استنكار واسع للتوترات الأمنية في بيروت ومناطق لبنانية أخرى ودعوات لإعلان الطوارئ

قيادة الجيش تحذر: الفتنة تصيب الجميع ولا تستثني أحدا

TT

اثارت الحوادث الامنية التي شهدتها بعض احياء بيروت ومناطق لبنانية في الايام القليلة الماضية بالتزامن مع التشنج والتعبئة السياسية بين فرقاء الازمة اللبنانية، ردود فعل مستنكرة لهذه الحوادث التي نتجت عنها اصابات بشرية وأضرار مادية في عاليه وبيروت. واطلقت دعوات تناشد الجيش اللبناني «الضرب بيد من حديد» على كل مطلق للنار وإعلان حال الطوارئ حتى الانتهاء من احياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في وسط بيروت الخميس.

وكان مسلسل التوتر في بيروت بدأ مساء السبت الماضي في منطقة البسطا الفوقا بين مناصرين لـ«تيار المستقبل» وآخرين يؤيدون حركة «امل» و«حزب الله» على خلفية نزع صورة للرئيس الحريري ونجله النائب سعد مرفوعة قرب مخفر قوى الامن في المحلة. وقد تمكنت القوى الامنية، بمساندة عناصر الانضباط في «امل» و«حزب الله»، من اعادة الصورة الى حيث كانت.

وليل اول من امس، وفي وقت شهدت بعض احياء بيروت مسيرات سيارة واطلاق نار في الهواء تأييدا لدعوات التعبئة التي اطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وزعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري للمشاركة في ذكرى 14 شباط، حصل اطلاق نار في محيط مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة. وافادت شرطة المجلس ان سيارة مرت قرب المقر وحاولت تجاوز الحواجز الامنية وهي تطلق النار في اتجاه حرس المقر ولم يصب احد بأذى. وذكر ان الجيش طوق المنطقة، فيما دعا رئيس المجلس نبيه بري شرطة المجلس وحراس المقر الى الهدوء.

وفي مدينة عاليه جرح شخصان في اشكال بين حراس مقر الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يرأسه الوزير السابق طلال ارسلان، وموكب سيار لعناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط. وقد تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن الاشكال.

وتخفيفا لحال الاحتقان وقطعا للطريق على محاولات احداث توترات امنية، اصدر «تيار المستقبل» ليل الاحد ـ الاثنين بيانا دعا فيه انصاره الى «قطع الطريق على الاستفزازات المتكررة التي تتعرض لها المواكب السلمية التي تدعو المواطنين الى المشاركة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري». وطالبهم بالامتناع عن تسيير مثل هذه المواكب او المشاركة فيها.

وامس صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: «تزايد في الفترة الاخيرة اطلاق النار في العاصمة وبعض المناطق ابتهاجا في المناسبات السياسية وغيرها او بهدف التهديد والاستفزاز، ما ادى الى اصابة بعض المواطنين وتضرر ممتلكاتهم وتعريض امنهم واستقرارهم للخطر.

إن قيادة الجيش، وانطلاقا من ثوابتها الوطنية وحرصها الشديد على الامن والسلامة العامة، ترى في ذلك مخالفة واضحة للقانون وسلوكا خاطئا قد يسهم في زعزعة السلم الاهلي. وتذكر مجددا بأن الفتنة تصيب الجميع ولا تستثني أحدا. وواجب وأدها مسؤولية وطنية عامة. وتشير الى ان استعمال السلاح عادة سيئة لها عواقب وخيمة ولا تليق بالشعب اللبناني».

واضاف البيان: «إن هذه القيادة، إذ تدعو المواطنين الى ضبط النفس والتزام الانظمة والقوانين، تهيب بوسائل الاعلام التحلي بالصدقية وروح المسؤولية في مواكبة الاحداث اليومية وفي بث المناظرات السياسية والحفاظ على المعاني الحقيقية لحرية التعبير التي تحمل في طياتها الاعتراف بالآخر وعدم الانزلاق في طريق الفوضى، لان الحرية المتفلتة من اي ضوابط تشكل خطرا على نفسها وقيدا لحرية اعظم منها. كما تعيد القيادة التأكيد انه بالحوار والوفاق والتلاقي على القواسم المشتركة نستطيع جميعا الوصول بلبنان الى بر الامان».