مجزرة جديدة في غزة ضحيتها 8 معظمهم من أسرة واحدة وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي لحي سكني في مخيم البريج

بين قتلاها قائد عسكري بارز في سرايا القدس وعدد من أفراد أسرته

TT

فجأة دوى في الساعة التاسعة من الليلة قبل الماضية، صوت أيمن فايد، 39 عاما، طالباً من زوجته جمع الأطفال والنزول للطابق الأرضي، حيث كان يقيم مع عائلته المكونة من ثمانية افراد في الطابق الثالث من المنزل الذي يقع في حي «بلوك 7» في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.

واحتضن ايمن القيادي في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، نجله ايوب، 5 اعوام، وظل ينتظر الزوجة وبقية ابنائه حتى ينزلوا، بعد سماع صوت طائرة تحوم في السماء، بينما ابنه محمد، 11 عاما، سبقهم في النزول، وطال الانتظار لكن الطائرة الحربية الاسرائيلية لم تنتظر فاسقطت الطائرة قنبلة كبيرة على المنزل، فقتل ايمن وقتل معه ايوب، وزوجته وابنته بسمة، 13 عاما، التي وجد رأسها وسط الشارع المؤدي للمنزل، وعلي، 18 عاما، الطالب في الثانوية العامة، الذي كان ايمن ومروة يوليانه اهتماماً خاصاً ويحرصان على توفير الاجواء التي تسمح له بالدراسة، بينما اصيب الابن الاخر ادم، 15 عاما بجروح بليغة، في حين نجا محمد باعجوبة بجرح في قدمه، كما نجا الابن البكر عبد الله لغيابه عن البيت وقت القصف. وقتل في القصف ايضا عطا الله إسماعيل وأيمن فايز والطفل طلال أبو عون، وكلهم من الجيران. واصيب اكثر من 70 بجروح متفاوتة، ثلاثة منهم في حالة موت سريري. والحقت اضرار بسبعة منازل اخرى. وبدا المكان كما لو انه تعرض لزلزال، اذ تغيرت ملامحه بشكل كامل، بينما استمرت عمليات الانقاذ وقتا طويلا. وقالت مصادر امنية فلسطينية إن الطائرة ألقت قنبلة تستخدم لأول مرة وتجمع بين قدرتها التدميرية الى جانب قدرتها التفريغية، وتختلف عن القنبلة زنة طن، التي القيت على منزل صلاح شحادة القائد العام للجناح العسكري لحركة حماس في 22 يوليو (تموز) 2002، في حي الدرج، واشارت المصادر الى أن قنبلة اصغر من القنبلة التي ألقيت على منزل شحادة لكن تأثيرها كان كبيرا جداً لقدرتها التفريغية. وفي ما اعتبرته دليلا على أنه نوع جديد من القنابل، اشارت المصادر الى أنها أدت لمقتل شخص على مسافة 150 مترا من المنزل، ولم تظهر عليه اصابات، فمعظم الذين قتلوا وجرحوا اصيبوا بتهتكات داخلية من دون علامات جروح خارجية.

وتعهد ابو احمد الناطق بلسان سرايا القدس برد مزلزل على المجزرة قائلا: «على الاحتلال الصهيوني أن ينتظر منا ردوداً بحجم مجازره»، معتبراً أن قصف منازل المدنيين دليل على فشل اسرائيل في التصدي للمقاومة. وهاجم ابو احمد الرهان على خيار المفاوضات، مستهجناً مواصلة البعض لقاءاتهم مع المسؤولي الاسرائيليين وتقبيلهم في الوقت الذي يشنون فيه حربا شعواء على الشعب الفلسطيني.

وقال خالد البطش القيادي في الجهاد الإسلامي: «إن هذا العمل الإجرامي الخطير في حجمه ونوعه له علاقة مباشرة بقرار تصفية المقاومة وتصفية الحساب مع هذا القائد الذي طالما أذاق العدو بأسه في ساحات الجهاد المقاومة». وأضاف أن استهداف المدنيين في منازلهم يضع المجتمع الدولي الذي فوض العدو ملاحقة المجاهدين أمام مسؤولياته، محملا اسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة. وطالب البطش جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التدخل العاجل لإنقاذ وحماية الشعب الفلسطيني من هذا العدو وتقديم العون والمساعدة ورفع الحصار عنه ووقف المذبحة. اعتبر فوزي برهوم الناطق بلسان حماس، أن اسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء و«أن على الاحتلال أن يتحمل كامل المسؤولية عن الردود التي ستقوم بها فصائل المقاومة على الجرائم». وهاجم برهوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) قائلاً: «على عباس أن يستحي ويخجل أمام هؤلاء الشهداء، وأن يقاطع فوراً هذا المحتل، وإلا سيسجله التاريخ في صفحاته السوداء إذا استمر بتبرير جرائم الاحتلال». ووصف زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة القيادية العليا لحركة فتح بغزة المجزرة بـ«حرب إبادة جماعية ودليل على حالة التخبط الإسرائيلي، وتنفيذ للتهديدات بإعلان حرب مفتوحة بلا هوادة على غزة لوقف إطلاق الصواريخ». وقال «إن العدوان الإسرائيلي يشكل تصعيداً خطيراً من نوع جديد يهدد المزيد من ارتكاب المجازر، مما يستدعي من المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لوقف المجازر وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني».