جنبلاط: قد نضطر لحرق الأخضر واليابس.. تريدون الحرب؟ أهلا وسهلا

تحدث عن مجموعات سلحها «حزب الله» حديثا

TT

دعا رئيس «اللقاء الديمقراطي»، النائب وليد جنبلاط، اللبنانيين للمشاركة بكثافة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وشكر المملكة العربية السعودية على تقديمها المال الكافي من اجل ان تقوم المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري ورفاقه. وحمل بعنف على الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله واصفا إياه بـ«حاكم ميليشيا». وكشف عن وجود «مجموعات صغيرة في الجبل وغير الجبل مزودة ومسلحة حديثا تنوي القيام بعمليات ارهابية جديدة ضد الامن الداخلي والجيش والاحرار في لبنان». واعلن: «اذا كنتم تظنون اننا سنقف مكتوفي الايدي فهذا امر من الخيال. قد نضطر لحرق الاخضر واليابس. وجودنا وكرامتنا وبقاؤنا ولبنان اهم من كل شيء. تريدون الفوضى اهلا وسهلا بالفوضى. تريدون الحرب اهلا وسهلا بالحرب». واستهل مؤتمره الصحافي قائلا: «14 شباط يوم وفاء لرجال الوفاء، لرجل المحبة والعطاء والعلم ورجل الاعتدال والتسامح، لرجل البناء والعلاقات الدولية والعربية، المحب للبنان ومن اجل لبنان سيد حر ومستقل، ورجل القرارات الدولية». واضاف: «14 شباط رمز للوفاء للصديق الحبيب رفيق الحريري ورفاق رفيق الحريري. 14 شباط يوم كمال جنبلاط ويوم رفاق كمال جنبلاط. 14 شباط موعد مع التجديد ومع التحدي. نكون او لا نكون. يكون لبنان او لا يكون. يكون حرا سيدا مستقلاً او يبقى مرهونا لايران وسورية تحت شعار التنسيق بين دولة ميليشيا حزب الله والدولة اللبنانية والى ان يكون فيه لبنان دولة مركزية قوية وحدها تقرر الحرب والسلم، ووحدها تقرر ملكية مزارع شبعا. وتتعاطى هذه الدولة مركزياً بملف الاسرى، او يبقى لحاكم ميليشيا حزب الله (السيد حسن نصر الله) قرار الحرب والسلم على حساب الاستقرار والسيادة والحرية والاستقلال. ويقرر حاكم ميليشيا حزب الله التفاوض كما شاء حول موضوع الاسرى عبر قنوات الاستخبارات الغربية، الالمانية منها وغير الالمانية، على حساب قرار الدولة». وتابع جنبلاط: «14 شباط يكون الطائف، الميزان الدقيق الذي ارساه رفيق الحريري، واراد منه الحفاظ على التنوع الفريد المسيحي ـ الاسلامي، او يزهق الطائف تحت شعار الديمقراطية التوافقية، ويعطل كل قرار ديمقراطي بغض النظر عن لون الاكثرية او الاقلية. وفي مكان ما ترسى علاقات خارج الطبيعة. في الماضي فشلت وستفشل في المستقبل. علاقات اقلوية لقسم من لبنان يرعاها النظام الفئوي السوري المتزمت ويمولها صاحب الطموحات الفارسي الامبراطوي في عالمه الاسود: علاقات الاقليات. لن نقبل بهذا الامر». واعتبر ان «وجود لبنان على المحك، فاما ان يكون الامن امن الدولة ومركزا بيد الدولة، واما ان يخرج من المربعات الامنية وما اكثرها، ناهيك عن خطوط الاتصال الخاصة بميليشيا حزب الله. يخرج المقنعون، يخرج المجرمون من الاحزاب الشمولية، ويَغتالون كما يَغتالون وسام عيد وغير وسام عيد. اما مقولة ان لا مربعات امنية، فالجنوب مربع، وبعلبك والهرمل مربع، وخطوط المواصلات مربعات، والريحان مربع، وجزين مربع، وقسم من الجبل مربع، واحياء بيروت مربعات، وساحة رياض الصلح مربع، ماذا تريدون بعد؟ تصبح كل البلاد مربعات الى جانب الدساكر الجديدة (...) هذا من دون ان نستفيض بالكلام عن التدريب والتسليح لشتى الجماعات بغض النظر عن هوياتها المذهبية. شتى الجماعات من الشمال الى الجبل، من زغرتا الى الاقليم الى كل مكان، مسلحة ومدججة بالصواريخ. وعندما اتحدث عن الاحزاب الشمولية لن اسميها. لكن يبدو ان مجموعات صغيرة في الجبل وغير الجبل مزودة ومسلحة حديثا من المربع الاساسي تنوي القيام بعمليات ارهابية جديدة ضد الامن الداخلي والجيش والاحرار في لبنان». وتوجه جنبلاط الى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قائلا: «لا يا سيد، لا اعتقد بان الامام علي يقبل بان يصبح شعار هيهات منا الذلة اداة لحماية المجرمين ولذل الاخرين. لا يا سيد، هو الذي قضى غدرا وظلما على يد المجرمين والسفاحين، وكانوا اعدل العادلين الى جانب الرسول (ص). هيهات منا الذلة لا يمكن ان يكون شعارا صحيحا في خدمة المجرمين» مشيرا الى الرئيس السوري بشار الاسد و»غير بشار الاسد». وتابع اياكم ان تظنوا اننا سنقبل بعودة نظام الوصاية التي تمهدون له عبر شعاراتكم الوطنية والقومية والفلسطينية الزائفة. انتم ادوات لأحقر الناس (...) التحقوا بالاحرار. التحق يا سيد بالاحرار اذا كنت تجرؤ، لنبن معا لبنان حرا سيدا مستقلا. واترك الكفار والطغاة والظالمين رحمة بعقلاء الشيعة اللبنانيين العرب تلامذة موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين، لان الفراغ اذا ما استمر، والتسلح والتدريب اذا ما استمرا، وشراء الاراضي اذا ما استمر، والتخوين اذا ما استمر، والاغتيال طبعا اذا ما استمر ـ ويبدو انه سيستمر ـ سيجر الجميع الى الفوضى. واذا كنتم تظنون اننا سنقف مكتوفي الايدي فهذا امر من الخيال. قد نضطر لحرق الاخضر واليابس. وجودنا وكرامتنا وبقاؤنا ولبنان اهم من كل شيء. تريدون الفوضى، اهلا وسهلا بالفوضى. تريدون الحرب، اهلا وسهلا بالحرب. لا مشكل بالسلاح ولا مشكل بالصواريخ. نأخذ الصواريخ منكم جاهزة. ولا مشكل بالاستشهاد والانتحار. كفانا اغتيال وكفانا تخوين وكفانا تحقير. لا يا سيد ليس هذا من مقامك ان تطل علينا في كل لحظة بهذا الكلام البذيء (...) كفانا حرب مفتوحة مع اسرائيل تحت شعارات زائفة خدمة لطموحات النظام السوري والامبراطورية الايرانية. كفانا مربعات امنية. كفانا رفضكم للعدالة. مفضوح رفضكم للعدالة». وسأل نصر الله: «لماذا قلت هذا الامر، وكيف تسمح لنفسك بان تقول هذا الامر بالامس في خطاب امام جماهيرك وتحقن الجماهير حقدا، لماذا؟ تقول لهم: املك ادلة جازمة بان اسرائيل وراء الاغتيالات. وبالامس تقول كان هذا كلاما سياسيا. حسنا كيف هذه القصة؟». وختم جنبلاط قائلا: «14 شباط هي عنوان المصالحة التي ارساها عام 2001 واكملناها ذاك النهار الكبير في العام 2005. المصالحة التي ارساها البطريرك مار نصر الله صفير، وكل هؤلاء الاقزام الذين يرمون بسهامهم الحاقدة على هذا الصرح لن ينالوا منه بشيء، لكن هم تلامذة القاتل الكبير والحاقد الكبير في دمشق، فلا عجب. لكن سيبقى صرح بكركي وتبقى بكركي فوق كل هؤلاء المرتزقة. لذلك ندعوكم ومن خلالكم ندعو الجبل والاقليم والبقاع وكل لبنان الى النزول بكثافة الى 14 شباط، نساء واطفالا وعائلات ومشايخ وافرادا بهدوء رافعين فقط العلم اللبناني، لان 14 شباط هذا العام هو يوم تحد كبير واصعب واقسى من 14 شباط 2005. لكن سنثبت اليوم مجددا اننا شعب يريد الحياة وان الحياة للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء».

هذا وعلق رئيس «تيار التوحيد» اللبناني الوزير السابق وئام وهاب على كلام جنبلاط معتبرا انه «كلام انتحاري». وبشره بأنه «اذا فتح الحرب فانها لن ترحمه». وقال، في حديث اذاعي: «وليد جنبلاط ومن كان متحالفا معه خلال السنوات الـ15 الماضية لم يتركوا في لبنان لا اخضر ولا يابس، نهبوا البلد ولم يتركوا شيئا». واضاف: «اذا كان جنبلاط قرر الانتحار فلا احد سيرده، لكنه يعرف ان لعبة التهديد والحديث عن الصواريخ وما الى ذلك اول من ستطال ستطاله هو. وحتما اذا قرر جنبلاط فتح حرب في لبنان فلن يرحمه احد، لا نحن ولا غيرنا. واذا اراد الحرب فليربح الاقوى (...) واطمئنه لو كان من عدالة في لبنان لكانت اول مشنقة علقت هي مشنقته». وقال النائب قاسم هاشم (كتلة التنمية والتحرير): «ان الاطلالات الحاقدة لكبار جنرالات الفريق الشباطي والتي تتوالى فصولا على كل المستويات، دليل على الدرك الاسفل الذي انحدر اليه خطابهم السياسي التزاما بتوجيهات واملاءات السيد الاميركي مما يدل على التحلل من القيم الاخلاقية والسياسية الذي اوصل هذا الفريق الى التفتت من كل الثوابت والالتزامات الوطنية. فمن يصبح اداة صغيرة في المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي لا يتورع ان يكون رأس حربة واداة تدميرية لخيارات الوطن والتزاماته».