وفد سوداني يجري محادثات في واشنطن أحيطت بالكتمان

دينق آلور ومصطفى اسماعيل التقيا رايس ونغروبونتي وفريزر قبل جولة بوش الأفريقية

TT

أجرى وفد سوداني رفيع محادثات في واشنطن أحيطت بالتكتم وبقيت تفاصيلها خلف الابواب الموصدة. واجتمع الوفد الذي ترأسه دينق آلور وزير الخارجية وضم مصطفى عثمان اسماعيل، مستشار الرئيس السوداني للشؤون الخارجية مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية في مقر الوزارة. ودام اللقاء أزيد من ساعة. وقالت الخارجية إن الاجتماع تم بدون حضور الصحافة.

وقال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسطش إن اللقاء «بحث العلاقات الثنائية». ولم تعط الخارجية الاميركية أية توضيحات حول ما دار في اللقاء. وتعليقاً على مشاركة مصطفى عثمان في الاجتماع، أوضح المصدر «اسماعيل عضو في الوفد الذي يقوده آلور وشارك في الاجتماع بهذه الصفة». وقال المصدر إن اي بيان لن يصدر حول الزيارة. وبموازاة ذلك لم يتسن لمصادر السفارة السودانية تقديم اية معلومات حول زيارة الوفد او محادثاته.

وعلى الرغم من ان شين ماكورماك، الناطق الصحافي باسم الخارجية الاميركية تطرق للزيارة، بالاشارة الى اجتماع الوفد السوداني مع رايس، وتناول الغداء مع جون نغروبنتي، لكنه تجنب الدخول في التفاصيل. وكان الوفد السوداني قد عقد اجتماعاً مع نغروبنتي نائب وزيرة الخارجية، وجينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية، وهي التي كانت قد نقلت الدعوة للوزير السوداني لزيارة واشنطن، عندما التقيا في وقت سابق في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وعلمت «الشرق الاوسط» ان المحادثات تناولت الوضع في دارفور والتطورات الاخيرة في تشاد وتدفق مزيد من اللاجئين من الاقليم المضطرب نحو الاراضي التشادية. كما تناولت المحادثات مسألة نشر القوات الاممية في دارفور، والمشاكل التي تواجه تطبيق اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب.

وعلى الرغم من ان الوفد السوداني جاء آملاً ان تتخذ واشنطن خطوات عملية في اتجاه الغاء العقوبات المفروضة على السودان، ورفع اسمه من لائحة الدول الداعمة للارهاب، فإن شيئاً في هذا الصدد لم يحدث. وكانت واشنطن قد وعدت باتخاذ خطوات في هذا الصدد منذ زيارة قام بها السماني الوسيلة وزير الدولة في وزارة الخارجية الى واشنطن في سبتمر (ايلول)، لكن يبدو ان الامور عادت الى المربع الاول، حيث طرحت خلال المحادثات التي اجراها الوفد السوداني، مسائل فرعية مثل عرقلة السلطات السودانية دخول معدات لبناء السفارة الاميركية في ضواحي الخرطوم، وتعيين موسى هلال الذي يعتبره المجتمع الدولي من قادة مليشيات «الجنجويد» المساندة للقوات الحكومية في دافور، مستشاراً في الحكومة السودانية. وكانت الحكومة السودانية قد استهجنت تصريحات أدلى بها البرتو فرنانديز القائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم انتقد فيها قرار تعيين هلال مستشاراً. على صعيد آخر، كان لافتاً مشاركة ايزيكل جاكوث رئيس بعثة حكومة الجنوب في الاجتماعات الرسمية، وأكد ذلك ايزيكل نفسه لـ«الشرق الاوسط» حيث قال «انا معه (آلور) منذ وصوله الى هنا (واشنطن) وحضرت الاجتماعات التي عقدها». وتتميز العلاقة بين السفارة السودانية في العاصمة الاميركية وبعثة الجنوب بفتور وصل إلى حد القطيعة. وعندما زار لام أكول وزير الخارجية السابق أميركا لم يتصل ببعثة الجنوب في واشنطن، عكس آلور الذي حرص على اشراك البعثة في اتصالاته. وكانت علاقة اكول متوترة مع قيادة الحركة الشعبية، في حين ان آلور من قياديي الحركة. وكان قد بدأ حياته السياسية دبلوماسياً لكنه انضم بعد فترة قصيرة وقبل ان يراكم خبرات في المجال الدبلوماسي الى الحركة الشعبية حيث انتقل الى «الغابة» (القتال ضد القوات الحكومية). وتتزامن زيارة آلور الى واشنطن مع بدء جولة يقوم بها الرئيس الاميركي جورج بوش الى افريقيا حيث سيزور ابتداء من اليوم (الجمعة) 6 دول أفريقية. وسيبحث بوش خلال زيارته الى رواندا يوم الثلاثاء المقبل، موضوع مساعدة الولايات المتحدة للدول التي ستشارك في قوات الهجين بدارفور، وهي اكبر بعثة عسكرية في تاريخ الأمم المتحدة. واختار بوش رواندا باعتبارها أول دولة تنشر قوات في دارفور ضمن قوات الاتحاد الأفريقي، حيث وصلت القوات الرواندية الى الإقليم في اغسطس (آب) 2004. ودربت اميركا سبعة آلاف جندي رواندي، وزودتهم بمعدات عسكرية، وساهمت في نقل جزء منهم الى دارفور، كما ستنقل مجموعات اخرى ستعمل ضمن القوات الهجين. وكان بوش قد عين مبعوثاً خاصاً لإقليم دارفور هو الدبلوماسي ريتشارد وليامسون، خلفا لاندرو ناتيوس الذي استقال في وقت سابق.