ألبان كوسوفو يحققون حلمهم اليوم.. والكنيسة الصربية تدعو رعاياها إلى الهدوء

الاتحاد الأوروبي يوافق على إرسال بعثته إلى الإقليم وصربيا تصف القرار بـ«المخزي» وتعتبره «احتلالا»

شاب يرفع أعلام كوسوفو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بريشتينا (رويترز)
TT

تشهد كوسوفو اليوم اعلان استقلالها، وهو أكبر انجاز يحققه الألبان منذ توالي هزائمهم تاريخيا على يد الرومان. ومن المتوقع ان تعلن بريشتينا بعد ظهر اليوم استقلالها عن صربيا، في وقت دعت فيه الكنيسة الصربية في كوسوفو رعاياها الى التحلي بالهدوء والبقاء في الاقليم. وقال رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاتشي ان اعلان الاستقلال سيتم اليوم، وقال للصحافيين اثر لقاء في بريشتينا مع رجال دين: «غدا (اليوم) سيكون يوم هدوء وتفاهم ويوم تعهد الدولة تنفيذ ارادة مواطني كوسوفو». وبحسب ما أعلنته وسائل الاعلام الألبانية المقربة من الحكومة في كوسوفو، فإن «البرلمان سيعلن الاستقلال في الساعة الثالثة بعد الظهر، وذلك بعد اجتماع لرئيس الوزراء هاشم تاتشي مع رئيس البرلمان يعقوب كراسنيتش. وفي الساعة الثانية عشرة يجتمع البرلمان ثم تجتمع المجموعات البرلمانية في الساعة الواحدة والنصف ويعلن الاستقلال في الموعد المحدد».

ويعقد رئيس اقليم كوسوفو فاطمير سيديو مؤتمرا صحافيا في الساعة السادسة مساء، قبل أن تبدأ الاحتفالات الشعبية الرسمية في الساعة السادسة والنصف. وتستمر الاحتفالات حتى الساعات الاولى من الفجر، وسيعتبر الاثنين يوم عطلة، كما ستتمكن الجماهير المحتفلة من مصافحة الرئيس ورئيس الوزراء فاطمير سيديو وهاشم تاتشي وتبادل التهاني معهما. وبحسب مقربين من الحكومة، فانه من المتوقع ان يحضر 40 وفدا دوليا الاعلان عن الاستقلال بعد إعطاء واشنطن وبروكسل الضوء الأخضر لذلك.

وبدأت بريشتينا تعيش اجواء الفرح والاحتفال قبل اعلان الاستقلال، اذ رفعت اعلام كوسوفو في كل مكان: راية حمراء يتوسطها صقر اسود. وانتشرت في المدينة ملصقات عديدة تعبر عن الشكر للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وسط صيحات الفرح والألعاب النارية. وتدعو ملصقات حكومية الاهالي الى الاحتفال بهذا اليوم «بكرامة من اجل ان يسجل كوسوفو بداية جيدة» لعهد الاستقلال. وتردد ملصقات اخرى عبارة «شكرا» للولايات المتحدة. وكتبت في احداها «شكرا لكافة الدول التي تساهم في استقلال كوسوفو وتدعمه». وتتزايد اعداد السيارات التي تجوب الشوارع رافعة علم كوسوفو كما تم رفع العلم على العديد من واجهات المحلات. وفي هذه الاثناء، أقر الاتحاد الاوروبي امس بالاجماع ارسال 2000 موظف إلى الاقليم لتولي مهام الإدارة الدولية التابعة للامم المتحدة في غضون 120 يوما. ووصفت صربيا القرار بـ«المخزي» واعتبرته «احتلالا»، وقال وزير شؤون كوسوفو الصربي سلوبودان ساماردزيتش إن الاتحاد الاوروبي أصدر «قرارا مخزيا آخر»، بالموافقة على إرسال بعثة إلى كوسوفو الاقليم المنفصل عن صربيا.

وقال إنه بهذا القرار «يقبل الاتحاد الاوروبي سياسة الانفصال كوسيلة لحل قضايا الاقليات»، كاشفا نفسه «كمنظمة دولية ضعيفة تميل الى انتهاك قوانينه والقوانين الدولية في خدمة المصالح السياسية والخارجية الاميركية». وقال الوزير أيضا إن صربيا سوف تضطر «لاعادة تقييم علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي وكافة الدول الاعضاء فيه الذين سيعترفون باستقلال كوسوفو». من جهته، اعتبر ميلان ايفانوفيتش أحد ابرز زعماء صرب كوسوفو، ان بعثة الاتحاد الاوروبي التي سترسل الى كوسوفو تشكل «احتلالا». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مهمة الاتحاد الاوروبي تحمل في جوهرها مواصفات الاحتلال ولن يقبلها لا الصرب ولا صرب كوسوفو».

وتتكون البعثة الأوروبية التي أطلق عليها اسم «يوروليكس»، من 1400 شرطي من القوات الخاصة وأكثر من 100 قاض ومدع عام، إلى جانب موظفين ساميين في الميادين الأخرى. وأعلن المبعوث الاوروبي الخاص إلى كوسوفو بيتر فايت أمس أنه «سيتم تعيين مبعوث دولي جديد من الاتحاد الاوروبي ليحل مكان رئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة يواكيم ريكير خلال الـ120 يوما المقررة لنقل السلطات الدولية». وقال فايت إن «مهمة الاتحاد الاوروبي في كوسوفو ستكون مختلفة عن مهمة الامم المتحدة، فالادارة الدولية مسؤولة أمام الامم المتحدة، أما بعثة الاتحاد الاوروبي فهي مسؤولة أمام حكومة كوسوفو».

وقال رئيس البعثة الاوروبية المرتقبة إلى كوسوفو إف دي كيرمابون في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من سراييفو، إن مهمة الاتحاد الأوروبي ستتركز حول «الجريمة المنظمة وجرائم الحرب في المنطقة». من جهتها دعت الكنيسة الارثوذكسية الصربية صرب كوسوفو الى الهدوء والبقاء في الاقليم عشية اعلان استقلاله.

وتوجه الاسقف ارتيمييه الى المؤمنين في قداس في كنيسة سانت ديميتري في مدينة كوسوفسكا ميتروفيتشا المقسومة اتنيا شمال الاقليم بالقول: «ندعو الجميع الى الحفاظ على الهدوء والبقاء في كوسوفو المقدسة»، مضيفا «هذا وطننا وليس لدينا اي سبب لمغادرته. هذه وصيتنا وهذا قسمنا».