باكستان: 37 قتيلا في تفجير استهدف حزب الشعب.. و9 آلاف مركز اقتراع عرضة لاعتداءات غدا

الشرطة تنتشر بكثافة في الشوارع تخوفا من اعتداءات انتحارية.. وواشنطن ترسل مراقبين للانتخابات

TT

قبل يومين على الانتخابات البرلمانية في باكستان، قتل نحو 37 شخصا في اعتداء انتحاري استهدف تجمعا لحزب الشعب في براشينار الشمالية الغربية المحاذية لافغانستان. ووقع الانفجار بالقرب من مكتب مرشح لحزب الشعب هو رياض حسين شاه. وقال شاه لقناة «اكسبريس» الاخبارية انه كان يلقى خطابا في مكان قريب عندما سمع صوت الانفجار.

ومع ازدياد المخاوف من وقوع تفجيرات انتحارية يوم الانتخابات غذا، بدأت الشرطة تنتشر بكثافة في الشوارع. ونشرت تعزيزات من نحو 81 الف جندي في مختلف مناطق باكستان لحفظ الامن في 64 الف مركز اقتراع والف مراقب وصحافي. وشددت الشرطة الحماية على نحو 9 آلاف مركز اقتراع قالت إنها الاكثر عرضة لاعتداءات محتملة.

وأعلن الناطق باسم وزير الداخلية جافيد شيما، أن عناصر من الجيش سينتشرون في الشوارع الى جانب الشرطة قبل يوم واحد من الانتخابات. وأطلق قائد الجيش الجنرال أشفاق كياني نداء طلب فيه من الشعب الباكستاني بمساعدة الشرطة والجيش على احترام القانون وحفظ الامن خلال يوم الانتخابات. وعشية الانتخابات البرلمانية، ترتفع الاصوات التي تحذر من التزوير، الذي قد يقوم به الرئيس برفيز مشرف. فندد حزب الشعب الذي يقوده حاليا زوج بوتو، عاصف علي زرداري، بـ«الانتخابات المزورة» قبل اجرائها، من دون ان يغلق الباب امام احتمال قيام «حكومة وفاق وطني» مع مشرف.

ودعي اكثر من 80 مليون ناخب باكستاني للادلاء باصواتهم غدا، فيما تزداد اهمية هذه الانتخابات خصوصا مع المتابعة الشديدة التي تحظى بها من قبل المجتمع الدولي. وكثفت الولايات المتحدة التي تنتظر نتيجة الاقتراع بقلق التعليقات والضغوط على مشرف حليفها الرئيسي في «الحرب على الارهاب». واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي جوزف بايدن الذي يقود فريقا برلمانيا سيتولى مراقبة الانتخابات في باكستان، ان على بلاده «تقليص مساعدتها العسكرية لباكستان» في حال كانت الانتخابات «مزورة بوضوح».

وأعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن تتضامن «القوى المعتدلة» في باكستان من أجل إجراء انتخابات ناجحة لاختيار حكومة جديدة. وقال شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مراقبين من السفارة الأميركية وبعض أعضاء الكونغرس سينتشرون في باكستان كمراقبين للانتخابات في مراكز الاقتراع. بالإضافة إلى ذلك، قامت الولايات المتحدة بتدريب 20 ألف مراقب باكستاني للانتخابات. وجدد ماكورماك موقف وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي أعربت عن أملها في نجاح الانتخابات حيث حث «القوى المعتدلة» على التضامن معا «للمساعدة في حكم البلاد وإعادتها إلى مسار الحكم الديمقراطي». وقال إن الولايات المتحدة تواصل تشجيعها للرئيس مشرف وحزبه للعمل مع أنصار بوتو وغيرهم من الأصوات المعتدلة «من أجل مستقبل أفضل لباكستان».

الى ذلك، اعلن محامون باكستانيون انهم سيقومون بحملة خارج مراكز الاقتراع في محاولة لاقناع الناخبين بمقاطعة الانتخابات احتجاجا على سجن قضاة ومحامين. وقال غلام نبي فاتي نائب رئيس نقابة محامي المحكمة الباكستانية العليا: «سنقيم خياما امام مراكز الاقتراع لاثناء الناخبين عن هذه العملية». واضاف ان المحامين عقدوا سلسلة من الاجتماعات ووزعوا منشورات وكتيبات لاقناع الناس بعدم التصويت. وقال ان من المستحيل اجراء انتخابات حرة ونزيهة في الوقت الذي ما زال فيه افتخار تشودري كبير القضاة الذي عزله مشرف وعدة قضاة آخرين رهن الاعتقال المنزلي.