المباحث الأميركية تحذر من عمليات انتقامية من حزب الله داخل الولايات المتحدة

بعد يوم من تعهده بالانتقام لمقتل عماد مغنية

TT

بعث مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي منشورا يوم الجمعة إلى هيئات تطبيق القانون المحلية، وعلى مستوى الولايات تنصحهم فيها بمراقبة غارات انتقامية محتملة من حزب الله، بعد يوم من تعهد الجماعة المتطرفة اللبنانية بالانتقام لمقتل عماد مغنية، الذي يعتبر أحد كبار الحزب.

وأوضح التقرير الاستخباري، الذي أرسل إلى 18 الف مسؤول محلي، وعلى مستوى الولايات «في الوقت الذي من غير المحتمل وقوع عمليات انتقامية في داخل اميركا، فإن حزب الله أظهر قدرة على الرد خارج الشرق الأوسط في احداث مماثلة في الماضي».

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد بعث، يوم الاربعاء، برسالة سرية داخلية الى فريق مكافحة الإرهاب المشترك عبر الولايات المتحدة المكون من 101 شخص، يحذره فيها من عواقب محتملة داخلية بعد مقتل مغنية. وفي اطار هذه الجهود ذكر المسؤولون في المكتب لرؤساء للضباط الميدانيين، وقوات العمل المكونة من عدة وكالات بزيادة عمليات المراقبة والتنصت على نشطاء حزب الله، وإجراء لقاءات جديدة مع المصادر والمرشدين بخصوص العمليات الإرهابية المحتملة في الولايات المتحدة، حسبما ذكر مسؤولان في المكتب.

وبالرغم من عدم وجود أدلة محددة على تهديدات ضد الولايات المتحدة، فإن المسؤولين قالوا انهم اتخذوا اجراءات احترازية بسب وضع مغنية داخل حزب الله، ولأن الحزب المدعوم من ايران أعلن أن اسرائيل والقوى الصهيونية هي المسؤولة عن مقتله. ويُعد عماد مغنية أحد أبرز الملاحقين من الشرطة الدولية الانتربول والولايات المتحدة في قضايا تتعلق بـ«الإرهاب»، وهو ثالثُ قيادي من حزب الله يُغتال بعد الشيخ راغب حرب وعباس الموسوي. وقال حسن نصر الله الخميس الماضي، ان استشهاد مغنية «بشارة عظيمة بالنصر الآتي والحاسم والنهائي»، واضاف «من حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بعماد مغنية، إلى دم الحاج عماد مغنية في شباط 2008 فليكتب العالم كله، وعلى مسؤوليتي، يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل». واعتبر نصر الله أنه إذا كان دم الشيخ الشهيد راغب حرب قد أخرج الإسرائيليين من أغلب الأرض اللبنانية، وإذا كان دم السيد عباس الموسوي أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، «فإنّ دم عماد مغنية، سيخرجهم من الوجود إن شاء الله». وتابع نصر الله مخاطبا «العدو قبل الصديق» أنّ مغنية «أنجز مع إخوانه كل عمله، وهو اليوم إذ يرحل شهيدا لم يبقِ خلفه إلاّ القليل مما يجب القيام به». وقال انّ المقاومة بدأت منذ اليوم الأول لانتهاء حرب تموز، بالاستعداد لحرب قد تكون قادمة.

وأكد نصر الله أن المقاومة في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان أو حرب محتملة على لبنان، وقال مخاطبا الاسرائيليين «في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين، لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة».

وحسب المنشور، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي لم يعطيا تعليمات محددة للوكلات لتطبيق القانون في المحليات.

وقال مسؤول في مكتب التحقيقات، ان كل سلطة قضائية محلية كانت تصعد اجراتها الامنية بالطريقة التي تعتبرها ملائمة حول بنيات الحكومة والمؤسسات اليهودية، واهداف محتملة اخرى.

وقال مسؤول الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي، انه لم يخول الحديث لمناقشة جهود المكتب ضد حزب الله لسرية المعلومات. واضاف ان المكتب كان يركز في جمع المعلومات عن طريق الوكلاء في منطقة ديترويت وديربورن من ميتشيغان، ونيويورك، وكاليفورنيا وعدة مواقع اميركية أخرى، حيث توجد الجاليات اللبنانية والمسلمون.

من جهته حذر لبناني بارز من مغبة ردة فعل عنيفة من تلك الإجراءات الأمنية، وقال أسامة سبليني رئيس الجالية لعرب اميركا في ديربورن، ان تهديدات نصر الله كانت موجهة ضد إسرائيل، وليس الولايات المتحدة.

وقال ان العديد من اللبنانيين في حزب الله، لم يدعموا أي نشاط للحزب داخل الولايات المتحدة الاميركية.

واضاف سبليني انه يفهم ان تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالي، هو إجراء لضمان امن بلادهم، وهو جزء من عملهم الروتيني اليومي.