المفتي قباني يدعو إلى مشاركة واسعة.. وصفير لانتخاب العماد سليمان رئيسا «في أسرع وقت»

هدوء سياسي يرافق الاستعدادات لإحياء ذكرى استشهاد الحريري

مواطن لبناني يمر أمس قبالة ملصق ضخم في أحد شوارع بيروت يحمل صور جميع السياسيين والقياديين ورجال الأمن الذين اغتيلوا بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري عام 2005 (أ.ب)
TT

عشية موعد احياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، في ساحة الشهداء وسط بيروت غداً الخميس، عاد الهدوء النسبي يسود الساحة السياسية اللبنانية التي كانت في الايام القليلة السابقة مسرحاً لخطاب سياسي متشنج وتوترات امنية متنقلة.

ففي حين دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الى المشاركة الواسعة في ذكرى الرئيس الحريري والى «ان نعمل جميعاً حتى تأخذ المحكمة الدولية طريقها لكشف القتلة والمجرمين»، ذكّر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان بان «الرئيس الشهيد قدم تضحيات وخدمات للبنان. وعلينا ذكره بالخير». فيما شدد البطريرك الماروني نصر الله صفير على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت «على ان لا يكون رئيسا كيفما كان، بل (قائد الجيش) العماد ميشال سليمان، مشيرا الى ان الوضع لا يدعو الى الارتياح وان البلد يحتاج لانتخاب رئيس لجميع اللبنانيين لا يفضل فئة على اخرى. وقال المفتي قباني في كلمة وجهها امس الى اللبنانيين: «ان ابلغ تعبير عن الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري اليوم، هو المشاركة الواسعة التي ندعو اليها جميع اللبنانيين في إحياء ذكراه في ساحة الشهداء عند ضريحه في وسط بيروت التجاري يوم الخميس 14 شباط، يوم استشهاده رحمه الله تعالى رحمة واسعة». واضاف: «اليوم في الذكرى الثالثة لاستشهاده وفي خضم الاحزان والآلام التي تلف لبنان واللبنانيين بالتفجيرات والاغتيالات وتعطيل المؤسسات الدستورية في البلاد والاعتصام المتمادي في الشارع واتهام الحكومة زورا بعدم شرعيتها وفرض الشروط تلو الشروط على حلول الجامعة العربية، نتذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري بكل سجاياه ومزاياه وسياسته الحكيمة، مستعينين بالله عز وجل وكلنا ثقة وأمل بأنه لا بد لليل ان ينجلي وان يعود الى لبنان امنه وامانه وسلامه واستقراره وحياته الطبيعية العادية الذي يعرفه بها ابناؤه واخوانه العرب واصدقاؤه في العالم».

من جهة اخرى، اعتبر المفتي، في تصريح له امس، ان «من الجحود ان يتنكر البعض لكل المكرمات التي قدمتها المملكة العربية السعودية الى لبنان وشعبه واهله والتي لم تفرق بين لبناني وآخر، بل شملت بعطاءاتها كل لبنان وكل اللبنانيين، ووقفت في سياستها دوما على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية اللبنانية، وحضت الجميع وسعت الى تحقيق المصالحة الوطنية والوفاق الوطني، وعملت على تقريب وجهات النظر بين جميع الفرقاء لاخراج لبنان من ازمته وانقاذه من محنته». وقال: «لقد كانت المملكة العربية السعودية دائما ولا تزال هي الداعم الاكبر لجميع اشقائها العرب، وخاصة للبنانيين منهم، تحمل همومهم وتمد يد المساعدة الى دولهم وشعوبهم ومؤسساتهم، وليس آخرها وديعة مليار دولار الى لبنان لدعم اقتصاده ونهوض شعبه». واضاف: «ان ابسط الوفاء يقتضينا ان نعترف للمملكة العربية السعودية بفضلها، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمحبته العظيمة للبنان وأهله».

من جهته، اعلن البطريرك صفير امام وفد زاره في بكركي امس: «اننا مع العماد سليمان رئيساً للجمهورية، لاننا في حاجة الى رئيس لا يفضل فئة على اخرى». وقال: «الوضع لا يدعو الى الارتياح. وهذه اول مرة تنقضي مدة انتخاب رئيس الجمهورية ولا ينتخب... جرت العادة حتى اليوم ان ينتخب الرئيس قبل شهرين او اربعة او ستة اشهر. ولكن هذه المرة مضى شهران وليس لنا رئيس للجمهورية. وهذا نقص يجب تلافيه». وشدد على «ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اسرع وقت» وعلى ان «لا يكون رئيساً كيفما كان بل العماد ميشال سليمان».

واشار صفير الى ان حوالي مليون لبناني تركوا لبنان منذ العام 1970 وحتى اليوم، قائلاً انه «اذا ظل الهجر متواصلا فإننا نتساءل من هم الذين سيبقون في لبنان؟ ولذلك يجب ان نتدارك الامر، ونحن المسؤولون عن بلدنا قبل سوانا».

وقال الشيخ عبد الامير قبلان: «في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري الذي قدم تضحيات وخدمات كبيرة الى لبنان، علينا ان نذكره بالخير ونبتعد عن الاساءة له... وعلى جميع اللبنانيين، موالاة ومعارضة، ان يذكروا الرئيس الحريري بكل خير». ودعا السياسيين الى «العودة الى البرلمان لانتخاب رئيس ينقذ لبنان من المشاكل» مطالبا بان يتم الانتخاب قبل انعقاد القمة في دمشق «ليتمثل لبنان في القمة ويطرح قضاياه على طاولة القمة العربية».

هذا، وقام وفد من كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوضع اكليل من الزهر على ضريح الرئيس الحريري في وسط بيروت. من جهة اخرى، اشاد وزير المهجرين، نعمة طعمة، بـ«الدعم السعودي للبنان في كل المجالات من خلال المساهمة في الجهود الآيلة لحل المعضلة السياسية، الى التقديمات المالية»، لافتا الى «ان المكرمة (السعودية) الاخيرة عبر وديعة المليار دولار الثانية بعد حرب تموز، ما هي الا دليل واضح عن المحبة الخاصة التي تكنها المملكة للبنان، بحيث ان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والاسرة الحاكمة والشعب السعودي مآثر كثيرة ومساهمات على مر المحن التي شهدها بلدنا».

ورأى وزير السياحة جو سركيس «ان التصريحات الصادرة عن بعض الأفرقاء بالوكالة عن طرف اقليمي معروف، وفيها تطاول وتهجم على المملكة العربية السعودية، مسيئة لأصحابها». واعتبر «ان هذه الحملات المسعورة انما تأتي في سياق المؤتمرات الصحافية المبرمجة والمستوردة لزرع الفتنة والفوضى وضرب الاستقرار وزعزعة علاقات لبنان مع اخوانه العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية». وأكد: «ان اللبنانيين من جميع الفئات والأعمار على علم ويقين ومعرفة بالدور الايجابي والداعم للمملكة العربية السعودية، ملكا وحكومة وشعبا».