الصومال: قتيل في هجوم على تجمع ليمنيين في مقديشو

مساع عربية وغربية لترتيب حوار بين الحكومة الصومالية وتحالف أسمرة

TT

قتل شخص وأصيب اربعة آخرون أمس في هجوم بقنبلة يدوية استهدف تجمعا للجالية اليمنية في العاصمة الصومالية مقديشو. وقال احد الشهود لوكالة الصحافة الفرنسية: ان قنبلة يدوية ألقيت من قبل مجهولين على مكان تجمع الجالية اليمنية الذين كانوا ينتخبون ممثلا محليا لهم في جنوب مقديشو.

وأضاف الشاهد «نحن لسنا من اعضاء المجموعات الصومالية المتصارعة. ولا نفهم لماذا أصبحنا هدفا». وتابع ان مدرسا قتل في الهجوم واصيب اربعة آخرون بجروح. واوضح الشهود ان دبلوماسيين من السفارة اليمنية في مقديشو كانوا بين الحضور. واليمن اول دولة تفتح سفارة في مقديشو منذ يناير (كانون الثاني) 2007 إثر سقوط نظام المحاكم الاسلامية. كما قامت صنعاء مرارا بدور الوساطة في مباحثات السلام التي نظمت في 2006 بين الحكومة الصومالية وممثلي المحاكم الاسلامية.

الى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية عربية وغربية وثيقة الصلة بالملف الصومالي لـ«الشرق الأوسط» عن وجود مساع وتحركات نشطة من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي لترتيب انطلاق حوار جديد بين السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف وتحالف المعارضة المناوئ له الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له. وأوضحت المصادر أن اللقاء الذي عقده زعيم المعارضة الصومالية أول من أمس في القاهرة مع دبلوماسيين غربيين يصب في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن اللقاء الذي شارك فيه السفير السويدي والقائمان بالأعمال، الفرنسي والبريطاني، لدى كينيا، استهدف محاولة إقناع تحالف المعارضة بالانخراط في محادثات سلام برعاية عربية وغربية مشتركة خارج الصومال مع السلطة الانتقالية.

ولفتت المصادر إلى أن وفد التحالف أبلغ المجتمعين اشتراطه أولا عقد محادثات مع السلطة الصومالية في الخارج وانسحاب القوات الإثيوبية الموجودة في الصومال من العام قبل الماضي قبل انطلاق الحوار، على أن يجري البحث في إمكانية جلب قوات بديلة أو تعزيز قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بقوات عربية أو من دول منظمة الأمم المتحدة.

وكان رئيس الحكومة الصومالية العقيد نور حسن حسين قد أعلن استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع مختلف الجماعات المناوئة لحكومته، لكنه اعتبر في المقابل أن وضع أي شروط مسبقة لإتمام هذه المفاوضات ليس واقعيا.

وتقول مصادر في الجامعة العربية والحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» إن لدى الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه عدي مخاوف حقيقية من أن يؤدي أي انسحاب للقوات الإثيوبية الداعمة للجيش الصومالي المحدود إلى ترك السلطة الانتقالية في مواجهة غير متكافئة مع جماعات المعارضة التي تحتفظ بوجود عسكري مؤثر داخل الأراضي الصومالية.

وكان الشيخ شريف شيخ أحمد، الرجل الثاني في تنظيم المحاكم الإسلامية ورئيس تحالف المعارضة الصومالية قد بدأ أول من أمس زيارة إلى القاهرة تستغرق بضعة أيام يلتقي خلالها مع مسؤولين من مصر والجامعة العربية لإطلاعهم على موقف التحالف من التطورات الراهنة في الصومال.

وتعتبر هذه هي أول زيارة للشيخ شريف له منذ توليه مهام منصبه كزعيم لتحالف المعارضة الصومالية الذي تأسس العام الماضي في اريتريا ويضم برلمانيين وسياسيين منشقين عن السلطة الصومالية. كما تعتبر هذه هي أول زيارة موسعة يقوم بها تحالف المعارضة لعاصمة عربية منذ نجاح القوات الصومالية والإثيوبية في هزيمة تنظيم المحاكم الإسلامية الذي سيطر لفترة محدودة على العاصمة الصومالية مقديشو قبل نحو عامين.

وأبلغ طاهر جيلي عضو تحالف المعارضة المرافق للشيخ شريف لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد يزور مصر بناء على دعوة رسمية، لافتا إلى أن تحالف المعارضة يريد وضع مصر والجامعة العربية في صورة موقفه من مختلف الملفات المفتوحة في الأزمة الصومالية.