أحمدي نجاد يتعهد بإطلاق قمر صناعي

خلافات داخل الوكالة الذرية حول تقرير إيران

TT

فيما قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، أمس، في خطاب يتسم بالتحدي في ذكرى الثورة الاسلامية في البلاد عام 1979، إن إيران تهدف الى ارسال قمر صناعي الى الفضاء خلال شهور، وانها لن تتراجع في خلاف نووي مع الغرب، أفاد دبلوماسيون في العاصمة النمساوية ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد يؤجل لبضعة ايام نشر تقرير متوقع صدوره بعد عشرة ايام حول البرنامج النووي الايراني.

وألقى أحمدي نجاد كلمته في تجمع حاشد في طهران بعد أسبوع من إثارة ايران قلقا دوليا بتجربة اطلاق صاروخ مصمم ليضع في المدار اول قمر صناعي للابحاث تصنعه ايران محليا. وقال «ان شاء الله سيطلق خلال فصل الصيف المقبل أول قمر صناعي ايراني الصنع بنسبة مائة في المائة الى المدار».

لكن احمدي نجاد اوضح ان ايران ستمضي قدما في عملها بشأن القمر الصناعي، واشار الى انها ستجري تجربتين أخريين لإطلاق صواريخ استعدادا للاطلاق الفعلي.

الى ذلك، توقع دبلوماسيون في العاصمة النمساوية فيينا أن البرادعي سيرجئ لبضعة أيام نشر تقرير متوقع صدوره 20 فبراير (شباط) حول البرنامج النووي الايراني، في الوقت الذي لا يخفي الغربيون تخوفهم من ان يكون هذا التقرير محابيا لايران.

وهذا التقرير المهم الذي سيحدد ما اذا كانت ايران قد أجابت على كافة الاسئلة بشأن نشاطاتها النووية المثيرة للجدل، يفترض ان يتم بحثه من قبل الهيئة التنفيذية للوكالة الدولية للطاقة الذرية في بداية مارس (آذار). وقال دبلوماسي غربي قريب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك مخاوف من ان يعلن (البرادعي) ان غالبية النقاط العالقة قد حلت في حين ان الشعور السائد هو ان الامر ليس كذلك على الاطلاق».

ويثير هذا المسلك التصالحي للبرادعي قلق الحكومات الغربية، كما انه «يثير غضبا في صلب فريقه الفني»، بحسب المصدر ذاته. وقال دبلوماسي آخر «ان البرادعي يدفع في اتجاه في حين ان الاشخاص الذين قاموا بزيارة تقنية في يناير (كانون الثاني) يدفعون باتجاه آخر».

واعتبر ان هذه الخلافات يمكن ان تؤدي الى تأجيل نشر التقرير «الى 22 فبراير (شباط) وربما الى أبعد من ذلك». ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق على هذه المعلومات. ويتعين نشر تقرير البرادعي في كل الاحوال قبل الاجتماع المقبل لمجلس حكام الوكالة الذي يعقد من 3 الى 7 مارس (آذار) في مقر الوكالة في فيينا والذي يركز خاصة على بحث الملف النووي الايراني.

وغذت مخاوف الغربيين من ان يكون تقرير الوكالة مؤيدا لإيران كون البرادعي أشار في تقريره السابق في نوفمبر (تشرين الثاني) الى نوع من التقدم في موقف الايرانيين مع الاقرار بأن معلومات الوكالة الذرية بشأن هذا الملف تتقلص. وترفض ايران رغم قرارات الامم المتحدة تطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي الذي يسمح بالقيام بعمليات تفتيش معززة. ومنح البرادعي اثناء زيارته طهران في 11 يناير (كانون الثاني) مهلة اضافية من اربعة اسابيع لإيران لحل «القضايا العالقة» في الوقت الذي تنص فيه «خطوة العمل» المحددة مع طهران في اغسطس (آب) الماضي على مهلة انقضت في نهاية 2007.

وتعتبر واشنطن ان طهران تسعى الى كسب الوقت للإفلات من عقوبات جديدة قد يفرضها مجلس الامن بعد فشل سلسلتين من العقوبات حتى الآن في اجبارها على تجميد نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم.