فرنسا تؤكد أنها نقلت ذخائر للجيش التشادي من ليبيا خلال الهجوم على إنجامينا

سلطات تشاد تعرض 100 متمرد أسرتهم أمام الصحافيين وتقول إن بعضهم سودانيون

TT

اعترفت فرنسا أمس انها نقلت ذخائر للجيش التشادي من ليبيا وبلدان أخرى، خلال الهجوم الذي شنه المتمردون على إنجمينا عاصمة تشاد الذي وقع في وقت سابق من هذا الشهر، لتلقي بعض الاضواء على دورها الذي كانت تقوم به القوات الفرنسية الموجودة في تشاد اثناء القتال. وتنفي السلطات الفرنسية باستمرار انحيازها لأي من الجانبين المتنازعين في تشاد لكنها قالت أمس إنها قدمت معلومات استخبارية ولوجستية للرئيس التشادي ادريس ديبي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية لوران تيسيري امس ان الجيش الفرنسي «نقل ذخائر للقوات التشادية»، وان الوسائط الفرنسية شاركت في ايصال ذخائر مخصصة للقوات التشادية. ورفض المتحدث توضيح طبيعة الذخائر والكميات التي تم تسلميها للجيش التشادي. وقال لوران تيسيري «فرنسا ساعدت تشاد لاستقبال الذخائر القادمة من بلدان اخرى» وأوضح في مؤتمر صحافي في باريس، أن ليبيا كانت من بين تلك البلدان، ولكنه لم يسم الدول الاخرى. واشار المتحدث ايضا الى ان طائرات ليبية قد تكون سلمت ايضا ذخائر للقوات التشادية النظامية، كاشفا ان هذه الطائرات حطت في مطار إنجمينا اثناء الأزمة للقيام بإخلاء رعايا ليبيين.

وكان متمردون تشاديون قد قاموا في الثاني والثالث من فبراير (شباط) الجاري بهجوم على إنجمينا. واتهم المتمردون فرنسا بانها «شاركت مباشرة في المعارك»، الامر الذي نفته باريس مجددا امس على لسان وزير دفاعها هيرفي موران. وقال الوزير في مقابلة مع قناة «فرانس 24» الاخبارية «لنكف عن ترديد ان الجيش الفرنسي شارك مباشرة في المعارك، انه لم يشارك فيها».

واضاف ان «فرنسا وفت بالتزاماتها المضمنة في اتفاق تعاون تقني عسكري ينص على الدعم اللوجستي والدعم الصحي. لم نشارك عسكريا بشكل مباشر في المعارك إلا فيما يخص تأمين الدفاع عن النفس او توفير الامن للرعايا الذين اخليناهم». وبحسب الوزير «لم تحدث عملية عسكرية مباشرة» من جانب فرنسا. واضاف «كان يتعين علينا حماية المطار(..) وبالطبع لقد دافعنا في كل مرة شعرنا فيها ان السيطرة على المطار مهددة ولكن لم يحدث ابدا ان قمنا بعمل هجومي من جانبنا». واكد «لقد قمنا بذلك في اطار الدفاع الشرعي. لقد تولى الجيش الوطني التشادي الامر بدباباته ووسائله. اما نحن فقمنا فقط بتأمين السيطرة على المطار».

الى ذلك عرضت السلطات التشادية على الصحافيين حوالي مائة متمرد اسرتهم بعد فشلهم في الاستيلاء على العاصمة التشادية في بداية فبراير الحالي. واجلس هؤلاء المساجين واغلبهم من الشبان الصغار السن، على الارض حفاة وصامتين ومنكسرين في باحة مدرسة للدرك التشادي في انجامينا. وقال وزير الداخلية التشادي احمد محمد بشير «نجحت قواتنا في القبض على هؤلاء العناصر من الفيلق الاسلامي العميل للسودان».

واضاف الوزير التشادي «هذه هي الادلة، هناك بطاقات لهؤلاء المرتزقة الذين ينتمون الى الفيلق الاسلامي والقاعدة»، مشيرا الى وثائق هوية طبع بعضها باللغة العربية وبعضها بالفرنسية وضعت على طاولة. وتابع ان «هؤلاء اسرى حرب وليسوا سياحا وسيحاكمون بهذه الصفة». ويبلغ عدد المتمردين المعتقلين في مقر الدرك 135. واكد الوزير التشادي ان اغلبهم من السودانيين، وتتهم تشاد السودان بالوقوف وراء حركة التمرد.

واضاف ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر قامت بزيارتهم صباح امس. وردا على سؤال عما اذا كان لدى الجيش التشادي اسرى آخرون، قال وزير الداخلية «نقوم بأسرهم تدريجيا. لقد تشتتوا. بعضهم عادوا الى السودان وبعضهم في الطبيعة». وقالت مصادر عسكرية ان هؤلاء المتمردين شوهدوا في جنوب شرقي تشاد وانقسموا الى مجموعتين. وفي انجامينا يقوم الجيش التشادي بعملية بحث من بيت الى بيت.