اكدت القنصلية البريطانية في البصرة لـ«الشرق الأوسط» أمس ان الصحافي البريطاني المختطف في المدينة الجنوبية ما زال محتجزاً. وكانت هناك تكهنات حول اطلاق سراح الصحافي الذي يعمل لدى قناة «سي بي إس نيوز» الاميركية اول من أمس بعد ما اعلن مكتب التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر في البصرة اقتراب التوصل الى صفقة مع المختطفين. وبعد ساعات من الانتظار، تم إطلاق مترجم عراقي يعمل مع الصحافي البريطاني مساء اول امس بمفرده. وقال ناطق باسم القنصلية البريطاني في البصرة أمس «لا يوجد لدينا المزيد من المعلومات»، مضيفاً «انها لعبة انتظار الآن». وتابع «لا توجد تطورات جديدة يمكننا الحديث عنها». ويذكر ان مكتب الصدر اعلن ان الصحافي البريطاني المخطوف يدعى ريتشارد بتلر، إلا ان السلطات البريطانية وقناة «سي بي إس» لم تفصح عن هويته حتى الآن. وكان المسؤول في مكتب التيار الصدري في البصرة حارث العذاري قد صرح صباح أول أمس بأن من المتوقع اطلاق الصحافي البريطاني «خلال ايام... او ساعات». وعلى الرغم من اطلاق مترجمه العراقي، لم تبد بوادر جديدة أمس حول الفترة الزمنية المطلوبة لاطلاق سراح الصحافي البريطاني. واعلنت قناة «سي بي إس نيوز» الاميركية الاثنين الماضي ان صحافيين يعملان لحسابها في البصرة اعتبرا مفقودين من دون ان تكشف هويتيهما ولا جنسيتيهما. وكان الصحافيان قد غادرا بغداد جواً ووصلا الى البصرة يوم السبت الماضي من دون حماية امنية، ليخطفا بعد ساعات من حي الجزائر التجاري بعد مغادرتهما فندق قصر السلطان.
وكان هناك تكتم ملحوظ امس حول عملية إطلاق المترجم العراقي الذي اختطف مع الصحافي البريطاني. وكان السبب وراء التكتم هو السياق البريطاني العام بعدم الحديث علناً عن عملية الاختطاف لضمان اطلاق سراح الصحافي البريطاني. وامتنع الناطق باسم القنصلية البريطانية عن التعليق حول المعلومات التي اوردها المترجم بعد اطلاق سراحه واذا كان قد التقى بمسؤولين بريطانيين في البصرة لاطلاعهم على عملية الخطف. ونقلت وكالة رويترز عن القاضي ماجد العبادي الذي يشارك في عملية التفاوض مع الخاطفين «لقد تسلمنا المترجم ونبذل جهوداً لاطلاق الصحافي».
وقالت مصادر بريطانية طلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع إن هناك شكوكا بأن المختطفين سلموا الصحافي الى جهة ثالثة قبل اطلاق سراحه ما أطال عملية التفاوض.