هجوم انتحاري يؤجج المخاوف قبل انتخابات باكستان التشريعية

التعاطف مع حزب بوتو يلعب دورا مهما في الانتخابات المقبلة

TT

قالت الشرطة الباكستانية امس انها تعتقد أن متشددين اسلاميين مقيمين في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان وراء هجوم انتحاري أسفر عن مقتل ما يصل الى 20 شخصا في تجمع انتخابي في شمال غربي البلاد أمس. وفجر الانتحاري نفسه وسط تجمع لحزب عوامي الوطني المعارض في بلدة تشارسادا في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. وقال شريف فيرك قائد شرطة الاقليم لرويترز انه تم العثور على رأس الانتحاري وان متشددين من منطقة قبلية مجاورة ربما يكونون وراء التفجير.

وتجرى انتخابات في باكستان لاختيار أعضاء المجلس الوطني وأربعة مجالس اقليمية يوم 18 فبراير (شباط) الحالي. ورغم أنها ليست انتخابات رئاسية فان مستقبل الرئيس برويز مشرف ربما يكون عرضة للخطر اذا أسفرت عن برلمان معاد له. وحزب عوامي الوطني حزب علماني ينتمي أعضاؤه لقبائل البشتون ويتنافس مع حلفاء مشرف المسؤولين عن الحكومة المركزية والاحزاب الدينية التي تتولى السلطة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي.

وقال متحدث باسم حزب عوامي الوطني ان الحزب يعتقد أن الهجوم جزء من مؤامرة لافساد أو تعطيل الانتخابات المرجح أن تخسرها الاحزاب التي تتولى السلطة. من جهة اخرى من المرجح أن يلعب التعاطف مع زعيمة المعارضة بي نظير بوتو التي اغتيلت بنهاية العام الماضي دورا كبيرا في تحديد نتيجة الانتخابات العامة التي ستجري في 18 فبراير الحالي في البنجاب.

وقد تحدد الانتخابات مصير الرئيس الباكستاني برويز مشرف حتى ان لم تكن انتخابات رئاسة اذ يدعو المعارضون الرئيس الباكستاني الذي لا يتمتع بشعبية للتنحي. وقال سيد يوسف رضا جيلاني أحد نواب رئيس حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو والذي يرشح نفسه في اقليم البنجاب حيث يقطن نصف سكان باكستان ومجموعهم 160 مليون نسمة: «بالتأكيد سيلعب التعاطف دورا في الادلاء بالاصوات». وسيجري اختيار نصف عدد أعضاء البرلمان من البنجاب عن طريق الانتخاب. وقال جيلاني في منزله في مدينة ملتان: «اذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة فان حزب الشعب الباكستاني سيكون رقم واحد». وأثارت أشهر من الفوضى السياسية وعنف المتشددين القلق تجاه الاستقرار في البلاد الحليفة للولايات المتحدة والتي تتمتع بقدرة نووية.

وأعاقت مخاوف من وقوع أعمال عنف الحملة الانتخابية خاصة بعد مقتل بوتو في هجوم وقع في 27 ديسمبر (كانون الاول) الماضي والذي ألقت الحكومة باللوم فيه على المتشددين.

ومن المتوقع أن تضر هذه المخاوف أيضا بنسبة الاقبال على انتخابات الجمعية الوطنية وأربعة مجالس اقليمية. وتسبب هجوم انتحاري أمس في اجتماع حاشد لحزب معارض لمشرف في سقوط 16 قتيلا على الاقل.

ومن المتوقع أن يحقق حزب بوتو فوزا ساحقا في المناطق الريفية باقليم السند مسقط رأسها كما من المتوقع أن يقتسم الحزب الاصوات في كراتشي عاصمة الاقليم مع حزب موال لمشرف. وقال المحلل السياسي والاكاديمي رسول بخش يبدو أيضا أن حزب بوتو سيحقق مكاسب في البنجاب التي يوجد بها معظم الناخبين المستقلين في البلاد غير المرتبطين بحزب والذين لا يشعرون باجبار للتصويت لطائفة أو قبيلة بعينها.