فلسطينيون عالقون في العريش يهددون بحرق أنفسهم إذا لم يسمح لهم بالمغادرة

المجلس التشريعي الفلسطيني يستهجن رفض الأمن المصري السماح بعودة وفد بحريني يزور غزة عبر رفح

TT

هدد المئات من الفلسطينيين العالقين في العريش بـ«حرق انفسهم» في حال لم تسمح السلطات المصرية لهم بالعودة الى البلدان التي جاؤوا منها عبر مطار القاهرة. فيما أطلقت الشرطة المصرية سراح معظم المصريين العائدين من غزة بعد التحقيق معهم فيما لا تزال تحتجز نحو 200 آخرين، لاستكمال التحقيقات ومعرفة أسباب تواجدهم داخل الأراضي الفلسطينية طوال المدة الماضية.

ونقلت وكالة «معاً» الاخبارية الفلسطينية المستقلة بعد ظهر امس عن العالقين، ومن ضمنهم مرضى واطفال ونساء، قولهم إنهم سيقومون بحرق انفسهم وحرق البناية التي يتواجدون فيها في حال لم يتم حل مشكلتهم. وقال احد العالقين أن اوضاعهم بالغة السوء، حيث ان السلطات المصرية ترفض احضار سيارات اسعاف لنقل المرضى، وتعاملهم كما السجناء حيث لا يسمح لهم بأداء حاجاتهم الإنسانية، منوهاً الى أن قرابة عشرة من العالقين أصيبوا بحالات إغماء ولم يتم إسعافهم.

وناشدت عائلتان فلسطينيتان الرئيس المصري حسني مبارك التدخل لإطلاق سراح ابنائهما الذين اعتقلتهم السلطات المصرية في طريق عودتهم الى غزة من العريش بعد خمسة ايام على فتح الحدود. وقالت عائلتا بدر وايوب في بيان ان اربعة من ابنائهما من بينهم طفلان قد اعتقلوا من قبل الامن المصري ولم يعرف أحد حتى الآن مصيرهم. واستنكر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة الدكتور أحمد بحر رفض السلطات الأمنية المصرية السماح لوفد برلماني بحريني يزور غزة بمغادة قطاع غزة عبر معبر رفح. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، استهجن بحر أن تعرض السلطات المصرية على الوفد البحريني أن يغادروا القطاع عبر معبر«كرم ابو سالم» الإسرائيلي، الأمر الذي رفضه اعضاء الوفد بشدة، معتبراً أن العرض المصري «تعريض مقامهم الكريم لإجراءات تفتيش مهينة ومذلة على يد الاحتلال».

وعبر بحر عن تقديره الشديد لـ«الموقف الوطني الشجاع والمشرّف»، الذي عبر عنه رئيس الوفد البحريني ناصر الفضالة الذي اكد تصميمه على العودة عبر معبر رفح الحدودي. وأضاف بحر أنه بعد إجراء تنسيق مع السطات الأمنية المصرية على معبر رفح الحدودي لتأمين عودة الوفد البحريني، فوجئت رئاسة التشريعي بأن سلطات الأمن المصري ترفض دخول اعضاء الوفد البحريني إلى مصر مرة أخرى «بعد أن مكثوا على معبر رفح مدة ثلاث ساعات متواصلة في أجواء البرد الشديد، وعادوا مرة أخرى إلى قطاع غزة»، على حد تعبير البيان.

من ناحيته قال النائب الفضالة «دخلنا غزة بطريق سهل ومشروع، وليس بشكل مخالف للقانون، ومصرون على أن نخرج من المعبر ذاته». وأضاف «نعول على العلاقة المتينة بين البحرين ومصر.. وسنخرج بأي حال من الأحوال.. ولسنا قلقين من أي شيء». ومضى يقول «معبر كرم أبو سالم لا يعنينا في شيء.. لأننا نريد العبور عبر معبر رفح.. فنحن لا نعترف بالكيان الإسرائيلي.. ولمعبر أبو سالم سمعة سيئة وسوداء». من جهة ثانية أطلقت الشرطة المصرية سراح معظم المصريين العائدين من غزة بعد التحقيق معهم وثبوت تواجدهم لدى أقارب لهم في غزة إضافة إلى قيامهم بأعمال تجارية داخل القطاع. وقالت مصادر أمنية بمحافظة شمال سيناء أن الشرطة لا زالت تحتجز نحو 200 مصري، لاستكمال التحقيقات ومعرفة أسباب تواجدهم داخل الأراضي الفلسطينية طوال المدة الماضية.

وكانت أجهزة الأمن قد بدأت ليل الخميس الماضي التحقيق مع نحو 600 مصري من العائدين من قطاع غزة الفلسطيني بعد ورود معلومات إلى أجهزة الأمن المصرية عن محاولاتهم الانضمام إلى حركة حماس. وتركز التحقيقات مع المحتجزين على معرفة أسباب تواجدهم داخل الأراضي الفلسطينية حتى الآن، رغم إغلاق الحدود بين مصر وغزة منذ يوم الأحد الماضي، إضافة إلى معرفة انتماءاتهم السياسية. وعلى صعيد متصل، تتحفظ أجهزة الأمن بمحافظة شمال سيناء على نحو 30 شاحنة بضائع مصرية حاولت الوصول إلى الحدود المصرية مع غزة قبل إغلاقها لبيعها إلى الفلسطينيين الذين تدفقوا إلى مصر بالآلاف فور اقتحام الحدود يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي.