وزير الخارجية التشادي ينفي تصريحات رئيس الوزراء حول إبعاد اللاجئين السودانيين

أحمد علامي لـ«الشرق الأوسط»: تصريحات كوماكوي تعبر عن موقفه الشخصي

TT

تضاربت التصريحات داخل الحكومة التشادية حول الموقف من اللاجئين السودانيين، وبعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء نور الدين كوماكوي، ان بلاده ستطرد مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين من اقليم دارفور إذا لم يبادر المجتمع الدولي بترحيلهم الى دولة اخرى، اعتبر وزير الخارجية التشادي احمد علامي في تصريح خص به «الشرق الاوسط» ان ما قاله كوماكوي «لا يعبر عن موقف الحكومة وانما موقفه الشخصي».

وهذه هي المرة الثانية التي تتضارب فيها التصريحات داخل الحكومة التشادية، وكان كوماكوي قد صرح، الاسبوع الماضي، ان ليبيا تدعم وتسلح «المتمردين» التشاديين، لكن الرئيس ادريس ديبي عاد بعد ساعات ليؤكد ان علاقة طرابلس مع انجامينا «ممتازة»، واشاد بالدور الليبي. وتحدثت انباء الايام الماضية عن وجود انقسام حكومي، لكن مصادر رسمية نفت واعتبرتها «إشاعات مغرضة مصدرها الخرطوم.

وقال الوزير علامي لـ«الشرق الاوسط» من باريس ان حكومة بلاده لم تتخذ موقفاً تجاه لاجئي دارفور بطردهم من معسكراتهم في تشاد. واضاف ان تصريحات كوماكوي تعبر عن رأيه الشخصي وليس الحكومة. وتابع «هو كان في حالة من الغضب، لذلك خرج بذلك التصريح»، مشيراً الى أن الحكومة استقبلت اللاجئين منذ اندلاع الازمة في دارفور وحتى اليوم. ولم ينف أو يؤكد احتمال إجراء تعديلات وزراية بعد انفراج الازمة في بلاده بعد الهجوم الكبير الذي شنه المتمردون أخيراً على انجامينا. واكتفى بالقول «انا خارج بلادي في باريس وسأعود يوم غد لمتابعة الاوضاع من انجامينا مع بقية طاقم الحكومة».

ورداً على تصريحات له بامكانية اجتياح بلاده السودان وما اعتبرته الخرطوم بمثابة اعلان حرب عليها، قال «نحن لسنا في حاجة للحرب مع السودان لكننا سنضطر للدفاع عن انفسنا من الاعتداءات المتكررة من الخرطوم على بلادنا». وأضاف «الهجوم الأخير على انجامينا تم من السودان، وان الشعب التشادي دافع عن نفسه».

من جهة ثانية، انتظمت في عدد من المدن العالمية مظاهرات للتضامن مع اهالي دارفور نظمها «ائتلاف أنقذوا دارفور» العالمي. وشارك المئات في مسيرة بلندن يتضمنهم اعضاء في مجلس العموم البريطاني وعدد من الفنانين والصحافيين، وسلموا مذكرة للحكومة البريطانية والسفارة الصينية في لندن تناهض تنظيم الاولمبياد الذي سيقام في بكين هذا العام، احتجاجا على الموقف الصيني من دارفور.

وقال الامين العام لرابطة ابناء دارفور في المملكة المتحدة نور الدائم احمد لـ«الشرق الاوسط» ان المظاهرات عمت أمس عددا من المدن؛ من بينها نيويورك وباريس وبرلين. كما نظمت احتجاجات في السنغال ونيجيريا وفرنسا وايطاليا واستراليا ودول اخرى امس من قبل مسؤولين في «ائتلاف انقذوا دارفور». واضاف أحمد ان «الغرض من المظاهرة مطالبة دول العالم بمقاطعة الاولمبياد التي ستقام هذه العام في بكين حتى توقف الصين دعمها للحكومة السودانية التي تحرق القرى وتقتل المدنيين وتشردهم بالسلاح الصيني»، مشيراً الى مشاركة السياسيين ومجموعات الضغط من منظمات دولية وفنانين الى جانب السودانيين. وتابع «انها مظاهرة نوعية لوقف الإبادة في دارفور وحث المجتمع الدولي للقيام بدوره».

من جهة ثانية، أرسلت مجموعة من الفائزين بجائزة نوبل للسلام رسالة الى الرئيس الصيني هو جين تاو أمس تحث بكين التي تستضيف اولمبياد 2008 على مساندة الافكار الأولمبية بحث حليفها السودان على وقف الفظائع في دارفور. وقالت الرسالة «الصين بصفتها الشريك الاقتصادي والعسكري والسياسي الاساسي لحكومة السودان، وبصفتها أحد الاعضاء الدائمين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لديها فرصة وعليها مسؤولية للإسهام في سلام عادل بدارفور».

وجاء في الرسالة التي نشرت في يوم ينظم فيه «ائتلاف أنقذوا دارفور» سلسلة احتجاجات مناهضة لحكومة الخرطوم «الاستمرار في التقاعس عن النهوض بهذه المسؤولية يدعم.. في رأينا.. حكومة تواصل القيام بفظائع ضد شعبها».

ووقع على الرسالة الفائزون بجائزة نوبل للسلام الأسقف كارلوس بيلو وشيرين عبادي وادولفو بيريس اسكويفل وروجوبرتا منشو وكبير الاساقفة ديزموند توتو وايلي فيسيل وبيتي وليامز وجودي وليامز. وبين الموقعين الاخرين ساسة غربيون ورياضيون اولمبيون سابقون وفنانون بينهم الممثلة ميا فارو.

وقالت صحيفة «الشعب» الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الشهر الماضي، ان الصين لن تذعن مطلقاً للضغوط السياسية من الجماعات أو الحكومات الراغبة في استخدام اولمبياد بكين لتغيير السياسة الصينية. واضافت الصحيفة في مقال رأي، شديد اللهجة، ان اولئك الذين يعتقدون انهم يمكنهم ان يمارسوا الضغط على الحكومة الصينية «اخطأوا في حساباتهم».