سلفا كير أطلع مبارك وموسى على البنود غير المنفذة في اتفاق السلام بالسودان

النائب الأول للرئيس السوداني قال إن «الوحدة خيارنا الأول.. ونعمل على أن تكون جاذبة لا كاذبة»

الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائه سلفا كير النائب الاول للرئيس السوداني أمس في القصر الرئاسي بالقاهرة (رويترز)
TT

أجرى سلفا كير النائب الأول للرئيس السوداني مباحثات مكثفة ومنفصلة أمس في القاهرة مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وأطلعهما خلالها على مجريات تنفيذ اتفاق السلام الشامل بالسودان والبنود التي لم يتم تنفيذها في هذا الاتفاق حتى الآن، كما ناقش كير مع مبارك وموسى مشاريع التنمية في جنوب السودان، خاصة المناطق التي تضررت من الحرب الأهلية، فيما اعتبر السفير السوداني لدى القاهرة، عبد المنعم مبروك، زيارة سلفا كير لمصر بانها «بالغة الأهمية»، مشيرا إلى أنها خرجت بنتائج مهمة وكبيرة ستنعكس إيجابا على مسار العلاقات المصرية السودانية من جهة، وعلى دور مصري كبير في العمل على مواصلة جهدها بقوة للتسوية السياسية في دارفور وتقديم أشكال الدعم الإنساني والتنموي للإقليم.

وفي تصريحاته للصحافيين، عقب لقائه ومبارك، أشار سلفا كير إلى أن «بروتوكول منطقة ابيي (الغنية بالنفط) لم يتم تنفيذه حتى الآن، وكذلك لم يتم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب في السودان»، إضافة إلى «مسألة إجراء تعداد للسكان ثم إجراء الانتخابات العامة ومن ثم عقد الاستفتاء العام في نهاية الفترة الانتقالية».

وقال أنه تناول مع الرئيس مبارك «المشكلات الجارية في المنطقة، وبخاصة في إقليم دارفور»، مشيرا إلى أنه طلب من الرئيس مبارك «العمل مع حكومة السودان لإيجاد الحل السلمي في دارفور بدلا من الحل العسكري»، مؤكدا كذلك أن «تدخل الرئيس مبارك في الأزمة الجارية بين السودان وتشاد إنما يساعد في تطبيع العلاقات بين الخرطوم وانجامينا»، كما استعرض معه المشكلات الحالية في القارة الأفريقية خاصة في أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا وكينيا والصومال والنزاع الإثيوبي ـ الإريتري. وقال سلفا كير معلقاً «إذا لم يتم التوصل إلى حل لهذه المشاكل فإن المنطقة ككل لن تنعم بالاستقرار».

وأضاف سلفا كير أن «اللقاء تناول كذلك مشاريع التنمية في جنوب السودان خاصة المناطق التي تضررت من الحرب» مشيرا إلى أن هناك بعض المشروعات التي بدأت الحكومة في تنفيذها بدعم مصري، خاصة في مجالات التعليم والصحة والطاقة ومشروعات أخرى.

وأضاف أن «اللقاء تناول إمكانية دخول الاستثمارات المصرية ورجال الأعمال المصريين إلى جنوب السودان في ظل تحسين الأوضاع الأمنية هناك»، مشيراً إلى أن «الرئيس مبارك وعد بتشجيع رجال الأعمال المصريين على الاستثمار في جنوب السودان».

وردا على سؤال حول خشية البعض من أن يؤدي الاستفتاء المزمع إجراؤه في عام 2011 إلى فصل الشمال عن الجنوب في السودان قال سلفا كير «لقد ناقشنا هذا الأمر خلال لقائنا مع الرئيس مبارك، وأكدنا أن خيار الوحدة هو خيارنا الأول الذي يحقق وحدة السودان، ونحن نعمل من أجل أن يكون خيار الوحدة خياراً جاذباً وليس كاذباً».

وقال «من أجل هذه الغاية يجب الإسراع بعملية التنمية في جنوب السودان حتى يشجع أبناء الجنوب خلال الاستفتاء على اختيار الوحدة وليس خيار الانفصال».

وأكد أن «الدور الأكبر لتعزيز حياة الوحدة إنما يقع في الأساس على حكومة الوحدة الوطنية بالخرطوم».

ودعا سلفا كير الدول العربية المؤيدة لوحدة السودان أن تقوم بضخ استثماراتها في جنوب السودان أسوة بالاستثمارات العربية في شمال السودان وهو ما يساعد في إقناع أبناء الجنوب على اختيار الوحدة .

وحول تكاليف مشروعات التنمية المطلوبة في جنوب السودان قال سلفا كير «إن هذه المشروعات تتطلب أموالاً طائلة دون تحديد مبالغ محددة وعلى كل دولة أن تساهم في هذه العملية حسب قدرتها».

وعما يتردد عن مشاكل تتعرض لها قوات حفظ السلام في إقليم دارفور قال سلفا كير «إن أي عملية حفظ سلام في العالم إنما تواجه دائما بعض المشاكل وأن هناك بعض المشاكل في هذا الخصوص لقوات حفظ السلام في دارفور، ولكنها ليست بأكثر من نظيرتها في أية عملية حفظ سلام في أي مكان آخر في العالم خاصة أن هناك ميليشيات وجماعات متناحرة في دارفور ويصعب أحيانا تحديد المسؤول عن إثارة هذه المشاكل».

وردا على سؤال حول جهود حكومة السودان لجمع الفصائل الدارفورية المتصارعة للحوار في جنوب السودان قال سلفا كير «إننا في حكومة جنوب السودان استأذنا الرئيس السوداني في الاستفادة من علاقاتنا مع المجموعات المتحاربة في دارفور بحكم وجودنا في المعارضة من قبل من أجل تجميع هذه المجموعات في الجنوب والعمل على توحيدهم والتحدث معهم لتشجيعهم على الوصول للتسوية المطلوبة»، مؤكدا أنه «لا غرابة في ذلك باعتبار أن الجنوب هو جزء من السودان وأن سلفا كير نفسه يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، فضلا عن كونه رئيساً لحكومة الجنوب».

وأوضح أن هذه الجهود نجحت في تجميع مجموعات المعارضة ودمجها في ثلاث مجموعات بعد أن كانت 27 مجموعة تتبنى 27 أجندة مختلفة، مؤكداً أن من شأن هذه الخطوة أن تسهل عملية التفاوض حول التسوية المنشودة.

وأكد أن هذه الاجتماعات التي جرت في جوبا بجنوب السودان كانت بعلم من رئيس الجمهورية السوداني. ومن جانبه وصف السفير السوداني لدى القاهرة عبد المنعم مبروك زيارة سلفا كير بأنها «بالغة الأهمية»، مشيرا إلى أنها خرجت بنتائج مهمة وكبيرة ستنعكس إيجابا على مسار العلاقات المصرية السودانية من جهة، وعلى دور مصري كبير في العمل على مواصلة جهدها بقوة للتسوية السياسية في دارفور وتقديم أشكال الدعم الإنساني والتنموي للإقليم.

وقال مبروك لـ«الشرق الأوسط»: «من إيجابيات هذه الزيارة أنها أتاحت الفرصة لاستعراض وجهات النظر مع القيادة المصرية بشأن اتفاق السلام (نيفاشا)، وما يتعلق بالبنود التي لم يتم تنفيذها ويجري العمل على انجازها، وأيضا الاتفاق على تنفيذ مزيد من المشروعات في جنوب السودان.

وأكد مبروك أن المباحثات أظهرت تطابقا في وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بوحدة السودان ومتابعة مصر لتنفيذ اتفاق السلام الشامل، وكذلك من النتائج المهمة الاتفاق على تشجيع الاستثمارات المصرية والعربية في الجنوب خاصة فيما يتعلق بالطرق والبنيات الأساسية.