أديب إسرائيلي يدعو حكومة أولمرت إلى التفاوض مع حماس

بيريس ينضم إلى المطالبين بالرد على الصواريخ الفلسطينية

TT

دعا الأديب الاسرائيلي المعروف، عاموس عوز، حكومته الى استئزار الشجاعة والتجاوب مع دعوة حركة «حماس» والتفاوض حول اقتراح الهدنة طويلة الأمد. وقال عوز، وهو أحد المرشحين الأقوياء للفوز بجائزة نوبل للآداب، ان الاقتراحات العربيدية التي تسمع في اسرائيل هذه الأيام بإعادة احتلال قطاع غزة، تقض مضجعه. لأن من يقف وراءها يستخف بحياة الناس، اسرائيليين وفلسطينيين على السواء. وأضاف: «إن أي حل يظل أفضل وأرخص من احتلال غزة. ففي أحسن التقديرات سيؤدي احتلال القطاع الى مقتل ألوف الفلسطينيين ومئات الاسرائيليين. والاحتلال ذاته سيكلف اسرائيل ثمنا باهظا، حيث انه سيواجه بمقاومة تؤدي الى خسائر بالأرواح وخسائر بالمادة وسيفقد اسرائيل التأييد الدولي.

وكان عوز يتكلم في الإذاعة الاسرائيلية بمناسبة فوزه بجائزة «دان ديفيد» الاسرائيلية العالمية بقيمة مليون دولار، يتقاسمها مع مبدعين آخرين. وقد فاز بفضل كتاباته الانسانية حول الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني. فقال ان اسرائيل تحتاج الى قيادة شجاعة لا تتردد في اتخاذ القرارات الصعبة بالسلام مع الفلسطينيين. فإذا كانت معنية فعلا بالقضاء على أفكار «حماس» وممارساتها، عليها ان تعزز مفاهيم السلام في المنطقة وتساند القيادة الشرعية الفلسطينية، لكنها بإعلان الحرب على «حماس» أو حتى بالانجرار وراء أهداف «حماس» الحربية، انما تضعف القيادة الشرعية وتوحد الشعب الفلسطيني حول الحركة فتقويها بدلا من أن تضعفها.

ورفض عوز الفكرة القائلة إن المجتمع الاسرائيلي ينعطف باتجاه اليمين. وقال: بالعكس، المجتمع الاسرائيلي ينتقل الى المركز واليسار بأفكاره. فالغالبية الساحقة من القوى السياسية، بما فيها الليكود المعارض، توافق على مبدأ الدولتين للشعبين، وهو المبدأ الذي كان يطرحه اليسار الراديكالي وحده فقط قبل عشرين سنة. وجدير بالذكر ان حملة الاحتجاج على السياسة الاسرائيلية الرسمية في الرد على الصواريخ الفلسطينية تتفاقم في الأيام الأخيرة، ويطالب فيها المتظاهرون باجتياح شامل لغزة. ويبرز في هذا الاطار نشاط اليمين المتطرف الذي تشارك فيه مجموعات واسعة من أهالي مدينة «سديروت»، أكثر البلدات الاسرائيلية عرضة للصواريخ الفلسطينية. وانتقلت بلدية سديروت، أمس، للعمل من خيمة الاحتجاج القائمة أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس الغربية.

وتواصل تأييد الشخصيات السياسية المختلفة لهذا النشاط. وبرز فيه وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الذي طالب الحكومة باغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، اسماعيل هنية. ورد وزير الدفاع، ايهود باراك، أمس، على هذه الدعوة واصفا إياها بأنها غير مسؤولة. وقال: «أستغرب من أحد القادة السياسيين ذوي التاريخ العسكري الحافل، أن يطرح فكرة كهذه بشكل علني. فهو يعرف أن النقاش العلني في مثل هذه الأمور يخرب على خطط الجيش». وقال باراك ان قواته لن تقدم على تنفيذ عملية اجتياح واسعة لغزة في الوقت الحاضر، لأن عملية كهذه تحتاج الى دراسة استراتيجية معمقة والى ظروف سياسية ودولية واقليمية مناسبة، وهذا غير متوافر حاليا. وأضاف: نحن نقوم بعمليات واسعة يتم توسيعها يوميا ضد قوى الارهاب الفلسطيني. يجب عدم الاستهانة بها. وانضم الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، الى القوى التي تبرر العمليات العسكرية ضد غزة، فقال: «كلنا نريد السلام وكلنا نريد أن لا يصاب أي مواطن فلسطيني بريء بأي أذى. لكن عندما يصاب الأطفال الاسرائيليون، لا بد من رد. وقطع رجل الطفل اليهودي من سديروت يعني بالنسبة لنا قطع رجل جيل كامل من أطفالنا. ولن يمر ذلك من دون رد قاس».

من جهة ثانية، عقد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غابي اشكنازي، سلسلة لقاءات مع مرؤوسيه خلال اليومين الماضيين للبحث في العمليات المطروحة لضرب الخلايا الفلسطينية التي تطلق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية. وقدم رؤساء الدوائر المختلفة تقارير عن الأوضاع في غزة والخطط العسكرية لمجابهة الصواريخ. ومع ان هذه التقارير أحيطت بالكتمان، إلا ان مراقبين أشاروا الى انها ستتركز في الوقت الحاضر بالأساس على سلاح الجو (أي الغارات والاغتيالات)، وبعض العمليات الأرضية المحدودة الهادفة الى دراسة الوضع ميدانيا والتمهيد لعمليات اجتياح أكبر.