الجميل: طفح الكيل من تصرفات «8 آذار» والمربعات الأمنية أكبر تحد لسلطة الدولة

أركان «14 آذار» يواصلون دعواتهم للمشاركة الكثيفة في ذكرى 14 شباط

لافتة للذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الحريري في موقع الاغتيال على الكورنيش البحري حيث يشيد ايضا نصب للذكرى (أ.ف.ب)
TT

واصل اركان قوى «14 آذار» في لبنان اطلاق الدعوات الى محازبيهم وانصارهم والمواطنين اللبنانيين للنزول بكثافة الخميس المقبل الى ساحة الشهداء، لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005.

وفي هذا الاطار، قال الرئيس الاعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق امين الجميل: «ان هذا اللقاء الوطني سيكون استفتاء من اجل لبنان». وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده امس: «لقد طفح الكيل عند الشعب اللبناني الذي يعاني من تصرفات 8 اذار والتهديدات المستمرة. وان يوم الخميس المقبل هو للتأكيد على تمسكنا بالدولة اللبنانية دون سواها».

ودعا «كل الكتائبيين وكل من احب (نجله) بيار الجميل و(النائب) انطوان غانم، وكل محبي شهداء الكتائب وثورة الارز والذين يرفضون العودة الى حقبة الارتهان والتبعية والهيمنة للقاء يوم الخميس المقبل لتجديد الولاء للبنان اولا».

وتساءل: «عندما تغيب السلطة السياسية بهذا الشكل وتفقد قرار السلم والحرب وتفقد واجباتها في حماية المواطنين من خلال تعطيل قدرة الجيش، عندئذ ماذا يبقى من الدولة والكيان؟ عندها تصبح الدولة ساقطة». واعتبر «ان المربعات الامنية هي اكبر تحد لسيادة الدولة وسلطتها، وعطفا على ذلك الوسط التجاري واحتلال الاملاك الخاصة والعامة فيه. كل هذه الامور تجعلنا نتساءل: ماذا بقي للدولة امام هذه التعديات؟».

هذا، ودعا «التكتل النيابي الطرابلسي» الى المشاركة الكثيفة في ذكرى 14 شباط. واصدر بيانا جاء فيه: «على بعد ثلاث سنوات من الجريمة الكبرى التي كانت زلزالا على لبنان، بدأنا ندرك حجم الخسارة التي أصابت الوطن. وبدأنا نعرف أسباب ذلك الاغتيال الذي أرادوا من ورائه اغتيال الوحدة الوطنية التي جاهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري للمحافظة عليها وصونها. وأرادوا من وراء اغتياله تفكيك واغتيال الدولة التي عمل الرئيس الشهيد لقيامها. وأرادوا من وراء اغتياله إسقاط الحلم ببناء لبنان الحضارة والنمو والتقدم الذي تفرغ الرئيس الشهيد لتحقيقه».

ووجه عضو كتلة «المستقبل» النيابية، النائب محمد الامين عيتاني، نداء قال فيه: «على رغم مرور ثلاث سنوات على إغتيال سيد شهداء لبنان، لا تزال الحقيقة مغيبة والجناة يعيثون في الارض فسادا. فمن إغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يهدف الى اغتيال لبنان وتعطيل مؤسساته واستباحة أمنه واستقراره. لكن المحكمة قادمة وستجلب القتلة الى قفص العدالة مهما تمادوا في قتل نواب الاكثرية والقيادات الامنية والسياسية والصحافية». ودعا «اهل بيروت» الى المشاركة بكثافة في احياء الذكرى.

كذلك دعا النائب مصطفى هاشم (المستقبل) اهالي عكار والشمال الى «المشاركة الكثيفة في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط (...) ليقولوا للمجرمين والسفاحين والقتلة، أن شعب رفيق الحريري لا يزال ينبض بالحياة ولا يزال يناضل من أجل الدفاع عن فكر الرئيس الشهيد وعن خطه الوطني والعروبي، ولا يزال يؤمن بقضيته ويطالب بالحقيقة». واعتبر «ان كل مواطن موجود في ساحة الحرية سيكون رصاصة معنوية في صدر من يفكر بإعادة الوصاية السورية إلى لبنان».

وأكد النائب مصباح الاحدب «ان اللبنانيين المؤمنين بخيار الدولة لن ترهبهم التهويلات ولن تغير من قناعاتهم التهديدات التي تطلقها نفوس تتربص الشر بلبنان». واعلن «ان اللبنانيين لن يقفوا مكتوفي الايدي متفرجين على مجموعة تحاول جر البلد الى محور تبعي. وسيبذلون الغالي والنفيس للحفاظ على الاستقلال وانجازات ثورة الارز».

ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب انطوان سعد «ان المعارضة المتمثلة بقوى 8 آذار وبدعم مطلق من المحور السوري ـ الإيراني ماضية في انقلابها على النظام والصيغة والكيان. فهي تتعمد وضع العراقيل ومحاولة فرض الشروط التعجيزية من أجل تعطيل أي إمكانية لتسوية إنقاذية تجنب البلاد الشر المستطير الذي هولوا به والفوضى التي يتوعدون بها اللبنانيين في كل يوم وفي كل مناسبة».

وقد ترافقت الدعوات الى المشاركة في ذكرى 14 شباط مع دعوات الى تمكين المبادرات من حل الازمة اللبنانية.

وفي هذا الاطار، ابدى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، لدى استقباله امس القائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان ميشال سيسون، خشيته من «تدويل الأزمة اللبنانية في حال لم يتوصل اللبنانيون إلى الحل عبر جامعة الدول العربية» داعيا الأطراف اللبنانيين إلى «التعامل مع المبادرة العربية بكل شفافية وعلى أساس أنها الحل الوحيد في مواجهة الفراغ الرئاسي، لأن إفشالها يعني الدفع بلبنان وإيقاعه في أحضان التدويل». وحذر من «خطورة الأحداث التي تجري في المناطق اللبنانية نتيجة استفزازات البعض» مطالبا «الجميع بالوعي والحكمة وعدم الانجرار إلى الصراعات المذهبية والطائفية».

على صعيد آخر، قال الوزير السابق وئام وهاب، في مؤتمر صحافي عقده امس ورد فيه على كلام النائب وليد جنبلاط اول من امس، انه يأسف لان «يتخذ البعض من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مناسبة للتهيئة لحرب جديدة في لبنان على يد بقايا الميليشيات السابقة وبعض الذين يرغبون في الانضمام الى هذه الميليشيات ويقومون بإنشاء ميليشيا جديدة». وأضاف: «سنمنع جنبلاط من شن الحرب الاهلية. ولدينا الامكانات الكبيرة لمنعه. وأقول لك لا أحد سيستعمل الصواريخ ضدك. ونحن قرارنا حماية لبنان ولن نسمح لك بتخريبه».

واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «امل» جميل حايك «ان لبنان تجتاحه عاصفة مملوءة بالشحن الاسود يريد من خلالها البعض توزيع الاسى على كل اللبنانيين». واستغرب «الخطاب المتشنج لبعض رموز الموالاة». وقال: «اننا امام خطابات خطرة تمس بثوابت وركائز السلم الاهلي في لبنان. وسنبقى على تمسكنا بخطابنا الهادئ في مواجهة العواصف التي استحدثها اخيرا قادة فريق الموالاة بلغة ووتيرة عالية جدا».