وفد من حماس برئاسة الزهار يلتقي مسؤولين مصريين بالعريش

أبو زهري لـ«الشرق الأوسط»: اللقاء تم بناء على اتفاق مسبق لاستكمال قضايا لم يتفق عليها في لقاءات القاهرة

TT

التقى وفد من حركة حماس مسؤولين أمنيين مصريين بمدينة العريش المصرية عاصمة شمال سيناء لبحث التوترات الحالية على الحدود بين مصر وغزة وتلويح حماس بمحاولات اقتحام الحدود من جديد. في نفس الوقت، دفعت أجهزة الأمن المصرية بتعزيزات جديدة إلى بوابة صلاح الدين بسبب وجود مسيرة ضخمة للفلسطينيين على الجانب الآخر للمطالبة بفتح الحدود المصرية من جديد.

وقالت مصادر مصرية مطلعة إن وفد حماس دخل إلى الأراضي المصرية من خلال معبر رفح الحدودي وكان برئاسة الدكتور محمود الزهار ونجله وايمن طه احد المتحدثين باسم حماس وجمال هاشم وهما من القيادات السياسية للحركة.

وتابعت المصادر أن وفد حماس التقى مسؤولا امنيا مصريا كبيرا داخل فندق اوبرواي العريش وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية داخل الفندق وخارجه حيث شوهدت أعداد كبيرة من سيارات الشرطة حول الفندق، فيما منع السير على الشاطئ الذي يطل عليه الفندق وتم إنزال الستائر على جميع نوافذ القاعة التي عقد بها الاجتماع.

وأضافت أن الاجتماع تناول التوترات الحالية على الحدود بين مصر وغزة ومعبر رفح المغلق منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي.

وقال الناطق باسم الحركة، سامي ابو زهري، إن زيارة الوفد تهدف بشكل أساسي الى استكمال القضايا التي لم يتفق حولها في القاهرة خلال زيارة وفد حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، اوضح ابو زهري أن اللقاء بين قيادة الحركة والجانب المصري يأتي بناءً على اتفاق مسبق بين الجانبين، مشيرا الى أن اللقاء سيهدف الى بحث مختلف القضايا في الساحة الفلسطينية، وتحديداً مستقبل العمل في معبر رفح، والآلية التي بالإمكان التوصل اليها لسدِّ احتياجات غزة من البضائع. ورفض ابو زهري الخوض في التصورات التي سيحملها وفد الحركة للجانب المصري. يذكر أن حماس رفضت كل الاقتراحات التي تدعو الى اعادة العمل باتفاق المعبر السابق لأنه يمنح اسرائيل الحق في اعادة اغلاق المعبر. وكان آلاف الفلسطينيين قد اقتحموا الحدود في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي بعد إحداث نحو 15 ثغرة في الجدار الحديدي بين شقي رفح الفلسطينية والمصرية. وسعى معظم الفلسطينيين خلال فترة الانفتاح هذه، لشراء سلع رخيصة من مصر أو زيارة الأقارب.

وتوترت العلاقات بين مصر وحماس بشكل ملحوظ في أعقاب المواجهات التي تمت بين مسلحين ملثمين ورجال الشرطة المصريين عند بوابة صلاح الدين أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة أربعة آخرين فيما أصيب نحو 46 شرطياً مصرياً.

وحذر وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط من أن بلاده لن تسمح باقتحام حدودها ثانية، مؤكدا أن «من سيكسر خط الحدود المصرية ستكسر قدمه». من ناحية أخرى، وفي نفس وقت الاجتماع، دفعت مصر بتعزيزات أمنية جديدة إلى بوابة صلاح الدين بسبب مخاوف من اقتحامها من جانب فلسطينيين كانوا يشاركون في مسيرة في الجانب الفلسطيني من البوابة مطالبين بفتح الحدود مع مصر.

وقالت مصادر أمنية انه تم الدفع بنحو ثماني حاملات لقوات الأمن المركزي إلى البوابة لتعزيز الأمن هناك.

وشارك امس نحو الف فلسطيني في مظاهرة نظمتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ورددوا هتافات تدعو الى اعادة فتح المعبر ورفعوا لافتات كتب عليها «لا للحصار لا لإغلاق المعابر.. معبر رفح فلسطيني مصري».

وفي كلمة باسم هيئة العمل الوطني، قال زياد جرغون القيادي في الجبهة الديمقراطية ان هدف المظاهرة المطالبة بفتح المعابر المغلقة. وطالب المجتمع الدولي بـ«ممارسة ضغوط جدية على اسرائيل لفك حصارها الاجرامي على قطاع غزة وقبل كل شيء ندعو الى توافق وطني بين جميع القوى الفلسطينية لتسوية مشكلة المعابر». وشدد جرغون على ان «المصلحة الفلسطينية ـ المصرية تقتضي تصحيح اتفاقية المعبر ليصبح معبرا فلسطينيا ـ مصريا وبرقابة اوروبية دولية، وبما يضمن فتح المعبر بشكل دائم وكسر الحصار بشكل نهائي».