صربيا: سنفرض حصارا على كوسوفو ونقطع علاقاتنا بالدول التي ستعترف باستقلالها

مجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة قبل أيام من إعلان الإقليم الصربي استقلاله

TT

قبل ايام من حلول يوم الاحد الذي حددته كوسوفو لاعلان استقلالها، صعدت صربيا من تهديداتها لجهة اعلان استقلال اقليمها عنها، في وقت عقد مجلس الامن اجتماعا مغلقا بعد ظهر أمس لمناقشة استقلال الاقليم الصربي.

وأعلن رئيس وزرائها فويسلاف كوشتونيتسا أمس أن البرلمان سيعقد جلسته بعد اعلان استقلال كوسوفو ليؤكد رفضه لذلك الاجراء «غير القانوني». وأكد أن «استراتيجية بلغراد تتمثل في قطع العلاقات مع الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو وفرض حظرعلى تزويد الاقليم بالطاقة وبالمواد الأساسية الأخرى». وجدد كوشتونيتسا في حوار مع صحيفة «غلاس يافنوست» الصربية، رفضه توقيع معاهدة الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي والتي وصفها بأنها توقيع على استقلال كوسوفو، وقال: «لا يمكن أن تستدرج صربيا للتوقيع على معاهدة تمهد لجعل جزء من حدودها قاعدة عسكرية للمارينز».

وحول الاندماج في الاتحاد الاوروبي أشار كوشتونيتسا إلى أن «صربيا لا تقع في آسيا ولا في أميركا اللاتينية وإنما في قلب أوروبا، وهي جزء من أوروبا، وهذا ما لا يمكن تغييره»، مشيرا الى إنه مستعد لدفع ثمن سياساته. وكان الرئيس الصربي بوريس طاديتش قد دعا قبل اعلانه القسم أمام البرلمان الصربي أمس، إلى التفريق بين توقيع معاهدة الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي وبين قضية استقلال كوسوفو، مبينا وجود اختلاف في وجهات النظر حول المسألة الاولى وإجماع حول رفض الاستقلال بالوسائل السياسية. واتهم من يخلط بين الأمرين بأنه «يسعى لاعادة صربيا إلى عهد سلوبودان ميلوسوفيتش».

وكانت استطلاعات الرأي قد كشفت عن وجود أكثر من 70 في المائة من سكان صربيا يرغبون في انضمام بلادهم للاتحاد الاوروبي. ومن المنتظر أن تتم دعوة صربيا يوم الاثنين المقبل لتوقيع معاهدة الاستقرار والتقارب، وفق ما أشار إليه مفوض شؤون توسيع الاتحاد الاوروبي أولي رين. وقد أعربت كريستينا غالياك الناطقة باسم المنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن الأمل في انجاز هذه الخطوة المهمة في تاريخ الاتحاد . من جهة أخرى، عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا بطلب من صربيا وروسيا لمناقشة خطة استقلال اقليم كوسوفو. وقال سفير بنما في الامم المتحدة ريكاردو البرتو ارياس الذي يرأس المجلس في فبراير (شباط) في تصريح للصحافيين في نهاية جلسة مشاورات، ان المجلس وافق على عقد اجتماع مغلق بعد تسلمه رسالتين من صربيا وروسيا. واضاف ان وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش «قد دعي بناء على طلبه الى المشاركة في هذا الاجتماع». وفي بريشتينا، قال رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي ان قضية كوسوف «لم تعد بين ايدي مجلس الامن»، مؤكدا في الوقت نفسه ان «مؤسسات كوسوفو ستواصل التعاون الوثيق مع الاسرة الدولية». واضاف ان «الحديث عن وضع الاقليم انتهى وهدفنا هو ان يصبح كوسوفو عضوا في الامم المتحدة في مستقبل قريب».

وقال دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية طلب عدم كشف هويته ان «ما سيجرى في نيويورك لن يكون اساسيا، والسؤال الذي يطرح نفسه هو من سيعترف بكوسوفو في حال اعلان استقلاله».

واضاف ان «هذا السؤال لا يطرح في الامم المتحدة بل يوجه الى كل دولة على حدة». واقر الدبلوماسي بانه لا يتوقع «تغييرات كبيرة في مواقف احد» خلال اجتماع مجلس الامن.