السودان: اعتقال أصوليين في حادثة اغتيال مسؤول إغاثة أميركي

مصادر الشرطة: الرجلان عضوان في جماعة تكفيرية مسؤولة عن تدبير مخطط لتفجير سفارات غربية

TT

اعتقلت السلطات السودانية، أصوليين اثنين، فيما يتصل بمقتل مسؤول اغاثة أميركي وسائقه في العاصمة الخرطوم فجر أول يوم من أيام السنة الحالية.

وقالت مصادر مطلعة في الشرطة لـ«الشرق الاوسط» ان الرجلين اللذين يبلغان 25 و30 عاما، ينتميان الى جماعة تكفيرية تنشط سراً في الخرطوم. وقالت ان الاعتقال طال آخرين لهم صلة بالاشتباكات التي وقعت مع الشرطة، فيما اكتفى وزير الداخلية في رده على اسئلة الصحافيين أمس حول ما اذا كان الحادث «ارهابياً ام جنائياً» بان «التحريات مستمرة، وكل الاحتمالات مفتوحة». وقال مصدر أمني لرويترز ان الرجلين عضوان في جماعة كانت أيضا مسؤولة عن تدبير مخطط لتفجير سفارات غربية في الخرطوم تم اكتشافه في أغسطس (اب) الماضي. وكان هذا أول تأكيد رسمي بأن جماعة متشددة ربما تكون وراء مقتل رجلين. وكانت بعض المصادر الرسمية في السودان قد ذكرت بادئ الامر أن قتل الرجلين كان «حادثا فرديا».

وقال شهود عيان انهم تابعوا قوة من الشرطة تطوق سيارة صالون بداخلها 5 اشخاص، وعندما أحكمت السيطرة على السيارة تبادل الطرفان اطلاق النار، وتمكنت الشرطة من القاء القبض على اربعة منهم، فيما هرب الخامس الى جهة جهولة، وان المشتبه فيهم كانوا ملثمين.

وقالت وكالة السودان للانباء ان المشتبه بهما فتحا النار عندما حاصرتهما قوات الامن أول من امس في إحدى ضواحي مدينة أم درمان التي تقع قرب العاصمة السودانية. وردت قوات الأمن باطلاق النار. وذكر المصدر الامني لرويترز أن شرطيين وامرأة والمشتبه بهما أصيبوا، لكن جروحهم ليست خطيرة. وأضاف المصدر في اشارة الى المخطط الذي اكتشف في أغسطس الماضي «انهم من نفس الجماعة التي حاولت تنفيذ التفجيرات.. انهم أصوليون». ورفض متحدث باسم السفارة الاميركية في الخرطوم التعليق على أنباء اعتقال المشتبه بهما.

وقال الزبير بشير طه، وزير الداخلية، ان التحريات مستمرة بشأن الشخصين اللذين القي القبض عليهما كمشتبهين في ضلوعهما بالحادث، وقال ان الاتهامات مفتوحة حتى الآن وعلينا ان ننتظر التحريات والتحقيقات التي تجرى الآن. وعبر الوزير عن عدم اعتقاده بوجود خلايا ارهابية في البلاد. وقال ان «الوضع تحت السيطرة تماما». واضاف في لهجة تباهٍ ان الشرطة وصلت إلى مرحلة متقدمة في قدرتها على كشف الجرائم. ومضى «لا يوجد شيء صعب عندنا».

وكان بيان من الشرطة قد قال اول من امس إن الأجهزة الأمنية ظلّت تتابع تحرياتها في مقتل الموظف الأميركي وسائقه السوداني منذ مطلع العام الحالي. وأضاف البيان أنه توفرت في الآونة الأخيرة معلومات عن تحركات بعض المشتبه بهم في الحادثة؛ وذلك بمنطقة «الفتيحاب» بمدينة أم درمان، وفي صبيحة يوم السبت الموافق 9 فبراير (شباط) الحالي، نفذت الأجهزة الأمنية عملية إلقاء قبض على اثنين من المُشتبه بهما واللذين بادرا بإطلاق النار مما أدى إلى إصابة بعض عناصر الشرطة والأمن وأحد المواطنين. وأضاف البيان أنه وعقب مدة وجيزة من تبادل اطلاق النار، تم القبض على المشتبه بهم حيث تمّ اسعاف المصابين منهم والتحفّظ عليهم. وأكد البيان أن الشرطة وقوات الأمن ستظل عيناً ساهرة على أمن الوطن والمواطن وضيوف البلاد.

وقتل مسلحون جون جرانفيل، وهو ضابط عمره، 33 عاما، يعمل في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، أثناء عودته إلى منزله بعد احتفالات بالعام الجديد في الخرطوم في الاول من يناير (كانون الثاني) الماضي. كما قتل سائقه عبد الرحمن عباس رحمة، 39 عاما. وبعد أيام من مقتله، نشرت جماعة لم تكن معروفة من قبل تطلق على نفسها اسم «أنصار التوحيد» في السودان رسالة على موقع انترنت يستخدمه متشددون، أعلنت فيه مسؤوليتها عن قتل الرجلين. وكان جرانفيل أول مسؤول بالحكومة الاميركية يقتل في الخرطوم منذ أكثر من 30 عاما. ووصل ضباط أميركيون من الامن الدبلوماسي والمكتب الاتحادي للتحقيقات للمساعدة في التحقيق. وفي أغسطس الماضي، قال جهاز الامن السوداني انه أحبط خطة لمهاجمة بعثات دبلوماسية فرنسية وبريطانية وأميركية بالاضافة الى الامم المتحدة في الخرطوم. ووفقا لمصادر دولية، فقد تم اكتشاف الجماعة في منزل بالخرطوم بعد أن انفجرت عبوات ناسفة بطريق الخطأ. وذكرت السلطات آنذاك أنها صادرت أسلحة واعتقلت معظم المدبرين رغم أن عددا منهم نجح في الهرب.