مباحثات للشيخ خليفة بن زايد مع الرئيسين المصري والفلسطيني حول عملية السلام

مبارك يطالب بتهيئة المناخ الملائم لانعقاد القمة العربية

الشيخ خليفة بن زايد خلال استقباله أمس في أبوظبي الرئيس حسني مبارك («الشرق الأوسط»)
TT

فيما شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس حراكا سياسيا مكثفا، كانت القضية الفلسطينية وعملية السلام محوره الرئيسي، نفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن سلطان آل نهيان والرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس، اللذين يزوران الإمارات في آن واحد.

وبحسب المصادر فإن زيارة الرئيسين المصري والفلسطيني للإمارات في نفس الوقت «هي محض صدفة»، مشيرة إلى أن الرئيس المصري كان مقررا أن يزور أبوظبي أول من أمس، إلا أن تغيرات في البروتوكولات طرأت بسبب استقبال الرئيس المصري لمنتخب بلاده الفائز بكأس الأمم الأفريقية، وهو الأمر الذي أجل وصول الرئيس مبارك حتى أمس.

واستقبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمس الرئيسين الفلسطيني والمصري، كلا على حدة، حيث استقبل الرئيس محمود عباس بحضور الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء .

وخلال اللقاء تباحث الرئيسان في آخر مستجدات القضية الفلسطينية وعملية السلام، وأطلع الرئيس الفلسطيني نظيره الإماراتي على آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحة الفلسطينية.

وجدد الشيخ خليفة بن زايد تأكيد بلاده دعمها «للمساعي الخيرة ولكافة الجهود الدولية لدفع عملية السلام والوصول بها الى نتائج تعزز من فرص السلام في المنطقة واقامة الدولة الفلسطينية وفقا للاتفاقيات المبرمة ومبادرة السلام العربية».

ودعا الشيخ خليفة كافة الاطراف الفلسطينية «الى تحكيم لغة العقل ومصلحة الوطن والوحدة الوطنية لتحقيق الاهداف الفلسطينية المنشودة».

من جانبه اشاد الرئيس الفلسطيني بمواقف دولة الامارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان الداعمة للشعب الفلسطيني لتخفيف معاناته جراء الاحتلال الاسرائيلي .

وفي شأن المباحثات الإماراتية المصرية أجرى رئيسا البلدين مباحثات تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الآراء حول الأوضاع على الساحة العربية ومجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك.

وبحسب المصادر فإن عملية السلام والأوضاع العربية والدولية، وبخاصة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، كانت على مائدة مباحثات الشيخ خليفة بن زايد والرئيس مبارك.

وقبل وصوله ابو ظبي أكد الرئيس المصري أن بلاده لا تتهاون أبدا في حماية حدودها وترفض أية ضغوط أجنبية عليها، ولا تسمح لأي طرف مهما كان أن يمارس إملاءات على السياسة الداخلية لمصر، وأعرب عن رفضه حصار الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن القاهرة تواصل جهودها واتصالاتها لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض عليه.

واعتبر مبارك، في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية و«وكالة أنباء الشرق الأوسط» على الطائرة خلال توجهه إلى الإمارات أمس، وبثتها الوكالة، أن الاتصالات المصرية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني لا تتعارض مع حماية الحدود المصرية.

وشدد مبارك على رفض مصر أي وجود أجنبي «في سيناء أو غيرها»، مشيرا إلى أن حل مشكلة معبر رفح التي ظهرت أخيرا يتم طبقا لاتفاقية المعابر الموقعة عام 2005 مع السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي.

من ناحية أخرى، جدد الرئيس المصري مطالبته للأطراف اللبنانية بالتوافق فيما بينها لانتخاب رئيس للبلاد حماية لمصالح اللبنانيين، مشددا على ضرورة تهيئة المناخ العربي المناسب لانعقاد القمة العربية في دمشق في نهاية مارس (آذار) المقبل. وحذر مبارك من أن توجيه أي ضربة عسكرية لإيران سيؤدي لانتشار الإرهاب وتهديد المصالح الأميركية في العالم كله، داعيا إلى إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة.

وأشار إلى أن وجود القوات الأميركية والأجنبية في العراق سيؤدي إلى اجتذاب الإرهابيين من كل مكان وتهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وحول زيارته الحالية لدولة الإمارات العربية المتحدة قال مبارك إن هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات واللقاءات الثنائية مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لاستعراض القضايا العربية الراهنة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين حيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر .

وأوضح مبارك أنه سيلتقي اليوم في دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة لدعم علاقات التعاون الاقتصادي.