تشاد تطالب المجتمع الدولي بترحيل مئات الآلاف من لاجئي دارفور.. وتهدد بطردهم

إنجامينا تنفي وجود تصفيات في صفوف وزراء الحكومة.. وتتجه إلى تعديلات

TT

طالبت الحكومة التشادية المجتمع الدولي، أمس، بترحيل مئات الآلاف من لاجئي دارفور، الموجودين في معسكرات بشرق البلاد، مهددة بترحيلهم بالقوة اذا تعذر ذلك على الجهات الدولية.

وقال رئيس الوزراء نور الدين كوماكوي «نحن تعرضنا للهجوم من السودان بسبب هؤلاء اللاجئين». واضاف في تصريحات للصحافيين في انجامينا، «نطالب المجتمع الدولي بترحيل اللاجئين الى السودان.. حتى نتحرر». وتابع «يمكن ترحيلهم الى بلد آخر.. وإذا لم يفلحوا في ذلك سنقوم نحن بالمهمة».

من جهة ثانية، نفت الحكومة التشادية امكانية عودة المتمردين لشن هجوم جديد من جنوب البلاد، مشيرة الى ان الجيش الحكومي يحيط بقواتهم وتقصف المروحيات مناطقهم. وقالت ان المتمردين فروا من منطقة «مونغو» ويتجهون نحو منطقة «اتيا» في الجنوب الشرقي مع الحدود المشتركة بين افريقيا الوسطى والسودان وتشاد. وكانت أنباء تحدثت عن وجود قافلة كبيرة من المتمردين كانت متمركزة في الايام الاخيرة في مونغو، عاصمة منطقة غير على بعد 400 كلم شرق انجامينا، وانها تتوجه حاليا الى جنوب البلاد. وقال مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية ان القافلة مكونة من 150 الى 200 سيارة تابعة للمتمردين انطلقت السبت من مونغو باتجاه ام تيمان جنوبا ونحو منطقة الحدود الثلاثة. وقال مصدر عسكري آخر إن منطقة التقاء الحدود التشادية والسودانية والافريقية الوسطى «تعتبر منطقة يغيب فيها القانون وبالتالي لا تخضع المعابر بين الدول لأية رقابة». وأضافت المصادر أن المتمردين يتقدمون ببطء «وتنظيم كبير، بعد ان طردهم الجيش الوطني التشادي».

وقال مصدر في الحكومة التشادية لـ«الشرق الاوسط» إن قوات الحكومة تتعقب المتمردين واصفاً مصيرهم بأنه غير حميد، وانهم يحاولون العودة الى السودان. وقال «نحيطهم الآن ونمنعهم من العودة الى السودان لكي يستسلموا الى قواتنا».

ونفى المصدر الانباء التي اشارت الى تصفية الحكومة لعدد من وزرائها، مع تأكيده أن الرئيس التشادي ادريس ديبي اعترف بأن حكومته تعمل بثلث اعضائها. وقال «تصفية الحكومة لوزرائها مجرد فرية ودعاية من حكومة الخرطوم»، وتوقع حدوث تعديلات وزارية في الحكومة في الفترة المقبلة، قائلا انها «اعتيادية وروتينية». وقال ان «أولويات ديبي تصفية جيوب المتمردين الذين غدروا بالاتفاقيات».

واشار الى ان طاقم الحكومة سيكتمل بعد استتباب الامن «لان بعضهم تخوف من هجوم المتمردين وآثر الابتعاد عن اجهزة الحكم»، مشيراً تحديدا الى وزير الخارجية أحمد علامي قائلا انه ابلى بلاء حسناً، نافياً ابعاده عن الوزارة في الفترة المقبلة، وقال ان «علامي من الذين قادوا المعركة السياسية والاعلامية والدبلوماسية لديبي»، وأضاف «لا نرى من هو افضل منه في العمل الدبلوماسي». وعقدت الحكومة التشادية اول اجتماع لها منذ هجوم المتمردين على العاصمة انجامينا. وتوقع مسؤول تشادي وصول وفد من الوسطاء الى بلاده في الايام المقبلة فاتحاً الطريق امام جهود جديدة للحلول السلمية بشرط ان تنفذ الحكومة السودانية الاتفاقيات التي وقعتها مع تشاد في طرابلس والرياض العام الماضي.

وقال السفير التشادي في واشنطن محمود آدم بشير لـ«الشرق الاوسط» إن الحكومة التشادية عقدت اول اجتماعاتها منذ الغزو على انجامينا. واضاف «هذا يوضح استتباب الامن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد». وقال «الحكومة وضعت تحوطاتها لمنع المتمردين من العودة الى قواعدهم في غرب دارفور». مشيراً الى فتح الاسواق من جديد.

وتوقع بشير وصول وفد للتوسط بين انجامينا والخرطوم في الايام المقبلة، وقال «ليس المطلوب توقيع اتفاقيات جديدة بل تفعيل الاتفاقيات الموقعة من قبل في طرابلس والرياض»، وتابع «نحن مع الحل السلمي وليس العسكري ولدينا من الصبر لتجاوز سلوك الخرطوم المشين ونفذوا ما يليهم من اتفاقيات والكرة في ملعبهم»، معرباً عن أمله في ان تعي الحكومة السودانية الدروس والعبر. وقال «اذا جنحوا للسلم سنجنح لها وإذا أرادوا الحرب فانهم أثبتوا فشلهم».