إسرائيل تشن لمرة ثانية حملة ضد محال صرافة في الضفة الغربية بزعم تمويلها «الإرهاب»

اعتقلت 5 صيارفة وصادرت 3 ملايين شيكل

TT

شن الجيش الاسرائيلي، فجر امس، حملة واسعة ضد ما سماه «مصادر تمويل البنى التحتية للارهاب» في الضفة الغربية. واقتحم الجيش عدة مدن فلسطينية، وداهم بيوتا ومكاتب ومحال صرافة في جنين ونابلس وطولكرم والخليل ورام الله. وتحت اسم «البدلة الشخصية» شنت اسرائيل العملية، واعتقلت 5 صيارفة واغلقت عددا من المحال، وصادرت مبالغ مالية تصل الى 3 ملايين شيكل (حوالي 850 الف دولار). وقالت مصادر اسرائيلية ان قوات الجيش وبالتعاون مع ما يعرف بالادارة المدنية، وجهاز الامن الداخلي (الشاباك)، تمكنت من مصادرة وسائل قتالية كانت بحوزة المعتقلين (4 مسدسات).

وحسب المصادر فان الجيش الاسرائيلي وضع يده على وثائق وصفها بالمهمة خلال تفتيش منازل 14 صرافا. إذ صادر اوراقا كثيرة واجهزة حواسيب. وبررت اسرائيل حملتها باتهام الصيارفة بتلقي اموال من الخارج ونقلها الى تنظيمات فلسطينية. وقالت ان الاموال تأتي من منظمات خارجية الى حساب صيارفة عرب ومن ثم الى حساب الصيارفة، بدون رقابة السلطة الفلسطينية، ومن ثم تنتقل الى نشطاء التنظيمات الفلسطينية، لشراء اسلحة وعتاد لتنفيذ عمليات. وتعتبر اسرائيل ان العام المنصرم شهد تضخما في حجم الاموال المنقولة بهذه الطريقة، قائلة إن هذه الاموال تشكل الوقود المحرك لنشطاء التنظيمات الفلسطينية. ولم يقف الجيش عند اعتقال بعض الصيارفة ومصادرة اموال واجهزة واوراق، بل أمر بإغلاق بعض المحال، وابلغ عوائل بعض المعتقلين بإغلاق محالهم حتى 6 شهور. وكان احد هؤلاء الصيارفة، من مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، معتقل اصلا لدى الاسرائيليين، منذ 11 شهرا، بنفس التهمة. وتركزت اوسع عمليات التفتيش في مدينتي نابلس شمال الضفة، والخليل جنوبا. وأفاد «مركز أحرار لدراسات الأسرى» أن قوات كبيرة من الجيش اقتحمت عدداً كبيراً من محال الصرافة في مدينة الخليل، فقد داهم ضباط «الشاباك» تدعمهم قوات عسكرية كبيرة عشر مؤسسات للصرافة في الخليل واغلقها، منها مؤسسة عابدين وزوز وعزرابيل وفروع مؤسسة النتشة. وارغم ضباط «الشاباك» أصحاب المحال على فتحها وصادرت جميع ما فيها من حواسيب وأموال وأوراق. واعتقلت محمد عابدين أحد العاملين بالصرافة. من ناحيته قال هشام عابدين، صاحب شركة عابدين الدولية للصرافة، إن قوة إسرائيلية داهمت منزله منتصف الليلة قبل الماضية وفتشته بشكل دقيق وصادرت جميع ما فيه من أموال تعود لعائلته وجهازي حاسوب محمول. واضاف أنه اقتيد الى محاله وأجبر على فتحها، حيث صودر كل ما فيها من اموال واجهزة حاسوب وملفات. وفي مدينة نابلس داهمت القوات الاسرائيلية منزل عثمان خضر أبو السعود، صاحب احد محال الصرافة في المدينة، وداهمت محله، كما داهمت محال أبو صالحة للصرافة وصادرت محتوياتها. وفي بلدة حوارة (جنوب المدينة) اعتقل «الشاباك» طايل الحواري صاحب محل صرافة في السوق التجاري بنابلس، وشقيقه خالد الحواري صاحب محل صرافة في رام الله التي اقتحم الجيش فيها عددا من منازل كبار الصيارفة في المدينة، على رأسهم ابراهيم نصار ومحمد السعدي وصادرت اموالا كبيرة فيها. وداهم «الشاباك» العديد من محال الصرافة في المدينة وصادرت اموالا كبيرة منها.

يذكر أن جهاز «الشاباك» قام قبل عامين بحملة مداهمات مماثلة طالت العديد من البنوك ومحال الصرافة في ارجاء الضفة الغربية، حيث اقتحم البنك العربي في رام الله، في حين قصفت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي عددا من محال الصرافة في مدينة غزة بزعم قيامها بنقل اموال لحركة حماس.

ويغلق الجيش الاسرائيلي كذلك عدة جمعيات خيرية في الضفة الغربية متهما اياها بدعم حماس. وتحاول اسرائيل، كما السلطة الفلسطينية، تجفيف مصادر حماس المالية.