فلسطينية تتفقد غرفة بمنزلها أصابها الدمار إثر غارة إسرائيلية على غزة أمس (رويترز)
TT

تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بتكثيف عمليات الاغتيال في قطاع غزة ضد ناشطي فصائل المقاومة، وقال أمام أعضاء مجلس الوزراء الاسرائيلي خلال جلسته الأسبوعية، امس، «سنواصل استهداف كل العناصر الإرهابية والمسؤولين عنهم والذين يرسلونهم.. لن تكون هناك مراعاة خاصة لأي أحد». وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني انه «لا أمل» في قيام دولة فلسطينية تضم قطاع غزة ما دامت هناك هجمات صاروخية من القطاع. وأضافت للصحافيين «لا أمل للشعب الفلسطيني في ظل حماس.. لا أمل في أي نوع من السلام أو تصور دولة فلسطينية تشمل قطاع غزة من دون تغيير حقيقي على الارض».

دعا الجنرال شاؤول موفاز وزير المواصلات الى تصفية قيادة حركة حماس، قائلاً «لماذا نسمح للزهار بالتجول حياً حتى الآن من دون أن نمس به»، معتبراً أن اسرائيل فشلت حتى الآن في تحديد أهدافها في غزة.

وجاءت اقوال اولمرت امام الحكومة وسط مطالبة بعض الوزراء باستهداف قياديين سياسيين كبار في حماس، وبعد ساعات من تأكيد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، من ان جيشه سيواصل تنفيذ العمليات العسكرية في قطاع غزة، كاشفا ان قسما من عمليات جيشه سري من اجل خفض اطلاق الصواريخ. وطالب وزير الداخلية الإسرائيلي، مئير شطريت، باغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية، وبمسح حي كامل في غزة، وبحسبه فانه «هكذا سيفهمون» (الفلسطينيون).

وكانت مستوطنة سديروت قد شهدت أمس مظاهرات غاضبة في وجه باراك الذي زارها بصحبة نائبه متان فلنائي. وطالب العشرات من سكان سديروت، أمام ديوان رئيس أولمرت في مدينة القدس، بعد ان اغلقوا احد مداخلها، بالعمل على وقف الصواريخ التي تطلق من غزة، وبإقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بعد يوم واحد من اصابة 2 بالصواريخ الفلسطينية، بينهم طفل في الثامنة من عمره. وشارك عدد من أطفال سيدروت في المسيرة، وطالبوا أولمرت بوضع حد للصواريخ. وقال احدهم «هذا يكفي، الصواريخ تطلق علينا يوميا، إنها ليست نكتة، هذه الصواريخ تقتل». وكشف ووزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، النقاب عن أن 20 في المائة من سكان مستوطنة سديروت قد هجروها بفعل الصواريخ، قائلاً «السكان يشعرون بأنهم يعيشون على المعجزات وعلى الحظوظ وفقط ينتظرون الحل بعد سنوات من الكابوس». وردا على الاحتجاجات، قال اولمرت «ان الغضب ليس خطة عمل»، ولمح لوزرائه إلى انه سيتم في قطاع غزة تنفيذ خطوات عسكرية مركزة جدا. وفي محاولة للدفاع عن عمل الحكومة ضد اطلاق الصواريخ، تباهى أولمرت بقتل نحو «200 مسلح» فلسطيني في الشهرين الأخيرين، معتبرا أن «هذا الإنجاز» جاء نتيجة عمليات الجيش. وقال أولمرت إن علاج الأوضاع في قطاع غزة يتطلب عمليات منظمة ومتواصلة، مشددا على أن أجهزة الأمن ستواصل عملها ضد ما سماه الإرهاب. وأضاف «سنستمر في الوصول لكل الجهات الإرهابية». ورغم الدعوات المتصاعدة اسرائيليا لتنفيذ عملية برية في القطاع، وما كشفته مصادر اسرائيلية لصحيفة «معاريف» من أن «رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غابي اشكنازي، أصدر أوامره للجيش بالاستعداد لعملية برية ضد قطاع غزة قبل أسبوع»، الا ان المستوى السياسي في الحكومة الإسرائيلية، لا يزال مترددا حيال تنفيذ عملية واسعة بقطاع غزة وانه لا يقبل سوى عملية محدودة المكان والزمان. ونقلت «معاريف» العبرية عن كبار قادة الجيش الإسرائيلي قولهم «ان المستوى السياسي لا يغير سياسته بسبب وقوع حالة فردية هنا او إصابة هناك». كما قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي إنه رغم الاصابات في سديروت لا يتوقع تنفيذ عملية برية في غزة. وكان أولمرت قد أجرى جلسة مشاورات مع وزير الأمن إيهود باراك، ورئيس الشاباك يوفال ديسكين. وعلم ان مشاورات باراك مع قادة الجيش لم تأت بجديد حيال سياسة الجيش في قطاع غزة (الحصار، وعملية برية) إلا أنه من المتوقع أن تزيد كثافة العمليات العسكرية. كما أن الحصار والإغلاق والعقاب الجماعي ستتواصل بهدف زعزعة سلطة حماس في القطاع. وكان باراك ونائبه فلنائي قد أجريا جولة في سديروت امس، واستقبلا بغضب من قبل السكان، والتقيا مع رئيس بلدية سديروت إيلي مويال، الذي دعا إلى اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية أو اختطافه لمبادلته بالأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية. وقال مويال في حديث مع إذاعة الجيش إنه «ان سيهدم بيوتهم، (الفلسطينيين) ويهدم كافة رموز الحكم، لقد ثبت ذلك في لبنان وهذا ما أدى إلى هدوء».

من جانبه قال حاييم رامون، النائب الاول لأولمرت «كل من يطلق صواريخ على إسرائيل هو مجرم حرب، ومن له صلة به مباشرة أو غير مباشرة يجب ان يكون مطلوبا للجيش الإسرائيلي». وفي موضوع وقف إطلاق النار مع حماس قال رامون «في لحظة، اذا اوقفت حماس إطلاق الصواريخ تكون تهدئة ونحن لن نتفاوض معهم». وحسب رامون «انه يجب قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة في الوقت الذي تطلق فيه قذائف صاروخية على إسرائيل لإقامة رابط مباشر بين الأمرين».

أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، آفي ديختر، فشبه «الوضع الراهن» في غزة بفترة حرب لبنان الثانية التي تميزت بانعدام الوضوح والامتناع عن اتخاذ القرارات. وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي «علينا أن نخرج بحملة عسكرية محدودة في قطاع غزة»، متهما حكومة أولمرت «ببث البلبلة أمام دولة «حماسستان» التي أقيمت بعد انسحابنا من غزة ويجب الخروج بحملة قوية وسرية جدا».