الصحوة في الطارمية.. علاقات حسنة مع الجيش الأميركي وانعدام الثقة بالحكومة

جنرال أميركي: «القاعدة» تخشى قوات الصحوة أكثر مما تخشانا

TT

الطارمية (شمال بغداد) ـ رويترز: منذ ستة اشهر كانت بلدة الطارمية العراقية القريبة من بغداد مخبأ لتنظيم «القاعدة» ونقطة انطلاق لشن هجمات على العاصمة، والان يمكن للمواطنين ان يسيروا في الشوارع، وازدهرت الاسواق ويقوم الجنود الاميركيون بدوريات حراسة في سلام نسبي، والسبب الرئيسي هو قيام العرب السنة بتشكيل وحدة امن يطلق عليها فريق الصحوة يماثل عشرات الفرق التي تم تشكيلها في انحاء العراق.

لكن بينما تبين الطارمية الى أي مدى يمكن ان تصبح فرق الصحوة التي تدعمها الولايات المتحدة فعالة فانها تسلط الضوء على التوترات في برنامج تشعر الحكومة بقلق من تبنيه ومشاعر احباط متزايدة بين بعض الحراس بشأن مستقبلهم في المدى البعيد.

واعاد المتشددون الذين هزموا في الانبار تنظيم انفسهم في البداية في اماكن مثل الطارمية التي تبعد 30 كيلومترا شمال بغداد، وفي سبتمبر (ايلول) الماضي قرر السكان المحليون انهم سئموا من هذا الوضع.

وقال عماد جاسم الذي انشأ والده ومول وحدة الامن المؤلفة من 500 فرد في البلدة «كانت توجد اعمال قتل ومذابح جماعية واشياء تثير الاشمئزاز. لم يكن بامكان أحد ان يسير بمفرده».

واضاف «قتل اثنان من اخوتي، ولم نعد نتحمل الموقف أكثر من ذلك ووجب علينا ان نقاتل».

وقال اللفتنانت كولونيل تومي بوكاردي القائد الاميركي المحلي إن الهجمات في الطارمية تقلصت من 18 هجوما في اليوم الى واحد أو اثنين في الاسبوع، وأشار الى المعلومات التي تنقلها فرق الصحوة الى القوات الاميركية «القاعدة تخشانا ... لكنها تخشى أكثر من فرق الصحوة لأنهم يعرفون من هم».

لكن بينما هذه الوحدات لها علاقات جيدة مع القوات الاميركية هناك انعدام ثقة بالغ مع الحكومة والتي مازالت تشعر بالقلق من دعم جماعات تضم في صفوفها الكثير من المسلحين الذين حملوا السلاح في اعقاب الغزو الاميركي في عام 2003 . ويخشى بعض السياسيين الشيعة الذين يشكون في ان العرب السنة يريدون استعادة الهيمنة التي كانوا يتمتعون بها خلال حكم صدام حسين من ان فرق الصحوة يمكن ان تحول سلاحها ضد قوات الامن في العراق وخاصة بعد ان تبدأ القوات الاميركية في الانسحاب.

وفي الطارمية زادت مشاعر انعدام الثقة عندما اعتقلت الشرطة والد جاسم وهو شيخ عشيرة محلية شكلت هذه الوحدة بشأن اتهامات بأنه متورط في اعمال العنف. وقال مسؤولون اميركيون انه مازال رهن الاحتجاز لدى وزارة الدفاع رغم تبرئة ساحته من أي اتهام.

ولم يهدئ هذا الامر الشكوك على الارض في الطارمية حيث يحرس المتطوعون نقاط التفتيش وهم يرتدون ملابس مدنية. وبينما يحمل هؤلاء المتطوعون بنادق من طراز ايه كيه ـ47 فان الشيء الوحيد الذي يميزهم عن المتشددين هو بطاقة هوية باللون الوردي يعلقونها حول رقابهم أو ملابس عاكسة حتى يمكن للقوات الاميركية ان تتعرف عليهم ليلا.