مسؤولا معهدين كويتي وأميركي يحذران: التهديد الإيراني ليس نوويا فقط

في إطار جولة أوروبية للحديث عن علاقة إيران بالخليج

TT

يرى بعض المحللين العرب والاميركيين بأن التعامل مع ايران لا ينحصر بالملف النووي فحسب، وانما الدور الايراني الاقليمي الاوسع. وينتمي مدير «مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية» سامي الفرج ورئيس قسم الخليج في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى» سايمون هندرسون الى هؤلاء المحللين، فيشددان على اهمية النظر الى ايران في اطار اوسع من المطروح حالياً في ما يخص الملف النووي الايراني. وقال: «ايران دولة تريد تغييراً في الوضع الراهن في الخليج وتريد ان تصبح دولة عظمى في المنطقة»، مضيفاً: «الملف النووي جزء من ذلك». واضاف الفرج الذي يقوم بجولة اوروبية مع هندرسون للحديث عن علاقة ايران بالخليج ان «نظرتي المتكاملة للقضية تجعلني على اتصال باطراف متعددة معارضة لخطط ايران الكبرى». ورأى الفرج ان ايران «تتحدى الشرعية الدولية وتجد نفسها غير متوائمة مع الامن الوطني لدول اخرى في المنطقة». وايد هندرسون كلام الفرج في حديث مشترك مع الفرج لـ«الشرق الاوسط»، قائلاً: «التحدي الذي تشكله ايران ليس فقط نووياً، بل النظرة التسلطية لايران تجاه منطقة الخليج». وزار الفرج وهندرسون لندن أمس حيث التقيا بعدد من وسائل الاعلام والباحثين قبل التوجه الى بروكسل حيث مقر الاتحاد الاوروبي ومن بعدها الى فيينا حيث مقر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورداً على سؤال حول التطورات في العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي، مثل حضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لقمة المجلس الاخيرة في الدوحة، قال الفرج: «علينا العيش معهم وهذه ضمن جهود الدبلوماسية». وأضاف: «الايرانيون يحاولون كسب المزيد من الوقت ونحن نفعل ذلك ايضاً». واعتبر ان 3 عوامل دفعت ايران الى محاولة تحسين العلاقات مع دول الخليج وهي «إبرام دول الخليج عقود اسلحة جديدة وتوجهها الى الطاقة النووية وبناء الفرنسيين قاعدة عسكرية في الامارات».

وقال هندرسون الذي كان صحافياً في ايران اثناء الثورة الايرانية عام 1979 ان ضمن المشكلة في التعامل مع ايران هو «عمل ايران على دفع الحدود المقبولة»، معتبراً ان «الخطر هو من حدوث شيئ (عسكري) بالخطأ ومن دون تخطيط مسبق». واشار الى المواجهة الاخيرة بين الايرانيين والبحرية الاميركية في مضيق هرمز. ولفت الفرج الى انه لا يشجع حدوث مواجهة عسكرية مع ايران، قائلاً: «سنكون اول من يحترق في حال حدث ذلك»، قائلاً: «علينا الابتعاد عن هذا السناريو في أي طريقة اذا كان من خلال الضغط المالي أو العقوبات أو الدبلوماسية، ولكن اذا فشلت هذه الجهود من المؤكد ستكون هناك حادثة». واقر الفرج بوجود تساؤلات حول جدوى العقوبات التي يفرضها مجلس الامن على ايران، لكنه قال: «كلما تتفاقم الازمة تزداد اهمية جعل العقوبات فاعلة، حتى نرى ان آلية العقوبات تاريخياً لم تنجح». ولكنه رأى ان في الاخير الوضع بحاجة الى انسجام الجهود الدولية باستخدام آليات متعددة لمواجهة ايران، بما فيها تعاون الصين وروسيا والهند بالاضافة الى «قول الاوروبيين انهم الوحيدون الذين يستطيعون ان يتحاوروا مع الايرانيين من جهة ومع التهديد المحتمل من ضربة اسرائيلية ضد ايران من جهة اخرى». واضاف: «يمكن الابتعاد عن الحرب من خلال اظهار مساوئ مثل هذه الحرب». وشدد الفرج على اهمية الوضع العراقي في مستقبل التعامل مع ايران، قائلاً: «العراق الجوهرة في هذه اللعبة كلها». وأضاف: «اما يندمج العراق مع مستقبل باقي الدول العربية او يخسر العراق ذلك اذا كان معرضاً للنفوذ الايراني»، معتبراً ان «حدود العالم العربي تنتهي مع العراق».