موسكو «متفاجئة» بالضجة التي أثارتها واشنطن حول طلعات مقاتلاتها الجوية

اقتراح روسي ـ صيني لحظر نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي

TT

أبدت روسيا اندهاشها أمس من رد فعل الولايات المتحدة التي أطلقت مقاتلات يوم السبت الماضي لاعتراض قاذفات روسية استراتيجية حلقت احداها فوق حاملة طائرات أميركية في المحيط الهادي، وقالت روسيا إن «كل الطلعات كانت فوق مياه محايدة ولم تنتهك حدودا دولية».

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية قد قال ان أربع مقاتلات اميركية من طراز «اف ايه ـ 18» انطلقت بعد رصد قاذفات روسية من نوع «توبوليف ـ 95 بير» وهي تتجه صوب حاملة الطائرات نيميتز والسفن المرافقة لها. وأضاف المسؤول: «انه اجراء معتاد للطائرات الاميركية أن ترافق الطائرات التي تطير في منطقة الجوار لسفن البحرية الاميركية».

ورد سلاح الجو الروسي أمس مؤكدا ان المهمة التي نفذتها القاذفات الاربع في التاسع من فبراير (شباط) كانت في اطار دوريات بعيدة في المحيط الهادي والمحيط الاطلسي والمحيط القطبي والبحر الاسود بدأت في أغسطس (اب) الماضي. وأضاف أن كل الطلعات كانت فوق مياه محايدة ولم تنتهك حدودا دولية وأن كل الاطراف المعنية أبلغت سلفا. ونقلت وكالة الاعلام الروسية «ار.اي.ايه» عن المتحدث باسم سلاح الجو الروسي ألكسندر دروبيشفسكي قوله: «فوجئنا بكل هذه الضجة التي أثيرت».

وقال المسؤول الاميركي ان المرة السابقة التي حلقت فيها قاذفة روسية فوق حاملة طائرات اميركية كانت في يوليو (تموز) 2004 عندما حلقت قاذفة من طراز «بير» فوق حاملة الطائرات «كيتي هوك» في بحر اليابان. وخلال العام المنصرم صعدت القاذفات الروسية من طلعاتها قرب مناطق أميركية وقطع بحرية أميركية مستعرضة قدرتها الضاربة الطويلة المدى. وفي أغسطس (اب) رصدت قاذفات روسية وهي تحلق باتجاه جوام وهي منطقة أميركية في المحيط الهادي.

من جهة أخرى، اقترحت روسيا أمس معاهدة لحظر نشر الاسلحة في الفضاء الخارجي محذرة من أن تطوير مثل تلك الاسلحة سيؤدي الى سباق جديد للتسلح وتكرار الحرب الباردة. وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف ان من شأن مشروع المعاهدة الذي تقدمت به روسيا والصين الى تجمع تابع للامم المتحدة، حظر نشر الاسلحة في الفضاء واستخدام أو التهديد باستخدام القوة ضد الاقمار الصناعية أو المركبات الفضائية الاخرى.

وقال لافروف في كلمة خلال مؤتمر نزع السلاح ومقره جنيف ويضم 65 عضوا: «سيؤدي نشر دولة واحدة للاسلحة في الفضاء في نهاية الامر الى سلسلة من ردود الفعل... وهذا بدوره يفضي الى تصعيد جديد في سباق التسلح سواء في الفضاء أو على الارض».

وزادت حدة التوترات بين روسيا والولايات المتحدة في السنوات الاخيرة بسبب ما تعتزمه واشنطن من احياء برنامج «حرب النجوم» المتعثر الذي يعود للثمانينات بجيل جديد من الدورع الصاروخية. وأدانت موسكو مرارا الخطط الاميركية لبناء جزء من البنية الاساسية للدروع الصاروخية في دول سوفياتية سابقة في أوروبا.

وقال لافروف ان سباق التسلح النووي أدى الى الحرب الباردة التي استمرت أكثر من 40 عاما، وأضاف: «هل الامر يستحق تكرار التاريخ؟». ويحظر استخدام الاسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء بموجب معاهدة دولية تعود لعام 1967 ولكن خطط واشنطن أثارت مخاوف بشأن الاسلحة غير النووية في الفضاء. ولم يتمكن مؤتمر نزع السلاح خلال السنوات العشر الماضية من التوصل الى التوافق اللازم في الاراء لبدء مفاوضات حول هذه المسألة. ورفض مسؤولون أميركيون في جنيف التعقيب على تصريحات لافروف.