مع اشتداد المعركة الانتخابية الاميركية، وتقارب النتائج بين المرشحين الديمقراطيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما الذي يتفوق على منافسته للمرة الاولى منذ بدء العملية الانتخابية، يبذل الطرفان جهدهما لاجتذاب أي دعم يمكن استثماره في الانتخابات التمهيدية المتبقة قبل مؤتمر الحزب. وتمكن اوباما امس الاول من أن يحصل على دعم مهم من اعضاء النقابات الذين ساعدوه في الفوز في ولاية ويسكنسن يوم الثلاثاء المقبل. وتضم نقابة عمال في مجال الخدمات نحو 1.9 مليون عضو، وهي معروفة بنشاطها السياسي، وقد أكدت أنها ستجيش عناصرها للتصويت بشكل كثيف لاباما. واتى هذا الدعم بعدما دعمته الخميس الماضي نقابة قوية اخرى في مجال الصناعات الزراعية تضم ثلاثة ملايين عضو. ويجول اوباما في ولاية ويسكنسون الواقعة في وسط الولايات المتحدة الغربي املا ان يستفيد من الدفع الذي يشكله فوزه في ثماني انتخابات متتالية عبر البلاد. واظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي ان اوباما يتقدم باربع نقاط في هذه الولاية التي ستختار 74 مندوبا اضافيا. وتشهد ولاية هاواي التي ولد فيها اوباما انتخابات تمهيدية لاختيار 20 مندوبا يوم الثلاثاء المقبل ايضا.
وتراهن كلينتون التي تتخلف عن اوباما في القدرة على جمع التبرعات والاموال، على ولايتي اوهايو التي ستختار 141 مندوبا، وتكساس التي تختار 193 مندوبا، في الرابع من مارس (آذار) المقبل، لوقف اندفاع اوباما الكبير. واظهرت استطلاعات للرأي اجريت هذا الاسبوع تقدم كلينتون في اوهايو وتكساس. ففي اوهايو اظهرت نتائج استطلاع اجرته جامعة كوينيباك تقدمها بنسبة 55% من الاصوات في مقابل 34% لاوباما. واظهر استطلاع للرأي اجرته مؤسسة «تكساس كريدت يونيون» تقدمها على اوباما بحصولها على 49% مقابل 41% لسيناتور ايلينوي.
ويجتهد المرشحان الديمقراطيان للحصول على اصوات العمال ويركزان على مواضيع شعبية متعهدين بقلب سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش حول الخفض الضريبي الذي يستفيد منه الاغنياء خصوصا، وزيادة الحد الادنى للاجور. ورد أوباما امس على هجوم كلينتون عليه والتي اتهمه بأنه «يتحدث من دون ان يفعل»، وقال لانصاره في ميلووكي عن هيلاري: «انها ترتدي قفازات الملاكمة وتقول انها تريد ان تواجه.. لا نحتاج الى مواجهة اضافية. نحتاج الى ان نلتقي وان نحل بعض المشاكل».
ويتمتع اوباما حاليا بدعم 1262 مندوبا في مقابل 1213 لكلينتون استنادا الى ارقام القناة الاميركية «سي أن أن». ويحتاج المرشح الديمقراطي الى دعم 2025 مندوبا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي خلال المؤتمر العام للحزب الذي سينعقد في اغسطس (آب) المقبل في دنفر كولورادو.
اما ماكين الذي قطع مسافة كبيرة على طريق الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، فقد جمع حتى الان 830 مندوبا. وفي محاولة لاحراج مايك هاكابي الذي يرفض الانسحاب من السباق على الرغم من ان فوزه أصبح مستحيلا، من المتوقع ان يعلن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب دعمه لماكين. ويعتبر المحللون أن الحزب الجمهوري يرى ان هاكابي يحرج حزبه من خلال رفضه الانسحاب من السباق، ويقولون ان اعلان بوش الاب تأييد لماكين سيكون لتأكيد التفاف الحزب حوله، ومحاولة لاحراج هاكابي ودفعه الى الانسحاب من سباق لم يعد يستطيع ربحه، اسوة بميت رومني الذي انسحب واعلن دعمه لماكين.
وتبرز أهمية هذا التأييد في أنه جاء في وقت مهم للغاية بالنسبة لماكين الذي يسعى لإقناع تيار المحافظين المتشددين داخل الحزب الجمهوري بجدارته لنيل ترشيح الحزب. ودافع الرئيس الأميركي جورج بوش عن ماكين يوم الأحد الماضي إزاء المنتقدين داخل الحزب، عندما أكد أن سيناتور أريزونا يعد «محافظا حقيقيا».
ويتمتع ماكين في الوقت الحالي بتأييد 830 مندوباً من بين 1191 يحتاجهم الفائز بترشيح الحزب، مقابل 286 فقط لمنافسه رجل الدين مايك هاكابي حاكم ولاية أركنساس السابق الذي يحظى بتأييد التيار المتشدد في أوساط الجمهوريين.