مسؤول في حزب الله: نحن الأقوى والأصبر لكن لا تتجاوزوا كل الحدود

صفير عن التأجيل الـ14 لانتخاب رئيس: اللبناني كفر بالأساليب البهلوانية

TT

لفت البطريرك الماروني نصر الله صفير، في عظة القاها امس، الى ان «ليس من يعير المحنة (التي يمر بها لبنان) ما تستحق من اهمية»، مشيرا الى ان موعد انتخاب رئيس الجمهورية «تأجل 14 مرة، ولا نعلم اذا كانت هذه المرة الاخيرة». ونبه الى ان الشعب اللبناني «كفر بالاساليب البهلوانية» التي لا تسهل ما يطلبه من طمأنينة واستقرار. وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اعلن اول من امس عن تأجيل الجلسة التي كانت محددة اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الى 26 الشهر الحالي.

وقال صفير في عظته: «لا تستقيم امور الدنيا ما لم تكن هناك تراتبية تسهل على الناس شؤونهم الحياتية. ولكن اذا انقلبت الادوار وضاعت المقاييس افلت زمام الامور. وهذا ما نشكو منه. وقد تأجل موعد انتخاب رئيس للجمهورية 14 مرة. ولا نعلم اذا كانت هذه هي المرة الاخيرة للتأجيل. وتمر الايام وليس من يعير المحنة المتمادية ما تستحق من اهمية. وقد كفر اللبناني العادي بهذه الاساليب البهلوانية التي لا تسهل له ما يطلبه من عيش كريم وطمأنينة بال واستقرار امني يسمح له بالانصراف الى اعماله. ليتنا نعي ما لدينا من مسؤولية امام الله والضمير والتاريخ».

في المقابل رد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي على النائب وليد جنبلاط، واصفا اياه بانه «لمجنون لا يمت الى العاقل بصلة ولا الى السياسة بصلة يريد ان يقتل وان يدمر وان يجعل اهالي الضباط الاربعة (الموقوفين في قضية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري) يبصقون دما». وقال: «لا أعلم من اين تنبع هذه التصريحات وقبله سبقه الى ذلك رموز فريق السلطة الأساسيون حيث أدلوا بتصريحات استفزازية تصعيدية فئوية تهدد وتتوعد ويقولون نحن حاضرون للمواجهة وحاضرون للحرب». اضاف: «عندما نرى ان النملة تهدد الاسد تحتار على ماذا تعتمد، تحتار ماذا تريد، الى أين تريد ان تجر الاسد. المطلوب واضح عندهم مناسبة 14 فبراير (شباط) اغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد ايام، كنا نتمنى ان تكون هذه المناسبة الوطنية هي مناسبة لكل اللبنانيين، مناسبة موقف موحد لمعرفة الحقيقة ومحاكمة المجرمين القتلة، فاذا بهذا الفريق الذي يعتبر نفسه تابعا للرئيس الحريري يحول المناسبة الى فريق يتحدى فريقا من اللبنانيين. لماذا تخونون الرئيس الحريري لماذا تحولونه الى شخصية مصدفة لشريحة دون اللبنايين الآخرين، بينما كان يطرح نفسه زعيما وطنيا لكل اللبنانيين. ما يجري اليوم كنا نتعاطى معه بهذه الحكمة، وهل هناك صبر اكثر من هذا الصبر، وهل هناك قدرة على هذا الصبر اكثر من هذه القدرة، شعب قتل ابناؤه في عدوان يوليو (تموز) وتواطأ عليه العالم، دمرت بيوته ومصالحه ومناطقه ومنعت عنه المساعدات التي أتت على اسمه ولأجله، ثم يقتل ابناؤه في مار مخايل وفي الرمل العالي، ماذا تريدون منا. واليوم يستخدم ضدنا هذا الخطاب المجنون البذيء المتوتر ونصبر ثم نصبر ولكن الى متى، الى اين تريدون ان تدفعوا بنا، نحن الاقوى، نحن الاقدر، نحن الاحكم، نحن الاصبر، لكن لا تتجاوزوا كل الحدود، ليس على حسابنا فقط يجب ان يحفظ لبنان، ولا على حسابنا فقط يجب ان يحفظ السلم الاهلي في لبنان، ولا على حسابنا فقط يجب ان تحفظ المؤسسات الامنية وهيبتها في لبنان لماذا؟» وتابع «نقول لهؤلاء لا تعتقدوا ان هذا الصبر وهذه الحكمة الناتجة عن القوة والناتجة عن القدرة انها ستبقى الى ما لا نهاية، لذلك نصبر وقد وصل الصبر الى اقصى درجاته، ولكن عليكم ان تحذروا من لحظة غضبنا وعليكم ان تحذروا من لحظة قرارنا عندما نقرر النزول الى الشارع لن يمنعنا القناصون ولا القتلة المأجورون، لن يستطيع ان يمنعنا احد عندما نتخذ القرار، لذلك نطالب هذا الفريق بالعودة الى العقل وان هذا الجنون لن يفيده شيئا. واذا كنتم تريدون تجييش بعض الآلاف بهذا الخطاب وتضليلهم لكي يأتوا الى الذكرى فليأتوا ولتمض هذه الذكرى، ولكن كنا نفضل ان تكون ذكرى وطنية لكل اللبنانيين».

ومن جانبه قال رئيس كتلة نواب «حزب الله» النائب محمد رعد، ان «تلويح البعض في الفريق الاخر (الاكثرية) بالمواجهة يدل على عدم خبرة في العمل السياسي لدى هذا البعض». واضاف: «انهم يتفوهون بما يلقنون به ولا يريدون الوصول الى تسوية حاليا ذلك لان المطلوب منهم التريث حتى مايو (ايار) المقبل. ونحن باعتقادنا واطمئناننا ان لا (الرئيس الاميركي جورج) بوش ولا من بعده يقدر ان يقلب الطاولة في لبنان لا على المعارضة ولا على المقاومة. والرهان على الوقت هو رهان تسويفي، فبوش منشغل بانتخاباته والبلد تزيد حشرته، فليس لديهم (الاكثرية) حل الا بالعودة الى الصيغة التوافقية التي تحقق الشراكة. واذا لم يقلبوا فلكل حادث حديث». ورأى «ان فريق السلطة لا يستطيع ان يفرض علينا مواجهة يخافون من عواقبها. ونحن لا نريد معهم مواجهة توفر فرصة للاستفادة من ميزان القوى الدولية الداعمة لهم».

من جهته، شدد النائب حسن فضل الله (حزب الله) على «ان قدرنا في لبنان هو التفاهم والتعاون والتلاقي لان في ذلك ما يبني لنا دولة مؤسسات. وليس قدرنا ان نتصادم وان نتواجه لان التصادم يؤدي الى تخريب الدولة والى تهديم الاقتصاد والى مزيد من الانقسام والتفتت». وقال امس: «ان الخطاب التصعيدي والتحريضي لفريق السلطة الذي يهدد بالويل والثبور ويستعيد لغة امراء الميليشيات على حساب استقرار وطمأنينة اللبنانيين يعكس مأزق هذا الفريق وتوتره ومدى ترجمته للتصعيد الخارجي باشكاله المختلفة».