بوتو كانت تعرف أسماء وأرقام هواتف من سيغتالونها

بعثت برسالة إلى مشرف أبلغته فيها أسماء رجال في المخابرات سيكونون مسؤولين عن قتلها

TT

كشفت رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بي نظير بوتو في كتاب انتهت من تأليفه قبل ايام معدودة من اغتيالها انها كانت تعرف اسماء وأرقام الهواتف الجوالة لمن تعتقد أنهم أرادوا اغتيالها، كما أعلنت انها كانت تعرف أيضا اسماء رجال في المخابرات الباكستانية سيكونون مسؤولين عن قتلها.

ونقلت وكالة رويترز أن بوتو كتبت في كتابها «المصالحة..الاسلام والديمقراطية والغرب» الذي طرح في الاسواق في انحاء العالم أمس، ان مسؤولين باكستانيين أبلغوها بوجود أربع فرق مفجرين انتحاريين أرسلهم كل من بيت الله محسود أحد زعماء طالبان وحمزة ابن اسامة بن لادن زعيم القاعدة وجماعتين متشددتين أخريين لقتلها.

وقالت بوتو التي اتهمت الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعدم بذل ما يكفي لحمايتها او التحقيق في هذه المخاطر: «في واقع الامر تلقيت من حكومة اسلامية اجنبية متعاطفة اسماء وأرقام الهواتف الجوالة لقتلة بعينهم». وذكرت بوتو التي كانت تبلغ 54 عاما من العمر عندما اغتيلت في ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي، انها بعثت رسالة الى مشرف قبل عودتها الى الوطن من منفى اختياري في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي كشفت فيها عن اسماء اناس في المخابرات الباكستانية قالت انهم سيكونون مسؤولين عن اغتيالها.

وكتبت في الصفحة 318 من كتابها الذي نشرته دار هاربر كولينز التابعة لمجموعة نيوز كورب: «قلت له انه اذا اغتالني متشددون فسيكون ذلك بسبب المتعاطفين مع المتشددين داخل نظامه والذين أشتبه في انهم يريدون ازالتي للتخلص من الخطر الذي أشكله على هيمنتهم على السلطة».

وأضافت بوتو وهي ام لثلاثة في كتابها: «حين عدت لم اكن اعرف هل سأعيش أم أموت. ودعت أولادي وزوجي وأمي والعاملين معي والاصدقاء والاسرة لاني لم أكن أعرف هل سأرى وجوههم مرة ثانية ام لا... كنت أريد ان اطمئنهم لكني قلت لهم ايضا تذكروا.. الله هو الذي يهب الحياة ويأخذها. سأبقى سالمة الى ان يحين أجلي».

وبعد المحاولة الاولى لاغتيالها ليلة وصولها من المنفى الى باكستان، كتبت بوتو: «يبدو ان التستر بدأ مع اللحظات الاولى للهجوم.. كان يعني بوضوح ان يبدو وكأنه هجوم انتحاري للقاعدة». واستطردت: «في باكستان الاشياء ليست كما تبدو في معظم الاحوال. هناك دوما دوائر داخل دوائر ونادرا ما تكون هناك خطوط مستقيمة. كان القصد من هذا ان يبدو من عمل القاعدة وطالبان وانا لا أشك في تورطهما. لكن الحنكة التي تتسم بها الخطة تشير الى مؤامرة أوسع. عناصر من داخل المخابرات الباكستانية هي في الواقع التي خلقت طالبان في الثمانينات وبعض العناصر تعاطفت عقائديا مع القاعدة. البعض جند او عمل لها».

وكتب زوجها علي اصف علي زرداري الذي تولى رئاسة الحزب بعد اغتيالها، هو وابنه بلاول وابنتاه، مقدمة الكتاب الذي جاء فيه: «هذا الكتاب هو عن كل ما لم يفهمه قاتلوها قط... الديمقراطية التسامح التعقل الامل وقبل كل شيء رسالة الاسلام الحقيقية. او ربما فهموا هذه الاشياء وخشوا منها ومن ثم خشوها. لقد كانت أسوأ كابوس للمتعصبين».