إسرائيل تعلن نيتها بناء 1100 وحدة سكنية بالقدس الشرقية وتخطط لبناء 10 آلاف أخرى

الفلسطينيون غير متفائلين وقد يلجأون للقمة العربية في حال فشلت المفاوضات

TT

قالت وزارة الاسكان الاسرائيلية، امس، ان الاستعدادات جارية لبناء حوالي 1100 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية. واعلن وزير البناء والاسكان الاسرائيلي، زئيف بويم، انه سيتم قريبا طرح عطاءات جديدة لبناء 360 وحدة سكنية في حي هار حوما (جبل ابو غنيم) جنوب القدس، و750 وحدة في منطقة شمال القدس تعرف بحي بسغات زئيف.

وقال بويم لراديو اسرائيل «نحن نبني في كل مكان في القدس داخل حدود البلدية». واوضح، «ما من قيود على عمليات البناء في منطقة نفوذ بلدية العاصمة (القدس)» مشيرا الى ان التعليمات الصادرة عن رئيس الوزراء ايهود اولمرت بهذا الشأن «لا تخص القدس وانما يهودا والسامرة فقط (الضفة الغربية)». وكان وزير البناء والاسكان يرد بذلك على ما قاله مدير عام بلدية القدس يئير معيان، من أن اصدار العطاءات في حيي بسغات زئيف وهار حوما، يتأخر لأسباب لم تعرف بعد على خلفية المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال مساعد لبويم ان عطاءات الوحدات الاضافية في هار حوما (ابو غنيم) وعددها 370 وحدة لن تصدر قبل ان تظهر نتائج عطاءات سابقة لبناء 307 وحدات في المنطقة.

ويريد بويم ان يؤكد ان أوامر اولمرت، التي اعقبت مؤتمر «انابوليس» بوقف الاستيطان، لا تشمل القدس التي تتعامل معها اسرائيل على انها عاصمة أبدية موحدة. وكان أولمرت قد اعطى تعلمياته في اعقاب «انابوليس»، بعد عاصفة سياسية احتجاجا على عطاءات بناء 307 مستوطنات في القدس، بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، بما في ذلك ما يسمى «منطقة غلاف القدس»، لكن ذلك لم يشمل القدس نفسها، وقد طالب أولمرت بإطلاعه سلفا على المخططات داخل المدينة المقدسة. واخيرا تعهد أولمرت لرئيس حركة «شاس»، إيلي يشاي، بأنه لا يوجد أي تأخير أو شروط على مخططات البناء في منطقة نفوذ بلدية القدس. كما نفى مكتب رئيس الحكومة أن يكون قد تم تجميد أعمال البناء في القدس، وقال إنه بسبب الحساسية السياسية فإن أولمرت طلب إبلاغه بمخططات البناء هناك، حتى لا تحصل مفاجآت.

وبدوره أعلن رئيس بلدية القدس اوري لوبوليانسكي انه سيدفع الى الامام عملية بناء حوالي عشرة آلاف وحدة سكنية، للازواج الشابة في جميع احياء شرقي العاصمة. واعتبر انه لن يسمح بتحويل عاصمة اسرائيل نقطة استيطانية عشوائية غير قانوينة. وستكون عملية البناء حسب مدير عام بلدية القدس، على النحو التالي.. 500 وحدة في «راموت»، و500 في «رمات شلومو» و1000 في «بسغات زئيف» و700 في «نافيه يعكوف» و500 في «تلبيوت مزراح» و2000 في «هار حوما» و500 في «غيلو»، و4000 في «غفعات همطوس» مشيرا إلى أن المخطط الكبير لبناء 4 آلاف وحدة سكنية في «غفعات همطوس» تجري مناقشته في هذه الأيام في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء.

ويعتبر الإعلان عن بناء المزيد من الوحدات السكنية الاستيطانية في القدس الشرقية، التي يطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم، ضربة اخرى لجهود السلطة الفلسطينية التي تطالبها فصائل المعارضة بوقف المفاوضات «العبثية».

وكانت السلطة قد قالت انها لن تبدأ المفاوضات الجادة حول قضايا الوضع النهائي، قبل وقف الاستيطان. وبينما يبدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) أملا كبيرا في التوصل الى اتفاق سلام خلال عام 2008 ابدى مفاوضون فلسطينيون ومستشارون لابو مازن لـ «الشرق الاوسط» خيبة املهم من العقبات التي تضعها اسرائيل في طريق التوصل الى اتفاق سلام، قائلين انهم لا يرون اتفاق سلام هذا العام، وقد يلجأون الى دعوة العرب الى قمة عربية في حال فشلت المفاوضات.

وكان النائب الاول لرئيس الحكومة الاسرائيلية حاييم رامون قد قال اول من امس ان هدف محادثات السلام التي ترعاها واشنطن بين اولمرت وابو مازن هو التوصل هذا العام الى اتفاق مبادئ بشأن اقامة الدولة الفلسطينية، لا اتفاق شامل يحدد كل التفاصيل، وهو ما رفضته السلطة قائلة انها لن تقبل باقل من اتفاق يحدد كل التفاصيل.