السفارة التركية في دمشق لـ«الشرق الأوسط»: نقوم بدور «قناة اتصال» بين سورية وإسرائيل

تحريك محادثات السلام أحد أهداف زيارة باراك إلى أنقرة

TT

في الوقت الذي عاد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، من زيارة رسمية الى ألمانيا، مساء أمس، سافر الى تركيا وزير دفاعه، ايهود باراك.

وقد أكدت مصادر سياسية في تل أبيب ان الزيارتين ترميان الى الغرض نفسه. وهي، حسب مصادر غير رسمية، بحث مواضيع رئيسية مثل: التهديد الايراني النووي وإمكانيات التوصل الى صفقة تبادل أسرى مع «حماس» ومع حزب الله، اضافة الى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الأمني والعسكري بين البلدين. إلا أن وكالة أنباء رويترز ذكرت من أنقرة أن باراك يأمل من زيارته لتركيا، التي تحرص على استئناف محادثات السلام الاسرائيلية السورية المتعثرة منذ فترة طويلة، بتأثير «إيجابي» على دمشق. وفيما اعتبرت زيارة باراك الى تركيا، في اسرائيل، زيارة عمل تحدثت مصادر سياسية في تل أبيب وأنقرة عن احتمال التطرق الى امكانية استئناف المفاوضات السلمية بين سورية وإسرائيل. والمعروف ان باراك يرى ان السلام مع سورية واقعي أكثر من السلام مع الفلسطينيين، وأنه مُجدٍ لإسرائيل ولدول الغرب عموما لأنه يخرج سورية من دائرة التحالف مع ايران.

وهناك لوبي قوي في اسرائيل يدعو الى ذلك، مؤلف من عدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين السابقين في اسرائيل. ويعمل هذا اللوبي على ازالة الاعتراض الأميركي على استئناف المفاوضات.

وكان باراك قد قال للصحافيين وهو في طريقه الى أنقرة، وان كان امتنع عن التعقيب على أي مفاتحات سلام محددة، ان الاتراك «بسبب عمق علاقاتهم مع السوريين لديهم امكانيات مؤكدة لتحقيق نفوذ ايجابي». وقال مصدر سياسي اسرائيلي إن «باراك يرى ان المسار السوري واعد أكثر بكثير من المسار الفلسطيني». وأضاف المصدر «وفي هذا الشأن فانه يختلف مع (رئيس الوزراء ايهود) اولمرت». وكان اولمرت قد عبر عن اهتمامه بالتحدث الى سورية منذ حرب اسرائيل في عام 2006 في لبنان لكنه رفض شروطا مسبقة سورية مثل اعادة مرتفعات الجولان المحتلة. وفي دمشق قال مصدر دبلوماسي في السفارة التركية لـ«الشرق الاوسط» تعقيبا على زيارة باراك لتركيا، إن أنقرة تقوم بدور«قناة اتصال» بين سورية وإسرائيل مضيفا ان هذا الدور الذي تلعبه بشكل غير رسمي وغير معلن «متفق عليه منذ عدة سنوات»، الامر الذي أكده مصدر دبلوماسي تركي في أنقرة بإبلاغه وكالة رويترز ان انقرة «تقوم بدور تسهيلي وليس دور وساطة بين سورية وإسرائيل». وأضاف الدبلوماسي ان الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان «قد ينقلان رسالة من دمشق» الى باراك.

من جانبها أكدت مصادر سورية مطلعة لـ«الشرق الاوسط» في دمشق أن موقف سورية من السلام «لم يتغير» وان السلام بالنسبة لسورية «أولوية»، فقد أعلنت مرارا عن رغبتها في استئناف المفاوضات مع اسرائيل وفق مرجعية مدريد ومبدأ «الارض مقابل السلام». وأضافت المصادر ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي والسؤال المطروح هو مدى جدية اسرائيل في تحقيق السلام.