تيمور الشرقية تعلن الطوارئ بعد محاولة اغتيال رئيسها هورتا

نقل في حالة حرجة إلى أستراليا عقب هجوم لمتمردين على منزله

TT

أفادت الأنباء أن طائرة تقل رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا، الذي تعرض في وقت سابق لمحاولة اغتيال، قد وصلت إلى مدينة دارون الأسترالية حيث دخل احد مستشفياتها للعلاج. وقالت مصادر طبية أسترالية إن هورتا في حالة حرجة وهو في غيبوبة وقد وضع على أجهزة تنفس اصطناعي.

وكان كيفن رود رئيس الحكومة الاسترالية قد قال في وقت سابق ان رئيس تيمور الشرقية «في حالة خطرة ولكن مستقرة» بعد أن تعرض لإطلاق نار فجر امس امام مسكنه في العاصمة ديلي، ما ادى الى اصابته في البطن وخضوعه لعملية جراحية عاجلة. وأعلن رئيس الوزراء في تيمور الشرقية شانانا غوسماو امس حال الطوارئ لمدة 48 ساعة وحظر التجول في تيمور الشرقية بعد تعرضه ورئيس البلاد جوزيه راموس ـ هورتا لمحاولتي اعتداء فجرا. ويتعين ان يقر نائب رئيس البرلمان اعلان حال الطوارئ، التي تحظر خصوصا التجمعات العامة، وحظر التجول. وقال غوسماو في بيان «لقد شاهدنا محاولة تخريبية ضد دولة القانون وضد هذه الديموقراطية». وصرح مسؤولون بان جنودا متمردين اطلقوا النار على رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا في منزله في ديلي امس في محاولة اغتيال يقول محللون انها قد تجدد أعمال العنف والفوضى السياسية في الدولة الصغيرة. وقال مسؤولون ان رئيس الوزراء زانانا غوسماو نجا دون ان يصاب بأذى في هجوم اخر صباح اليوم ايضا. وتعهدت استراليا بارسال مزيد من القوات لاحدث دولة اسيوية عقب الهجوم المنسق على ما يبدو على اشهر شخصيتين في استقلال تيمور الشرقية.

وذكر سكان ديلي ان العاصمة تبدو هادئة وان غوسماو صرح بان راموس هورتا في حالة مستقرة عقب الهجوم الذي اسفر عن قتل زعيم بارز للمتمردين. وقام فريق طبي عسكري استرالي باجراء جراحة للرئيس قبل نقله الى مستشفى استرالي في مدينة داروين بشمال استراليا للعلاج. واقتسم راموس هورتا جائزة نوبل للسلام في عام 1996 مع مواطنه الاسقف الكاثوليكي كارلوس بيلو لكفاحهما السلمي من أجل استقلال تيمور الشرقية عن الاحتلال الاندونيسي.

وقال غوسماو في مؤتمر صحافي: «انها محاولة خطيرة ضد دولة ديمقراطية». وذكر متحدث طبي استرالي أن راموس هورتا في حالة حرجة ولكنها مستقرة.

وقال المتحدث باسم كيرفلايت وهي منظمة للنقل للاغراض الطبية عقب وصول راموس هورتا لداروين: «اصيب بجراح خطيرة ونقلت اليه كميات كبيرة من الدم. من المحتمل ان تهدد حياته».

واضاف: «وضع على اجهزة اعاشة كاملة من بينها جهاز تنفس صناعي لمساعدته على التنفس وتم ادخاله في غيبوبة. انه اجراء عادي. ونالت المستعمرة البرتغالية السابقة التي يقطنها نحو مليون نسمة استقلالها عام 2002 اثر استفتاء رعته الامم المتحدة بعد أكثر من عقدين من الحكم الاندونيسي الوحشي. وزادت حدة التوتر هذا الشهر بعدما اطلق متمردون موالون لالفريدو رينادو زعيم التمرد الذي القيت عليه مسؤولية هجوم النار على دورية استرالية قرب ديلي.

وقال دامين كينجسبوري الاستاذ بجامعة ديكين في استراليا ينبغي على رئيس الوزراء زانانا بذل قصارى جهده لضمان حفاظ الحكومة على تماسكها. ثمة ازمة الان. واعرب رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود عن صدمته العميقة لما يبدو انها هجمات منسقة لمحاولة اغتيال القيادة المنتخبة ديمقراطيا. واضاف انه سيزور ديلي في وقت لاحق من الاسبوع لتفقد الامن بناء على طلب غوسماو. وسترسل استراليا قوة رد فعل سريع قوامها حوالي 200 جندي الى تيمور الشرقية على الفور الى جانب ما بين 50 و70 من رجال الشرطة.

وقال وزير خارجية نيوزيلندا فيل جوف ان بلاده التي لها أكثر من 200 جندي ورجل شرطة في تيمور الشرقية ستضع قوات اضافية تحت الطلب. وتتولى قوات امن دولية في تيمور الشرقية يقودها 800 جندي استرالي تأمين المباني المهمة في ديلي وكثفت الدوريات في العاصمة وارجاء البلاد. وفي وقت سابق صرح لين نوتاراس من مستشفى داروين الملكي حيث يعالج راموس هورتا لسكاي نيوز بان الرئيس اصيب في الجانب الايمن من صدره والجزء الاسفل من المعدة. وتكافح تيمور الشرقية للوقوف على قدميها من جديد بعدما انقسم الجيش بسبب انتماءات اقليمية في عام 2006. وادت اعمال عنف عرقية قبل عامين الى مقتل 37 شخصا وتشريد 150 ألفاً آخرين. واستدعيت قوات اجنبية لاعادة النظام بين الجانبين المتحاربين.

وقاد رينادو تمردا ضد الحكومة ووجهت له اتهامات بالقتل خلال اعمال العنف في عام 2006. وشاهد مراسل لرويترز جثتي اثنين من المهاجمين وتعرف على احدهما وهو رينادو. وقال متحدث باسم الجيش ان جنديا من تيمور الشرقية اصيب بجروح خطيرة ايضا. وقال الجيش ان مهاجمين في سيارتين شاركوا في الهجوم على منزل الرئيس في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وقال مسؤول ان سيارة غوسماو استهدفت. وأضاف: لم يصب أحد لكن الرصاص ألحق اضرارا بسيارة غوسماو. وقال ان عائلة غوسماو نقلت الى مجمع عسكري لحمايتها. وقال موظف الاغاثة موريسيو بورجيس لرويترز ان ديلي بدت هادئة. واضاف ان ديلي امنة. لا توجد اعمال شغب في العاصمة. ولكن توجد دوريات مكثفة من قبل الشرطة والشرطة العسكرية. واردف قائلا ان طائرات هليكوبتر كثيرة تحلق فوق العاصمة. وقال المحلل الامني الان دوبونت من معهد لوي لابحاث الرأي بسيدني ان حادث اطلاق النار سيزعزع استقرار تيمور الشرقية بشكل خطير في وقت يتطلعون فيه للتخلص من مشكلات الفترة الماضية التي تتراوح بين 12 و18 شهرا.