سعد الحريري: نتعرض لفيلم إيراني ـ سوري طويل ولن نعطي المعارضة الثلث المعطل

دعا من طرابلس إلى المشاركة بكثافة في الذكرى الثالثة لاغتيال والده

الحريري متحدثا الى انصار قوى 14 آذار في طرابلس وخلفه صورة كبيرة لوالده (أ.ف.ب)
TT

واصل امس رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري لقاءاته مع فاعليات مدينة طرابلس وشمال لبنان في اطار الحشد الذي يعد له لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري في بيروت الخميس المقبل. وأعلن: «في 14 شباط سنكون في قلب بيروت المستهدفة لنقول لا للحرب الاهلية، لا للوصاية السورية ـ الايرانية، ولمنع الفراغ في رئاسة الجمهورية. ولنقول نعم للحقيقة ولانتخاب (قائد الجيش) العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية». واذ رأى ان لبنان «يتعرض لمؤامرة اغتيال منذ 14 شباط 2005» لاحظ ان «كل محاولاتهم للسيطرة على لبنان باءت بالفشل. لقد حاولوا اسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، الصديق الوفي، القومي العربي، الذي يعمل باخلاص ليلا نهارا من اجل منع شل عمل الحكومة». وشدد على «اننا نشهد فيلما ايرانيا ـ سوريا طويلا. ولن نعطيهم الثلث المعطل ولا الثلث الضامن (...) وعلينا ان نحمي اتفاق الطائف وتطبيقه بطريقة صحيحة».

وكان الحريري غادر بيروت الى طرابلس ليل الجمعة ـ السبت، عقب سفر امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى. وقد اعلن امس من مقر اقامته في فندق «كواليتي ـ ان» في طرابلس، خلال لقاء مع رؤساء بلديات ومخاتير منطقة الشمال وكوادر «تيار المستقبل» عن اطلاق سلسلة مشاريع تنموية وتعليمية وصحية في المنطقة بقيمة 52 مليون دولار ـ بعضها عائد للدولة وتعذر تأمين التمويل اللازم له ـ وذلك كهبات عينية سيتم تقديمها عن روح الرئيس الحريري.

وقال الحريري في مستهل اللقاء: «ان ذكرى 14 شباط هي ذكرى أليمة، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري التي عشناها جميعا بغضب وحزن ودموع. لكن هذه المسيرة لن تتوقف. وسنكملها معكم ومع جميع المخلصين في هذا البلد. في 14 شباط نريد ان ينزل كل لبنان الى ساحة الشهداء وفاء لشهداء كل لبنان ولنؤكد على مسيرة رفيق الحريري مسيرة العلم والعطاء والبناء والاعمار ومسيرة العيش بكرامة وتكريس الحرية. سننزل لنقول ان كل محاولات احباط قوى 14 اذار، قوى الاستقلال والسيادة والعروبة، لن تنجح». واضاف: «طريقنا واضح والتحديات امامنا كبيرة وسنواجهها اذا كانت المواجهة ضرورية. وسنكمل الطريق رغم كل العراقيل التي يضعونها يوما بعد يوم».

وكان الحريري تحدث الى فاعليات ووجهاء من طرابلس والمنية والضنية استقبلها اول من امس بحضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. ومما قال: «ان كل محاولاتهم للسيطرة على لبنان باءت بالفشل. لقد حاولوا اسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة من اجل شل عمل الحكومة ومنعها من اقرار مشروع المحكمة الدولية. ولقد حاولوا اسقاط الحكومة بحجة المشاركة ولكن، ويا للصدف، هذه المحاولة تزامنت مع اقرار المحكمة الدولية وليس في اي يوم آخر. اني اطمئنكم بان المحكمة الدولية ستبدأ عملها. وان شاء الله في 14 شباط ستسمعون كلاما طيبا بشأنها ان المحكمة ليست فقط لرفيق الحريري وباسل فليحان بل للبنان وسائر الشهداء. وهي لن تعيد لي والدي ولكن يجب ان يعرف النظام السوري ان المحكمة ستلاحقه وتحاكمه على جرائمه. واذا كانت اسرائيل هي من يقوم بهذه الاغتيالات ـ كما يقول البعض ـ فلتقم المحكمة بعملها ولا يعمدوا الى تعطيلها من خلال ممارساتهم لكي تحاكم اولمرت وتنزل فيه العقاب اللازم».

وتوجه الحريري الى اطراف المعارضة قائلا: «لو كانوا حريصين على اللبنانيين ومصالحهم وعلى حل المشاكل المالية والاقتصادية وتأمين احتياجات الناس، كالكهرباء وغيرها، لفتحوا ابواب البرلمان لاقرار مشاريع القوانين المتعلقة بباريس ـ 3 بدل ان يعطلوا البلد ويقفلوا الطرق ويحرقوا الدواليب ويقوموا باعمال شغب منظمة يقع جراءها ضحايا شهداء ابرياء شباب كان يمكن ان يكون لهم مستقبل في هذا الوطن. لماذا يقومون بكل ذلك؟ فقط لان هناك وصاية سورية ـ ايرانية تريد ان تعطل البلد كي تكون لديها ورقة اضافية لملف نووي او ملف اقليمي».

وأعلن: «في 14 شباط 2008 سننزل الى ساحة الشهداء وسنقول للعالم العربي والمجتمع الدولي اننا نحن كقوى 14 اذار موجودون وسنحمي هذا البلد. ولن نسمح لاي وصاية بان تقول لنا ما يجب القيام به، لا الوصاية الايرانية ولا السورية. نحن لبنانيون ونؤمن بان لبنان اولا».

وفي لقاء آخر مع شباب «تيار المستقبل» قال الحريري: «ان من اغتال رفيق الحريري في 14 شباط لم يكن يعرف ان هناك اكثرية صامتة وصامدة في كل لبنان تحملت ما لا يحتمل، لكنها في 14 اذار قالت لهؤلاء المجرمين القتلة: اخرجوا من لبنان. هذه الاكثرية صامتة ايضا منذ ثلاث سنوات حاولت خلالها ان تمد يدها اكثر من عشر مرات وستظل تمد يدها. لكننا نقول لهم الا يستفزوا هذه الاكثرية الصامتة، لانها عندما ستتكلم سيسمعونها. وفي 14 شباط 2008 سننزل جميعا ونقول كلمة الحق لوقف مسلسل الاغتيالات ولنقول لكل من يحاول اغتيال لبنان ان لا احد يستطيع النيل من هذا البلد. في هذا اليوم سنؤكد من جديد حمايتنا للعيش المشترك ونطالب بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. اننا نشهد فيلما ايرانيا ـ سوريا طويلا من خلال محاولات تعطيل المؤسسات وتعطيل الجيش والاقتصاد والامن والكهرباء والزراعة واستهداف بيروت. وبعد سلسلة التعطيل هذه يطالبون بالثلث المعطل، لكننا لن نعطيهم الثلث المعطل ولا الثلث الضامن. اننا نريد الشراكة والعيش المشترك. اتفاق الطائف كتب بدماء 200 الف شهيد لبناني. لذلك يجب علينا جميعا ان نحمي هذا الاتفاق ونطبقه بالطريقة الصحيحة. لا ان نخترع اصولا دستورية جديدة واعرافا ومفاهيم وتفسيرات جديدة لا تمت الى هذا الاتفاق بصلة. ولا يستطيع من لم تعجبه نتيجة الانتخابات ان يقول اننا اكثرية وهمية. اننا لسنا اكثرية وهمية، بل نحن اكثرية واقعية وهم اقلية حقيقية».