صنعاء: 50 برلمانيا يطالبون وزيري الداخلية والدفاع بتوضيح الاتفاق مع الحوثيين

حفل فني في عدن يثير معركة بين المتشددين والمعتدلين

TT

طالب عدد من البرلمانيين اليمنيين الحكومة بتوضيح الاتفاق الذي وقعته مع الحوثيين في الدوحة الاسبوع قبل الماضي. جاء ذلك في الجلسة البرلمانية التي عقدها مجلس النواب أمس طلب أكثر من 50 عضوا من مختلف الكتل البرلمانية بضرورة حضور وزيري الدفاع والداخلية إلى البرلمان لايضاح الاتفاق الذي تم بين الحكومة والحوثيين في العاصمة القطرية الدوحة فيما انتقد الشيخ محمد بن ناجي الشايف القيادي في الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ورئيس لجنة الحريات الاتفاق حيث اعتبره مخالفة لقرار الأغلبية النيابية بحسم الحرب التي نشبت في بعض من محافظة صعدة عسكريا.

ويأتي ذلك بينما بدأت اللجنة الرئاسية التي شكلها الرئيس علي عبد الله صالح وأناط بها إنهاء الحرب في هذه المحافظة مهمتها في تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجانبين ميدانيا وفقا لبنوده التي قالت المصادر الرسمية انها تقضي بنزول المسلحين الحوثيين من الجبال وتسليم الأسلحة المتوسطة وعودة النازحين إلى مناطقهم والذين يقدرون بنحو 25 ألفا. وكان التكتل الرئيسي المعارض المعروف بتكتل احزاب اللقاء المشترك قد رفض المشاركة في اللجنة الجديدة ولوحظ توفر الهدوء في المناطق والمواقع التي كانت مسرحا للمواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية حيث أصدر الرئيس صالح باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة أوامره بوقف كافة العمليات العسكرية في محور صعدة. فيما قال الحوثيون إن اتفاق الدوحة الذي وقعه عن الحكومة الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس صالح ووقعه عن الحوثيين الشيخ صالح هبره يقضي بالافراج عن المعتقلين من أتباع الحوثي في صعدة والمعتقلين من قبل الحكومة في كل المحافظات اليمنية.

الى ذلك أثارت اعلانات دعائية مدفوعة الثمن تنشرها وسائل الاعلام اليمنية في هذه الايام عن إحياء المطربة السورية أصالة حفلة غنائية هي الاولى من نوعها لمطرب عربي في مدينة عدن يوم الخميس موجة من الجدل الكبير بين اعتراضات متشددين اسلاميين ضد اقامة الحفل ومؤيدين له من قبل تيار اسلامي معتدل.

فقد أطلق عضو البرلمان اليمني فؤاد دحابة الذي ينتمي لحزب الاصلاح المعارض ذي التوجه الاسلامي تصريحات نارية متشددة تحرم مهرجان عدن الفني الاول المزمع اقامته يوم الخميس بعدن وتحييه الفنانة السورية أصالة وفرقتها الموسيقية.

لكن تلك التصريحات قابلها معارضون ومثقفون بأنها أشبه برسالة تهديد مبكرة من المتشددين الاسلاميين في اليمن. كما اعتبرتها صحف محلية مؤشرا لرغبة الجناح المتشدد في حزب الاصلاح لتطبيق شريعة امارة طالبان التي تحرم الغناء والموسيقى والفنون.

وانتقد محتجون دعوة النائب دحابة وهو رجل دين وخطيب جامع وبرلماني عن حزب الاصلاح في البرلمان لا يتجاوز عمره الثلاثين عاماً. وقالوا إن جميع المدن والعواصم العربية تقيم مهرجانات فنية دورية وموسمية. وحطم مجهولون خلال اليومين الماضيين اللوحات الدعائية والملصقات الاعلانية للحفل في بعض المحافظات اليمنية. وقام أئمة مساجد في العاصمة صنعاء أثناء خطبهم يوم الجمعة بالتحريض ضد الفن والموسيقى والرياضة النسوية وغيرها من الاعمال الابداعية التي يدعون تحريمها.

وطالب منظمو الحفل السلطات المحلية بضبط من يقومون بالاعتداء على ممتلكات الآخرين وتحطيمها مؤكدين أن تلك الاعمال تعد استهدافا لمدينة عدن وضمن برنامج منظم للاساءة لسمعة اليمن واليمنيين.

وقال المنشد الديني اليمني علي المقري ردا على الحملة التي تبناها البرلماني الاصلاحي ومؤيدوه ان تجريم المهرجان يشير للحال الذي بلغه المسلمون من الانحطاط الفكري الذي أوصلهم الى ما هم عليه ومن ذلك تكفير بعض المشايخ للموسيقى والغناء والرسم.

أما مجيب الحميدي وهو عضو في الدائرة الاعلامية لحزب التجمع اليمني للاصلاح المعارض والصحافي أيضا في صحيفة «الصحوة» الناطقة باسم الحزب فقد انتقد بدوره الهجمة ضد الحفل الفني عندما ذكر بكتابه «الغناء والمعازف عند الشوكاني» والذي كان أصدره بعد منع صحيفته من نشر أخبار مهرجان صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004.