مذكرات كابتن «تي دبليو إيه» تكشف تجربته مع مغنية خلال خطف الطائرة الـ «بوينغ»

قال إن الإيمان ساعده وإن الغفران من عند الله

TT

قبل عشر سنوات، توفي كابتن جون تستريك، بعد عشر سنوات من قيادته لطائرة «تي دبليو إيه» التي خطط لخطفها ونفذ الخطف أشخاص، كان منهم عماد مغنية، بينما كانت في طريقها من أثينا الى روما.

بعد الحادث بسنة كتب تستريك مذكراته، في كتاب «ترايامف أوفر تِرور» (انتصار على الإرهاب)، واعتمد مخرج فيلم «دلتا فورس» على أجزاء من الكتاب.

كانت الرحلة رقم 847 لطائرة «بوينغ 727» في طريقها من أثينا الى روما. وبعد عشرين دقيقة من إقلاعها، وفوق المياه اليونانية، دخل الخاطفون كابينة الطائرة، وسيطروا عليها. وأعلن تستريك عبر الميكرفون اللاسلكي جملة اشتهرت، وسمعت في كل العالم: «لم أعد أسيطر على الطائرة. أكرر: لم أعد أسيطر على الطائرة». خلال تلك الفترة، أمروه بأن يطير بالطائرة ثلاث مرات بين بيروت والجزائر.

وفي محاضرة ألقاها في رتشموند (ولاية ميسوري)، حيث تربى، وأقيم له احتفال كبير بعد عودته من الخطف، قال: «لولا صلواتي، لما عرفت كيف كنت سأصبر على ما حدث». وأشار الى مقتل جندي من قوات المارينز كان في الطائرة، والى تعذيبه، وتعذيب بقية طاقم الطائرة، وأغلبية المسافرين. وقال: «كنت أمام اختبار صعب، ساعدتني صلواتي على اجتيازه: هل أتحدى الإرهابيين، وأعرض حياة المسافرين للخطر، أم أطيع الأوامر بما لا يهدد المسافرين؟». وأجاب عن السؤال بنفسه: «وضعت خطا احمر، ليس على الرمال، ولكن في عقلي، وهو أنني لن أطيعهم إذا طلبوا مني ما يهدد المسافرين. وفعلا، رفضت مرات كثيرة، طلبات تعدت الخط الاحمر».

وقبل وفاته بثلاث سنوات، تحدث الى جريدة محلية في ولايته، ولاية ميسورى، عن الصورة الشهيرة: «فتحت نافذة كابينة الطائرة لأتحدث الى صحافيين ومصورين، ولكن، أسرع إرهابي، وهو يحمل مسدسا، ويضع يده على زناده، وأوقفني في الحال، ولوح بالمسدس أمام الصحافيين والمصورين». وقال عن تلك اللحظة: «كنت أصلي».

وبعد سنة على نهاية المأساة، قدم تستريك استشارات الى شركة «كانون» السينمائية في هوليوود، عندما وضعت سيناريو فيلم «دلتا فورس» عن الحادث. لعب دور البطولة في الفيلم الممثلان: تشاك نوريس، ولي مارفين، اللذان مثلا دور ضابطين في فرقة «دلتا فورس» العسكرية الأميركية، وكلفا إنقاذ المسافرين في طائرة خطفها إرهابيون. ولأن تستريك كان متدينا، قال إن الإنجيل كان الى جواره خلال الحادثة. ولأنه، بعد ان تقاعد، قضى سنوات يبشر للمسيحية، سئل مرات كثيرة إذا كان سيغفر للذين خطفوا الطائرة. ورد أكثر من مرة: «ما لله لله، وما لقيصر لقيصر. كل من يخالف القانون يجب أن يعاقب. والعفو، وغير العفو، من عند الله».

وكان يتحدث عن حسن عز الدين، ومحمد على حمادي، وعلى عطوة، وعماد مغنية الذين اشتركوا في التخطيط والخطف.

وكانت الحكومة الأميركية قد أدانت هؤلاء بتهمة الاشتراك في قتل روبرت ستيثم، جندي المارينز الذي كان في الطائرة.

ورغم أن الإدانات صدرت بعد هجوم 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وبعد وفاة تستريك، اعتمد المحققون الأميركيون على شهادات كثيرة أدلى بها تستريك قبل وفاته، إذ قال إن حسن عز الدين هو الذي أمر حمادي بقتل جندي المارينز الأميركي. وقال، حسب أوراق الاتهام: «كان المدعو حسن يتحدث في ميكرفون اللاسلكي في لغة عربية، وبصوت هائج. لم أشاهد القتل، لكنه جاء نحوي هائجا، وطلب مني أن أبلغ المطار أن واحدا من المسافرين قتل».

وسمع كل العالم، من خلال الميكرفون اللاسلكي تيستريك يعلن: «الآن قتلوا مسافرا. أكرر: الآن قتلوا مسافرا».