صحف الدنمارك تعيد نشر الرسوم وإبعاد 2 من الموقوفين بشبهة التخطيط للقتل

مسلمو البلاد يرفضون مخطط الاعتداء على الرسام

TT

نشرت 11 صحيفة دنماركية، بينها الصحف الثلاث الكبرى، أمس، رسما كاريكاتوريا مسيئاً للإسلام، احتجاجاً على كشف خطة مفترضة لقتل صاحب هذا الرسم أول من أمس من قبل تونسيين اثنين ودنماركي من أصل مغربي. وبعد إحباط الخطة المفترضة وتوقيف الثلاثة، طردت السلطات التونسيين فيما أبقت على الدنماركي المغربي الأصل.

وكان لافتا أن ضمن الصحف التي أعادت نشر الرسم، صحيفة «برلينغسكي تيدندي» المحافظة التي كانت أول من نشر هذا الكاريكاتور المثير للجدل والذي يظهر فيه نبي الإسلام يضع عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل، وذلك لتعبر كسواها من الصحف الأخرى عن رفضها للرقابة الذاتية بعد تهديدات بالموت وجهت إلى رسام صحافي. وكتبت الصحيفة في مقالها الافتتاحي «ان حرية التعبير تمنح الحق في التفكير والتحدث ورسم ما نريد، والمخططات الارهابية لن تغير شيئا في ذلك».

وقد اعتقلت الشرطة الدنماركية أول من أمس دنماركيا من أصل مغربي وتونسيين اثنين كانوا يعتزمون اغتيال كورت وسترغارد صاحب هذا الرسم الذي كان واحداً من الرسوم الكاريكاتورية الاثني عشر التي نشرت في 30 سبتمبر (ايلول) 2005 في صحيفة «جيلاندز ـ بوستن» الدنماركية. وكان نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام مطلع عام 2006 قد أثار عاصفة احتجاجات في العالم الإسلامي.

وأجمعت الصحف الدنماركية على إدانة مخطط الاعتداء على وسترغارد الذي اعتبر بمثابة اعتداء على الديمقراطية. حتى أن صحيفة بوليتكين (يسار ـ وسط) التي كانت الأكثر انتقادا لرسوم يلاندز بوستن التي وصفتها بـ«الاستفزازية»، انضمت إلى هذه الإدانات. وقال كاتب المقال الافتتاحي: «إن مخطط الاعتداء هذا يثير الصدمة والقلق ويدل على وجود مسلمين متعصبين لا يحترمون لا حرية التعبير ولا القانون». وأضاف: «بمعزل عن أن يلاندز ـ بوستن استخدمت في حينه حرية التعبير بطريقة منافية للصواب تنطوي على عواقب ضارة، ينبغي أن تحظى الصحيفة بتضامن غير مشروط عندما تكون مهددة بالإرهاب».

لكن بوليتكن على غرار أحزاب عدة من اليسار الوسط ومحامين ومنظمة العفو الدولية انتقدت بشدة قرار طرد مواطنين تونسيين بدون محاكمة، كما أعلنت السلطات الدنماركية أول من أمس. وعنونت الصحيفة صفحتها الأولى «العجز هو لغة الارهاب وليس لغة دولة القانون». وكتبت: «من المخزي طرد اثنين من الموقوفين لا يحملان الجنسية الدنماركية بدون معرفة تهمتيهما وبدون أن تتاح لهما إمكانية الدفاع عن نفسيهما أمام محكمة».

وعبر المسلمون في الدنمارك عن رفضهم لمخطط الاعتداء على وسترغارد لكنهم يعترضون أيضا على رسمه. ويعتقد الإمام وليد عبد الله ، وهو بروتستانتي اعتنق الاسلام، انها «ليست فكرة جيدة معاودة نشر الرسم وكان يمكن للصحف ان تدعم الرسام بطريقة اخرى بدون اللجوء الى الاستفزاز». واعتبر انه «من المستحسن بدء حوار حول حرية التعبير لكن بدون السعي الى المواجهة منذ البداية»، غير انه لم يستبعد «ردود فعل سلبية في الخارج».

ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية أنها «تتابع عن كثب تطور الوضع في العالم»، لكنها لم تشر إلى تغيير في النصائح الموجهة الى المسافرين الى دول إسلامية.