الجامعة العربية والحكومة الانتقالية الصومالية تنفيان أي ترتيبات لعقد مفاوضات مع تحالف المعارضة في إريتريا

مسؤول حكومي لـ«الشرق الأوسط»: رئيس الحكومة لا يخطط للقيام بأي زيارة في الوقت الراهن إلى أسمرة

خافيير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية لدى لقائه رئيس الوزراء الصومالي نور حسين في بروكسل أمس (أ.ف.ب)
TT

نفت الجامعة العربية والحكومة الصومالية بشكل قاطع وجود أي ترتيبات لقيام رئيس الوزراء الانتقالي العقيد نور حسن حسين (عدي) بزيارة وشيكة إلى العاصمة الاريترية (أسمرة)، للقاء مسؤولين من قادة تحالف المعارضة الصومالية في إطار جهود وساطة تقوم بها الجامعة العربية للجمع بين مختلف الفرقاء الصوماليين.

وقال مسؤول رفيع في الحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الصومالية (مقديشو) إن رئيس الحكومة نور عدي لا يخطط للقيام بأي زيارة في الوقت الراهن إلى أسمرة، معتبرا أن مثل هذه الزيارة غير واردة في ظل ما وصفه بالتدخل الاريتري المباشر في الأزمة الصومالية وتقديم الرئيس الاريتري أسياس أفورقى الدعم السياسي واللوجستى للجماعات المناوئة للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف.

ولفت المسؤول الصومالي الذي طلب عدم تعريفه إلى أنه ليس مطروحا على عدي القيام بزيارة لأسمرة للاجتماع مع قيادات المعارضة الصومالية المقيمة فيها، مشيرا إلى أن عدي يقوم حاليا بزيارة إلى مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية (بروكسيل) برفقة وزيري الخارجية والمالية لإجراء مشاورات مع كبار المسوؤلين هناك حول خطة الحكومة الصومالية لإعادة الإعمار والتنمية وتحقيق المصالحة الوطنية.

وأوضح نفس المصدر أن عدى سيعود إلى العاصمة الصومالية مقديشيو خلال اليومين المقبلين في وقت يتزامن مع عودة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف من زيارته الحالية للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأنهى يوسف البالغ من العمر 73 عاما وأجرى قبل 11 عاما جراحة ناجحة لزرع الكبد فترة علاج في العاصمة البريطانية لندن دامت نحو ثلاثة أسابيع بعد تعرضه لانتكاستين صحيتين متتاليتين لكنه أكد لاحقا أنه تعافى تماما واتهم معارضيه بمحاولة التشويش عليه بإطلاق شائعات كاذبة بشأن وضعه الصحي.

وكان الرئيس الصومالي قد انتقد نظيره الاريتري أفورقى مؤخرا وحذره من مغبة استمرار التورط في دعم الجماعات المناوئة له لكن اريتريا التزمت الصمت حيال هذه الاتهامات.

إلى ذلك نفت الجامعة العربية توجيهها الدعوة إلى الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم تحالف المعارضة الصومالية لزيارة القاهرة مؤكدة وقوفها على مسافة واحدة من الفرقاء الصوماليين. وقال السفير سمير حسني مسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن الجامعة العربية لم تتخذ إجراء من هذا النوع ولو كانت قد اتخذته لأعلمت به الحكومة الصومالية وهذا لا يعني أن الجامعة العربية لا ترغب في أن تكون وسيطا نزيها بين الحكومة الصومالية والجماعات المناوئة لها.

وأضاف: «واقع الأمر لم تتصل بتحالف أسمرة أو الشيخ شريف أو توجه إليهم الدعوة لزيارة القاهرة»، لافتا إلى أن الجامعة العربية تؤكد باستمرار على أهمية الحوار بين مختلف القوى والفعاليات الصومالية وصولا إلى المصالحة الوطنية الشاملة.

وأشاد حسني بتصريحات رئيس الوزراء الصومالي بشأن استعداده لإجراء حوار مباشر وغير مشروط مع كل الجامعات الصومالية، مشيرا إلى أن هذا الموقف هو نفسه موقف الرئيس الصومالي عبد الله يوسف.

وفيما يخص ما تردد عن رعاية الجامعة العربية لمفاوضات وشيكة بين الحكومة والمعارضة في اريتريا أوضح حسني أن الجامعة العربية على استعداد للقيام بهذا الدور لكنها لن تنفرد بإدارة مثل هذا الحوار الذي يجب أن تساعد فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول المعنية بالصومال ويجب أن يكون في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات سابقة.

يشار إلى أن وفدا من تنظيم المحاكم الإسلامية وصل القاهرة أول من أمس في إطار زيارة سيقوم بها الشيخ شريف شيخ أحمد الرجل الثاني في المحاكم وزعيم تحالف المعارضة إلى القاهرة تلبية لدعوة خاصة من السلطات المصرية. وتأخر وصول شريف لليوم الثاني على التوالي بسبب ظروف فنية وفقا لما قاله مساعدوه أمس لـ«الشرق الأوسط»، علما بأن وفدا من تحالف المعارضة يضم شريف حسن آدم رئيس البرلمان الصومالي السابق قد وصل إلى القاهرة في الإطار نفسه.

ويوجد شريف حاليا في العاصمة القطرية الدوحة في إطار جولة عربية محدودة لإبلاغ الدول العربية موقف تحالف المعارضة حيال استمرار الوجود العسكري الأجنبي في الصومال ورؤية التحالف لمساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتنظيم محادثات مباشرة بين الحكومة والمعارضة خارج الصومال.

من جهة أخرى أعلنت حركة الشباب المجاهدين المناوئة للسلطة الانتقالية والوجود العسكري في الصومال في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن عناصرها شنت مساء أول من أمس هجوما ضد قوات الجيش الصومالي في تقاطع (هول وداج) مما أسفر عن مقتل أربعة جنود منهم وإصابة عدد آخر.