اغتيال مغنية غاب في الإعلام السوري.. طويلاً

مدون سوري لـ«الشرق الاوسط»: السوريون علموا بالأمر من المدونات والفضائيات الأخرى

الأخبار السورية الرسمية ركزت على لقاءات ونشاطات الرئيس الأسد وموقع وكالة الأنباء السورية كما بدا عصر أمس
TT

قد تفاجأ اذا ما تصفحت موقع وكالة الأنباء السورية (الرسمية)، أو إذا ما شاهدت نشرة الأخبار على الفضائية السورية (الرسمية) بالأمس... لأنه فيما كان الخبر الأساسي على غالبية وسائل الإعلام العربية، وعدد كبير من نظيراتها الأجنبية هو خبر اغتيال القيادي البارز في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية، غاب الخبر بشكل لافت عن الاعلام السوري، رغم ان الاغتيال وقع في دمشق. ولم تصدر اية اشارة اليه حتى نشرت وكالة الانباء السورية على موقعها الالكتروني خبراً من اربعة سطور في الساعة الثامنة مساء امس.

ففيما كان الحدث الشغل الشاغل لغالبية الفضائيات العربية، لا سيما الإخبارية منها أو التابعة للبلدان أو الجهات المعنية مثل الفضائيات اللبنانية وقناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، فإن الفضائية السورية انشغلت ببث أفلام الكارتون في الثالثة عصرا بتوقيت غرينتش، ولم يكن هناك شريط أخبار عاجلة وما شابه، وحين صار وقت الفترة الإخبارية في الثالثة والنصف، جاءت عناوين الأخبار في النشرتين الإنجليزية والفرنسية كالتالي: «الأسد يلتقي أنطونيو غوترز المفوض السامي لشؤون اللاجئين فى الامم المتحدة»، و«الرئيس السوداني يتسلم دعوة الرئيس الأسد للمشاركة فى القمة العربية»، والثالث كان «فوز ساحق لأوباما في الولايات المتحدة الأميركية». ولم يأت على ذكر الاغتيال إطلاقا في كل من النشرتين. وفي موجز «السادسة والنصف» بتوقيت دمشق (الرابعة والنصف بتوقيت غرينتش) أعيد بث نفس العناوين الواردة أعلاه، دون الاشارة الى تطورات اغتيال مغنية وردود الفعل الناتجة عنه. أما بخصوص موقع وكالة الأنباء السورية (سانا)، فلا بد لمن تصفحه بالأمس أن يسأل نفسه: أين هو خبر عماد مغنية بحق السماء؟ ففي قسم آخر الأخبار كانت عناوين الأخبار هي نفسها الوارد اعلاه والتي تلتها نشرات اخبار التلفزيون الرسمي، فيما في قسم «أخبار محلية» كان الخبر الأول هو: «تعاون بين كشافة سورية والكشافة العربية والعالمية»، أما قسم «عربي دولي» فكان الخبر الأول فيه هو «طالبان تنفي تورطها باختفاء السفير السوري في كابول». اللافت كذلك هو أنك حين تبحث عن كلمتي «عماد مغنية» على موقع وكالة الأنباء السورية فإن النتيجة ستكون «لا توجد مقالات موافقة لجملة البحث». أما إذا بحثت عن نفس الكلمتين على محرك «غوغل»، فستجد نحو 200 نتيجة لمقالات ذات صلة، لم يكن أي منها صادرا عن موقع سوري، غالبيتها مواقع اخبارية عربية ودولية، اضافة الى مواقع وكالات الانباء العربية.

الاستثناء الوحيد سورياً، كان المواقع الالكترونية الشبه مستقلة، مثل «سريانيوز» و«داموس بوست» التي نقلت الخبر وخصصت له مساحة مناسبة، ويعلق أحد المدونين السوريين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» بالقول إن المصدر المحلي للمعلومات حول الاغتيال كان المدونات والفضائيات والمواقع العربية، حيث لم ينقل الاعلام الرسمي سوى عبر شريط الاخبار صباح أمس بنص مقتضب للغاية جاء فيه «الداخلية السورية: انفجار يؤدي الى مقتل شخص في دمشق». ويضيف المدون: «هذا ليس جديدا، فعالم التدوين متطور للغاية عن عالم الاعلام الرسمي بوكالاته وصحفه وتلفزيوناته».