عريقات ينفي ما قاله أولمرت عن موافقة السلطة على تأجيل بحث قضية القدس

قال إن واشنطن لا تفاوض باسم الفلسطينيين

TT

نفى المفاوض الفلسطيني، صائب عريقات، موافقة السلطة الفلسطينية على تأجيل بحث قضية القدس الى نهاية المفاوضات. وقال «أنا لا أفهم كيف يمكن ان نؤجل بحث قضية القدس إلى النهاية، والمفاوضات لم تبدأ بعد، وقضايا الوضع النهائي لم يبدأ نقاشها». وكان عريقات يرد على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي قال من برلين أثناء زيارة لألمانيا اول من امس، ان اسرائيل اتفقت مع الجانب الفلسطيني، على تأجيل بحث قضية القدس الى المرحلة النهائية من مفاوضات الوضع الدائم.

وتعتبر هذه المرة الثانية، التي يؤكد فيها اولمرت على ضرورة تأجيل بحث قضية القدس، التي يراها الاكثر حساسية، والأخطر على استمرار ائتلافه الحكومي، إذ يهدده حزب شاس المتطرف بالانسحاب على غرار حزب «اسرائيل بيتنا» لليهود الروس اذا ما بدأت المفاوضات حول المدينة المقدسة، بينما تصر السلطة الفلسطينية على بدء بحث كل القضايا مرة واحدة. وتنظر اسرائيل الى القدس على انها عاصمتها «الابدية الموحدة»، بل تخطط لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة على اراضيها الشرقية، التي يطالب بها الفلسطينيون عاصمة لهم. وقال اولمرت ان هناك تفاهما مع الولايات المتحدة على إبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى والبناء في القدس الشرقية. ورد عريقات بقوله «ان الولايات المتحدة لا تستطيع التفاوض باسمنا، وإذا أرادت إسرائيل مبادلة أراضٍ مع الولايات المتحدة فلتتحدث مع الولايات المتحدة، ولكن لا الولايات المتحدة ولا غيرها تستطيع ان تفاوض باسم الشعب الفلسطيني».

وبسبب مستوطنات القدس، تتعثر جهود فريقي التفاوض باحراز اي تقدم، رغم مواصلة اللقاءات التفاوضية، ويركز الفريق الفلسطيني على ضرورة وقف الاستيطان، قبل الغوص في تفاصيل اخرى. ولم ينجز الوفد الفلسطيني بعد، تشكيل لجان التفاوض المتخصصة في بحث قضايا الوضع النهائي.

وقال أحمد قريع (أبو علاء) رئيس الوفد المفاوض، إن الخطط الجديدة للتوسع الاستيطاني في القدس ومحيطها ودعمها بحوالي ألف وحدة سكنية، وما أعلن حول نية بلدية القدس، ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية اخرى «ما هي إلا استمرار لنهج الاحتلال الاستيطاني العدواني الذي مارسته وتمارسه حكومات إسرائيل المتعاقبة تجاه تهويد القدس وسلب الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس». ووصف قريع استيطان القدس بمثابة اعلان حرب على عملية السلام، قائلا في بيان له امس، «في الوقت الذي ينظر فيه الجميع بأمل إلى عمل جدي ومفاوضات ذات مصداقية للوصول إلى اتفاق سلام دائم وشامل، يأتي هذا الاعلان الخطير عن القيادات الاسرائيلية، بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وأيضاً اعلان حرب على عملية السلام».

وطالب أبو علاء اللجنة الرباعية والولايات المتحدة والرئيس الأميركي خاصة لتحمل مسؤولياتهم لوقف هذا العدوان على الأرض الفلسطينية وعلى القدس العربية والطلب إلى الحكومة الإسرائيلية بأن تنصرف إلى عملية مفاوضات جادة تعيد الحقوق وتحفظ الأمن والسلام والاستقرار. وكان ابو علاء قد اعلن قبل يومين ان المفاوضات الجادة مع الاسرائيليين لم تبدأ بسبب العدوان والاستيطان، مشيرا الى قرب وصول وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس الى المنطقة، في محاولة لدفع عملية السلام الى الأمام. وتزور تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية ورئيسة الطاقم الاسرائيلي المفاوض، واشنطن لإطلاع رايس على نتائج المحادثات. وقال مصدر حكومي اسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، ان ليفني ستطلع رايس على وضع المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، «إن الدبلوماسية الأميركية ستطلب إيضاحات بشأن مشروع الاستيطان الجديد في القدس من وزارة الخارجية الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت». واعتبر ماكورماك أن من شأن الإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة ان ينعكس سلباً على مفاوضات السلام ويقوض أسس المبادرة القائمة على قيام دولتين. وأضاف «الجانبان يدركان أن من مصلحتهما التوصل لاتفاق ونحن من جانبنا، سنقوم بكل ما يمكننا لمساعدتهم وسوف نبذل ما يمكن من جهد من اجل حشد الدعم والتأييد الدوليين لهما ولا نشكك لحظة أن الجانبين يتساويان في الالتزام من اجل العمل على التوصل إلى اتفاق». ولا تبدو السلطة راضية عن الاداء الاميركي. وكان عريقات قد قال لـ«الشرق الاوسط» انه يجب على الأميركيين ان يأخذوا دورهم في متابعة عملية السلام. كما طالب قريع نفسه، بدور اقل انحيازا لإسرائيل، من أجل انجاح عملية السلام.