إيران تنشغل باغتيال مغنية ولا أسماء محددة لخلافته.. ومتقي يلتقي الأسد في دمشق

مستشار خامنئي لـ «الشرق الأوسط» نحبه فهو نموذج في إيران.. وسيكون هناك أكثر من مغنية في حزب الله

متقي والأسد خلال مباحثاتهما في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

انشغلت الأوساط السياسية الإيرانية باغتيال عماد مغنية المنسق الأمني لعمليات حزب الله، والعقل الاستراتيجي للحزب خلال حرب الصيف بين اسرائيل وحزب الله. ففيما وجه كبار المسؤولين الإيرانيين تعازيهم الى حزب الله ولبنان، وعلى رأسهم المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خرجت الصحف الإيرانية أمس، وهي تحمل خبر الاغتيال على صدر صفحاتها الاولى، وكلها يثمن «شهادة مغنية»، ويتهم اسرائيل بالتورط في الاغتيال. يأتي ذلك فيما فرضت واشنطن عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين بتهمة الفساد الداخلي والاضرار بالاستقرار في المنطقة. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن السلوك السوري، خصوصا في لبنان، اضرها كثيرا خلال الفترة الماضية، وأدى الى تراجع علاقاتها مع واشنطن، موضحا ان تصرفات دمشق أضعفت الحمائم أمام الصقور في واشنطن. وفي كلمة مباشرة على التلفزيون الإيراني، خرج خامنئي، وقدم تعازيه للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اثر اغتيال «الشهيد» مغنية. وقال خامنئي في كلمته موجها كلامه الى نصر الله «أخي العزيز، اهنئك وأقدم لك وكذلك لعائلته ولشباب حزب الله، وكل اللبنانيين، التعازي في هذا الشهيد الكبير». وأضاف أن «المجرمين الصهاينة المتعطشين للدم، يجب ان يعرفوا ان الدم الطاهر للشهداء، مثل مغنية، سيؤدي الى انبعاث مئات الرجال على صورته، وسيضاعف مقاومة الفساد والفظاعات». واعتبر خامنئي ان «شهادة المجاهدين مثل مغنية قدر سعيد، ويجب ان يجعل الشعب اللبناني فخورا، بأنه أعطى العالم مثل هذا الرجل العظيم في النضال من أجل الحرية وضد القساوة». كما وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعازيه لنصر الله. واعتبر أحمدي نجاد اغتيال مغنية يثبت ان اسرائيل لم تعد تملك اسباب الوجود. وقال الرئيس الايراني بحسب ما اوردت وكالة الانباء الطلابية الايرانية أمس «ان محتلي القدس فقدوا كل سبب للوجود، وهذا النوع من الجرائم، لا يمكن الا ان يقصر حياتهم المقيتة والفاسدة». وغير وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، موعد زيارته الى دمشق، كي يشارك في جنازة مغنية في الضاحية جنوب بيروت امس. وفور انتهاء مهمته في بيروت، توجه متقي الى سورية حيث أجرى مع الرئيس السوري بشار الأسد مشاورات حول الملف اللبناني والأوضاع في غزة. وعشية جنازة مغنية، ألغت إيران اجتماعا كان مقررا مع اميركا حول العراق، بدون ان تذكر الأسباب، وبدون ان تحدد موعدا جديدا للاجتماع، وذلك بحسب ما أعلن مصدر في وزارة الخارجية العراقية. من ناحيته، قال حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من لندن، ان مغنية لم يكن يعيش في إيران في الآونة الأخيرة وأنه انتقل للعيش في لبنان، موضحا ان حزب الله سيفتقده، الا ان هذا لن يؤثر على أداء الحزب. وتابع شريعتمداري «ليس هناك شك في ان اسرائيل وراء الاغتيال.. فهو منذ زمن طويل على لوائح المطلوبين لدى اسرائيل. بعد حرب الـ33 يوما بين حزب الله واسرائيل، تزايدت الدعوات في اسرائيل لقتله.. كان مجاهد في سبيل الله، وقضى كل عمره للحرب ضد اسرائيل». وأكد شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان»، التي كان عنوانها الرئيسي أمس: الشهيد عماد مغنية.. نال مكافأة 30 عاما من الجهاد، انه لا يعلم سبب توجه مغنية الى دمشق، ولا المدة التي بقاها هناك، غير أنه اضاف: «هو كان دائم السفر. وجوده في دمشق لا أدري سببه ولا أعرفه. فمغنية كان يعيش في لبنان وليس إيران». وحول سبب الاهتمام الذي حظي به اغتيال مغنية في إيران، قال شريعتمداري «مغنية كان عضوا رفيع المستوى في حزب الله، وكل المسلمين احبوه، ونحن في إيران ايضا نحبه. وكنا فخورين جدا بما يفعله خلال الأعوام الماضية». واستبعد شريعتمداري حدوث فراغ في منصب منسق العمليات الأمنية لحزب الله بعد اغتيال مغنية. وتابع «أنا واثق بأن هناك آخرين داخل حزب الله، يمكن ان يحلوا محل مغنية. ومع أنه سيفتقد داخل حزب الله، الا أنني واثق بأن اداء الحزب لن يتأثر سلبا. وغيابه لن يغير مكانة حزب الله. فشهادته ستدفع الكثير من الشباب الى الانضمام لحزب الله». ورفض شريعتمداري تحديد اسماء مرشحين محتملين لخلافة مغنية. وتابع «مغنية نموذج.. وسيكون هناك أكثر من مغنية في حزب الله». الى ذلك، فرضت الولايات المتحدة الاميركية، عقوبات جديدة على سورية، وقال البيت الأبيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش، أمر بتوسيع العقوبات على مسؤولين بالحكومة السورية . واضاف البيت الأبيض في بيان ان الاجراءات تهدف الى تجميد الأصول الموجودة في الولايات المتحدة لأولئك الذين استفادوا من فساد في المال العام، أو كانوا مسؤولين على أعمال «تقوض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في العراق»، وجددت ادارة بوش ايضا، اتهامات بأن سورية تتدخل في شؤون لبنان. وقال البيت الابيض «تواصل سورية تقويض سيادة وديمقراطية في لبنان، وسجن الناشطين المطالبين بالديمقراطية، وتقليص حقوق الإنسان ورعاية وإيواء الإرهابيين».

وفرضت واشنطن، عقوبات اقتصادية على سورية في 2004 فيما يرجع بشكل اساسي الي دعمها لحزب الله وحركة حماس. ووضعت منذ ذلك الحين بضعة مسؤولين سوريين في قائمة سوداء. الى ذلك، قال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية، ان العلاقات بين واشنطن ودمشق، تدهورت خلال الفترة الأخيرة، بسبب ما سماه «سلوكا سوريا أضعف الحمائم في واشنطن امام الصقور»، مشيرا بصفة خاصة الى الممارسات السورية في لبنان. وتابع المسؤول الاميركي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «المشكلة انه خلال سنوات ادارة بوش، اصبحت سورية من مراكز الشر، وأحد اسباب المشاكل في الشرق الاوسط، خصوصا في السنوات الأخيرة، بسبب لبنان وبعد اغتيال الحريري. قبل اغتيال الحريري كان هناك صقور وحمائم في العلاقات مع سورية، لكن بعد اغتيال الحريري أصبح الكل صقورا، والحمائم أصبحت نادرة جدا في واشنطن، وهذا بسبب السلوك السوري، وليس بسبب أي شيء آخر». واستبعد المسؤول الأميركي، عقد أي مؤتمر سلام حول الجولان في الفترة المقبلة، موضحا أنه «بعد انابوليس، هناك اعتراف أميركي بأن طريق السلام بين وإسرائيل وسورية صعب. الاميركيون كانوا يريدون احراز تقدم في الموضوع، لكنهم اكتشفوا انه ليس من السهل في العام الأخير من ادارة بوش تحقيق هذا.