صديق عماد مغنية لـ«الشرق الأوسط»: كنت أتوقع اغتياله منذ تركته في دمشق

أبو وفاء لم يستبعد أن تكون هناك جهات « باعت » ثعلب حزب الله

TT

لعبت الخلايا الثورية الايرانية المسلحة التي تدربت على أيدي منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة حركة فتح، دورا مهما في الثورة الايرانية في عام 1979. وكان أبو وفاء، واسمه الكامل محمد خاتمي، من الشبان الثوريين المتحمسين للثورة، ورغم صغر سنه، استطاع اجتذاب العشرات من الشبان الشيعة، ومنهم محمد صالح الحسيني وعماد فايز مغنية وأنيس نقاش. وشاء القدر ان يعود أبو وفاء الى طهران عشية اندلاع الثورة ويساهم مع محسن رفيق دوسته وعباس زماني (أبو شريف)، أول قائد للحرس، في انشاء الحرس الثوري.

وبعد بضعة أشهر من انتصار الثورة، استضاف أبو وفاء وزملاؤه في الحرس عددا من الشباب الشيعة اللبنانيين ممن شكلوا فيما بعد نواة الوحدات الثورية داخل حركة «أمل» علما أن الوحدات المذكورة تحولت فيما بعد الى تنظيم داخل «أمل» باسم «الأمل الاسلامي» تحت قيادة حسين الموسوي، وبعد فترة تمردت الوحدات على قيادة أمل، وأنشأت حركة حزب الله بمباركة سفير ايران، في دمشق وقتذاك علي أكبر محتشمي.

وبعد سنة ونصف السنة من قيام الجمهورية الاسلامية في ايران وبينما كان أبو وفاء في زيارة سرية لفرنسا التقى بأنيس نقاش وعدد من الشبان الثوريين وهم على وشك تنفيذ خطة اغتيال آخر رئيس وزراء في عهد الشاه وهو الدكتور شاهبور بختيار. وفشلت الخطة، حيث قتل نقاش شرطيا فرنسيا وامرأة عجوزا في البناية التي كان يسكنها بختيار، واعتقلته الشرطة. وبعد محاكمة سريعة، وضع أنيس نقاش واثنان من رفاقه في السجن، فيما عاد أبو وفاء الى طهران، حيث شهد انقلابا ضد رئيسه عباس زماني أبو شريف وكبار مساعديه من قبل محسن رضائي الذي حل محل أبو شريف والحاج مرتضى رضائي الذي عين قائدا لاستخبارات الحرس. وأدرك أبو وفاء وقتها أن ايامه معدودة فغادر طهران نحو دمشق ومن ثم بيروت معتمداً على شبكة اصدقائه وعلى رأسهم عماد فايز مغنية ( الملقب بالثعلب) من دون ان يعرف بان عماد قد بايع محسن رضائي ومحسن رفيق دوست والحاج مرتضى رضائي. وفيما كان ابو وفاء يتردد على بيوت ومكاتب رفاقه القدامى في الضاحية نصب له عماد مغنية كمينا، حيث اعتقل لعدة أشهر الى ان جاء مبعوث من طهران ليصطحب ابو وفاء الى ايران.

وبعد نشر خبر اغتيال عماد مغنية، اجرت «الشرق الأوسط» حوارا سريعا مع محمد خاتمي «ابو وفاء» حول شخصية عماد مغنية والجهات التي يحتمل ان تكون وراء مقتله. وقال ابو وفاء إن آخر مرة قابل فيها عماد «كانت في بداية عام 1990 في السيدة زينب بدمشق وكان يرتدي معطفه الاخضر. قلت له الله يسامحك على ما فعلته بي، انني اترك امري معك الى الله. كما قلت، كان باستطاعتي ان انتقم منك غير انني تركت الأمر لله».

وأضاف أبو وفاء: «لقد كنت اترقب ان اسمع خبر قتل عماد منذ ان تركته في دمشق. وطيلة السنوات الاخيرة كنت على علم ببعض زياراته لطهران والعراق وسورية عبر بعض مصادري الخاصة».

وردا على سؤال حول ضلوع عماد مغنية في سلسلة من العمليات ضد الاميركيين وبعض الدول الخليجية يقول ابو وفاء: «لدي اكثر من دليل وتأكيدات حول مشاركة عماد مغنية بنفسه في محاولة اغتيال امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد، وخطف الطائرة الكويتية الجابرية وطائرة TWA الاميركية ببيروت ومقر الجنود الفرنسيين في بعلبك».

ويشير أبو وفاء الى أن محسن رفيق دوست وزير الحرس ورئيس مؤسسة المستضعفين السابق واحمد موسوي سفير ايران الحالي في دمشق من اقرب اصدقاء عماد مغنية. ويضيف أن عمليات خطف الاجانب ببيروت خلال الثمانينات في القرن الماضي تمت تحت اشراف عماد مغنية، كما كان لعماد دور مباشر في تفجيرات ابراج الخبر بالسعودية وخطف الجنديين الاسرائيليين قبل عامين. وحول الجهة التي تقف وراء اغتيال عماد مغنية، يقول ابو وفاء: «إن الاستخبارات السورية كانت قلقة جداً من احتمال وقوع عماد مغنية في قبضة الأميركيين أو الاسرائيليين، والرجل كان يعرف أسرار معظم الاغتيالات في لبنان لاسيما اغتيال الرئيس رفيق الحريري». ولا يستبعد أبو وفاء أن تكون هناك أطراف «باعت» عماد الى استخبارات دولة غربية أو الى اسرائيل؟ ويذكر أبو وفاء أن اغتيال مغنية لم يتم بالصدفة بل كان مدروساً ومحدداً.