رومني يعلن دعمه لماكين.. ومدير حملة بيل كلينتون السابق ينضم إلى فريق أوباما

المرشح الديمقراطي يقدم برنامجا اقتصاديا طموحا لخلق 7 ملايين وظيفة

TT

تلقى أمس المرشح الجمهوري جون ماكين دعما لافتا من منافسه المنسحب ميت رومني، في وقت تلقى فيه أيضا المرشح الديمقراطي باراك اوباما دعماً قوياً من أحد مساعدي الرئيس السابق بيل كيلنتون.

وفي خطوة لافتة وتشكل نكسة جديدة لهيلاري كلينتون، أعلن دافيد ويلهايلم، الذي عمل مديراً لحملة كلينتون الانتخابية في العام 1992 ثم اصبح رئيساً للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، عن مساندته اوباما. وقال إن اوباما قادر ان يحكم البلاد بتحالف واسع ونسبة تاييد تفوق الـ 65 بالمائة. ويرجح ان يساهم دعم ويلهايلم، وهو من الناخبين الكبار، في جذب آخرين منهم لصالح اوباما. وطبقاً لآخر احصائيات نشرت اول من امس، فقد بلغ عدد المندوبين العاديين لصالح اوباما 1275 مندوباً في مقابل 1220 مندوباً لكلينتون.

الى ذلك، اختار باراك اوباما جانسفيل في ولاية ويسكنسن التي ستجرى فيها انتخابات تمهيدية يوم الثلاثاء المقبل وتعرف ركوداً اقتصاديا، ليعلن عن برنامج اقتصادي تبلغ تكلفته 210 مليارات دولار يمتد عشر سنوات ويؤدي الى خلق وظائف في مجال الإنشاءات والصناعة البيئية. ويخصص البرنامج 150 مليار دولار من أجل خلق خمسة ملايين وظيفة لأصحاب «الياقات البيضاء» الذين سيعملون على تطوير بدائل للطاقة.

كما يخصص ستة مليارات دولار طبقاً لهذا البرنامج لتشييد الطرق السريعة والجسور والمطارات وسيؤدي ذلك الى خلق مليوني وظيفة لامتصاص اليد العاملة في العقار التي تضررت من الأزمة العقارية وأدت الى هجرة المستثمرين في قطاع تشييد البنايات والمنازل. واعلن اوباما ان المبلغ سيتم توفيره بانهاء حرب العراق وفرض ضرائب على الشركات الكبرى واصحاب المداخيل الكبيرة وفرض ضرائب على تلوث البيئة.

ويهدف اوباما من الدخول في تفاصيل برنامجه الاقتصادي الى جذب اصوات الناخبين الذين يحظى موضوع الاقتصاد لديهم بالأولوية، ومن بين هؤلاء ناخبو ولاية ويسكنسن التي ستنتخب 19 مندوباً لمؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث يرتبط معظم سكانها بصناعة السيارات التي تعرف كساداً غير مسبوق في اميركا.

وعقبت نييرا تاندن مساعدة هيلاري كلينتون على برنامج اوباما بانه يطرح اقتراحات سبق ان تحدثت عنها هيلاري قبل أشهر، وقالت تاندن: «الناخبون سيتساءلون بعد هذه الاقتراحات ما إذا كان اوباما قادراً على تقديم أفكار يبتكرها بنفسه، لذلك نتساءل كيف سيحل المشاكل التي ستطرأ عندما يصبح رئيساً».

وعلى صعيد الحملة الانتخابية كثفت هيلاري حملتها في ولاية تكساس التي ستجري فيها انتخابات تمهيدية يوم الثلاثاء المقبل، وذكرت انها ليست جديدة على الولاية إذ سبق لها ان شاركت في حملة مماثلة قبل 36 سنة عندما كانت ضمن مجموعة من الشباب الذين يطرقون الابواب في حملة لاستقطاب أعضاء جدد للحزب الديمقراطي، وجرى ذلك في جنوب الولاية التي يهيمن عليها الجمهوريون ويتحدر منها الرئيس الحالي جورج بوش. ونزلت هيلاري في شوارع مدينة «سان انطونيو» حيث صافحت الناس في الشوارع والتقطت صوراً مع كثيرين. وتأمل كلينتون أن تحصد في تكساس اصوات جميع اللاتينيين (هاسبانك) الذين لا يتعاطفون مع اوباما بسبب حساسيات عرقية. وفي هذا الصدد نسب الى ماريا هيرتا وهي ناخبة من سان انطونويو قولها: «كان زوجها (بيل كلينتون) رئيساً عظيماً، لهذا السبب سندعمها لانها مع الناس الفقراء».

وفي جانب الجمهوريين، قال قياديون في الكونغرس من الحزب، إن الامر حسم لصالح جون ماكين على الرغم من ان الجناح المحافظ في الحزب لم يبد بعد تأييداً واضحاً، ونسب الى هذه المصادر قولها إن ماكين قد يختار نائبه من الجناح المحافظ . وكان جون ماكين قال بعد انسحاب المرشح الجمهوري ميت رومني الذي كان يمثل المحافظين، إنه قام بحملة نظيفة وانه سيجتمع به مطولاً للبحث في المستقبل، لكنه يستبعد ان يقبل رومني ان يترشح على البطاقة نفسها مع ماكين، لكن ربما يكون له دور في اختيار نائب الرئيس. وفي سياق متصل، قال النائب الجمهوري تود تياهرت (كنساس) إن خسارة جون ماكين للانتخابات في كنساس ولويزيانا لصالح مايك هاكبي كان بمثابة رسالة قوية من المحافظين، مفادها انهم لن يقبلوا بتجاهلهم. واوضح تياهرت ان هناك عدة طرق يمكن لماكين ان يتبعها ليعبد طريقه باتجاه المحافظين، ومن ذلك مسألة اختيار نائب الرئيس. وقال تياهرت بوضوح: «هناك شخصيات جيدة يمكن ترشيحها لمنصب نائب الرئيس وبامكانها تجسير الهوة بين ماكين والمحافظين، ومن بين هؤلاء حاكم ولاية مينسوتا تيم بولنتي او حاكم ولاية مسيسبي هالي باربور».

والتقى ماكين اول امس اعضاء من الحزب الجمهوري في مجلس النواب الذين يرون ان بعض افكاره المتساهلة ربما تساعد الديمقراطيين. وقال ماكين إن الاجتماع تميز بنقاش مفيد. وبعد هذا الاجتماع وقف بعض قادة الحزب المحافظين في تجمع انتخابي مشددين على ضرورة وحدة الحزب لمواجهة أحد المرشحين الديمقراطيين. وصرح السيناتور جون بوهنير (ولاية اوهايو) وهو من قادة الحزب اليمينيين «لدي بعض الخلافات مع جون ماكين على امتداد سنوات، لكن بمتابعتي لهذا السباق الانتخابي وجدت انه يدافع عن مبادئ اؤمن بها شخصياً».